دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، يوم الخميس، إلى اتخاذ خطوات مشددة للضغط على إيران، بعد استئنافها تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو النووية.
وقال بومبيو في بيان إن "توسيع ايران لنشاطاتها الحساسة المتعلقة بالانتشار النووي تثير المخاوف من أن إيران تستعد للوصول إلى خيار امتلاك" سلاح نووي.
وأضاف "لقد حان الوقت لجميع الدول لرفض الابتزاز النووي الذي يقوم به هذا النظام، واتخاذ خطوات مشددة لزيادة الضغط، إن استفزازات إيران النووية المستمرة والمتعددة تتطلب مثل هذه الخطوات".
وأثار إعلان إيران استئناف عمليات التخصيب في مصنع فوردو قلقا لدى الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق.
وتسعى بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا إلى إنقاذ الاتفاق بعد انسحاب الولايات المتحدة منه العام الماضي وإعادتها فرض عقوبات من طرف واحد على طهران.
وأضاف بومبيو، أن "التصعيد الايراني الأخير في الملف النووي يعكس النوايا التي كانت لدى النظام طوال الوقت، وهي ابتزاز المجتمع الدولي لقبول عنفها وإرهابها".
وأكد أن "على أعضاء المجموعة الدولية القلقين بشكل مبرر من الهجمات والاستفزازات الإيرانية الأخيرة أن يتخيلوا كيف ستتصرف إيران في حال امتلكت السلاح النووي. الولايات المتحدة لن تسمح أبدا بحصول ذلك".
بدء ضخ اليورانيوم
وأعلنت وكالة الطاقة الذرية الإيرانية أن المهندسين بدأوا صباح الخميس في ضخ غاز اليورانيوم في شبكات أجهزة الطرد المركزي وبدء إنتاج وتجميع يورانيوم مخصب (...) في منشآت فوردو" التي تقع على بعد حوالى 180 كلم جنوب طهران.
وكتبت وكالة الطاقة الذرية الإيرانية، في بيان صدر عنها، "بعد نقل مستودع يحوي 2000 كغم من مادة (UF-6) من منشأة ناطنز إلى منشأة فوردو، وربط المستودع بخطوط التغذية، والإنجاز الناجح لجميع العمليات التقنية ذات الصلة، بدأت بعد منتصف ليل الأربعاء-الخميس، عمليات ضخ الغاز للسلاسل وأجهزة الطرد المركزي، وإنتاج وجمع اليورانيوم المخصب في منشأة فوردو".
وأضاف البيان أن جميع الإجراءات تم إنجازها تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
واعتبرت إيران أن استئناف التخصيب في مركز فوردو النووي خطوة في إطار خفض التزاماتها النووية، إزاء استمرار عدم وفاء الأطراف الأخرى بالتزاماتها في الاتفاق النووي.
ويقول المسؤولون في إيران إنهم على استعداد للعودة إلى التزاماتهم في إطار الاتفاق النووي إذا التزم الأوروبيون والأطراف المتبقية في الاتفاق النووي بوعودهم.
وتزامنا مع بدء تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو، من المقرر أن يجتمع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، اليوم الخميس، لمناقشة البرنامج النووي الإيراني.
وذكرت بعض المصادر، بما في ذلك صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن الموضوع الرئيسي لاجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الخميس، هو موقع "تورقوز آباد".
تعليق فرنسي
وللمرة الأولى، اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء إيران بالخروج عن إطار الاتفاق النووي. وقال خلال زيارة إلى الصين "للمرة الأولى وبشكل واضح ومن دون تحديد سقف، تقرر إيران الخروج من إطار خطة العمل المشتركة الشاملة وهذا تغيير كبير".
وخلال المراحل الثلاث الأولى من ردها على الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، بدأت إيران في إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة تفوق الحد الوارد في النص والبالغة 3,67 % وتجاوزت حد 300 كلغ لمخزون اليورانيوم الضعيف التخصيب الذي يفرضه الاتفاق وشغلت اجهزة طرد مركزي متطورة.
وأعلنت إيران، الاثنين الفائت، أنها سرعت بشكل كبير وتيرة إنتاج اليورانيوم الضعيف التخصيب خلال الشهرين الماضيين وباتت تحصل حاليا على 5 كلغ في اليوم من تلك المادة، وتحصر إيران في هذه المرحلة إنتاجها من اليورانيوم المخصب بنسبة 4,5% كحد أقصى بعيدا جدا عن نسبة 90% اللازمة للاستخدام العسكري.
وتأتي هذه التطورات في أجواء من التوتر في المنطقة حيث تتّهم الولايات المتحدة ودول غربية إيران بالوقوف خلف هجمات ضد ناقلات نفط وسفن في مياه الخليج قرب مضيق هرمز الاستراتيجي منذ أيار الماضي. وتنفي طهران هذه الاتهامات.
وفي هذا الإطار، تقوم الولايات المتحدة بتدريب حلفائها وبينهم السعودية على التصدي للتهديدات في مياه الخليج، سعيا لإطلاق تحالف يعمل على احتواء إيران.
وکان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قال لأول مرة، خلال کلمة ألقاها في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في أکتوبر (تشرين الأول) 2018، مع رفع خريطة وصور تظهر موقعا في تورقوز آباد كهریزك، جنوب غربي طهران: "لدى إيران مستودع سري للمواد والمعدات النووية في القرية".
وقال نتنياهو، "أبلغت إسرائيل الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن هذا المخزن".
محمد إسماعيل – إيران إنسايدر