بدأت الميليشيات الإيرانية بالتحرك بعد إعلان رئيس النظام في سوريا، ترحيبه بمزيد من القوات الروسية في البلاد.
وأعادت قيادة ما يعرف بـ"فوج التدخل السريع"، المشكلة من قبل "الحرس الثوري الإيراني" في محافظة حمص وسط سوريا، تنظيم تحركات قواتها في سوريا.
وجاءت هذه التحركات عقب استبدال القائد الإيراني المسؤول عن الفوج مطلع العام الحالي، حيث صدر القرار مطلع الشهر الجاري.
وبحسب معلومات أفاد بها عناصر من العاملين في الفوج ذاته، منعت الميليشيا خدمات النقل المقدمة للمقاتلين بغية الحد من عمليات التهريب خصوصا من دير الزور إلى المحافظات الأخرى.
كما دخلت وزارة دفاع النظام السوري، للمرة الأولى منذ تأسيس الفوج عام 2013، خط الأزمة بأن فرزت عددا من الضباط برتب عسكرية تبدأ من رتبة ملازم أول، ليتسلموا قيادة نقاط الحراسة التابعة للقوات الإيرانية.
ويقع المقر الرئيسي لـ"فوج التدخل السريع" على مدخل بلدة بسيرين، بالقرب من الأوتوستراد الدولي M5، ويتوسط الطريق الرئيسي بين مركز محافظة حماة ومدينة الرستن شمالي حمص، ويتبع إداريًا بشكل كامل لـ"اللواء 47" المشكل من قبل إيران في سوريا عام 2013، بحسب مراسل "عنب بلدي" في حمص.
وتركز مقاتلو هذا الفصيل العسكري على جبهات أرياف حمص الشمالية والشرقية، وفي محيط مدينة تدمر على وجه الخصوص.
ويبلغ العدد التقديري لعناصر "الفوج" بحسب المصادر العاملة في الفصيل، حوالي 4000 مقاتل.
ترحيب بالقوات الروسية
يشار إلى أن عمليات التهريب تنشط بين محافظة دير الزور وبقية مناطق نفوذ النظام السوري، إذ تعتبر المحافظة المحاذية لمناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) المدعومة أميركيا شمال شرقي سوريا، محطة أولية لتهريب البضائع والمحروقات القادمة من جارتها.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد التقى رئيس النظام السوري بشار الأسد في موسكو أمس، وأعلن الأخير ترحيبه بمزيد من القواعد والقوات الروسية في سوريا.
ورأى أن زيادة عدد القواعد الروسية في بلاده قد تكون "ضرورية" في المستقبل، معتبراً أن الوجود الروسي "مرتبط بتوازن القوى" في العالم.
في حين أتت هذه التطورات متزامنة مع سحب إيران لمجموعات تابعة لها من سوريا تعزيزاً لجبهاتها الداخلية، بسبب الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، خصوصا وأن قوات الحرس الثوري باتت تعاني مؤخراً صعوبة في مواجهة التظاهرات.
ولم يقتصر إعادة المقاتلين على سوريا بل سحبت مقاتلين آخرين من لبنان والعراق إلى أكثر المناطق الإيرانية توتراً.