يواصل العراقيون لليوم الثاني عشر على التوالي مظاهراتهم المطالبة بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية وإسقاط الحكومة ومحاسبة الفاسدين.
وسيطر المتظاهرون العراقيون، على ميناء أم قصر في البصرة، يوم الثلاثاء، في الوقت الذي أعلن فيه شيوخ العشائر انضمامهم وتأييدهم لمطالب المتظاهرين.
وقتلت قوات الأمن اثنين من المتظاهرين، في ميناء أم قصر في البصرة، بالتزامن مع مواصلة المحتجين إغلاق الميناء.
ووسع المتظاهرون من سقف احتجاجاتهم باعتصامات جديدة بالقرب من المنشآت النفطية والمناطق الحيوية بهدف تحقيق مطالبهم ودفع الحكومة للاستقالة ومحاسبة الفاسدين.
وعادت خدمة الانترنت بعد انقطاعها لساعات في مدن عراقية عدة.
وواصل المتظاهرون حراكهم لليوم الثاني عشر منذ إعادة انطلاق ثورة تشرين في 25 أكتوبر الماضي.
وأبدع المتظاهرون في صناعة مصدات لتقليل آثار العبوات والقنابل الحارقة التي تطلقها قوات الأمن بكثافة على المتظاهرين في العاصمة بغداد بمحيط ساحة التحرير.
وقطع متظاهرون طريق "سريع الغزالية" غربي العاصمة بغداد؛ دعما لدعوات العصيان المدني اليوم الثلاثاء.
وفي حي الناصرية وتحديدا بساحة الحبوبي، أظهر الأهالي، تضامنا كبيرا بإقامة ولائم وتقديم موائد غذائية كاملة لدعم المتظاهرين والتأكيد على الصمود حتى رحيل النظام.
وفي كربلاء، أعلن طلاب الجامعات في المدينة المقدسة استمرارهم بالعصيان المدني دعما لمطالب المتظاهرين.
وفي البصرة، أظهر مقطع فيديو بثه ناشطون زج حكومة عادل عبد المهدي بالدبابات لمواجهة المتظاهرين وإنهاء الاحتجاجات، فيما عمد جنود الجيش العراقي إلى ترك الدبابات خلفهم والانسحاب.
تصريحات عبد المهدي
بدوره، قال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، إن هناك حاجة لإجراء تعديلات دستورية في العراق، منوها بمطالب مشروعة بشأن استقالة الحكومة.
وذكر أن التعديل الدستوري المقترح يمكن أن يصل إلى تغيير طبيعة النظام السياسي، وقانون الانتخابات بالكامل.
وكشف رئيس الحكومة العراقية أن مجلس الوزراء قدم تعديلا لانتخابات مجالس المحافظات "يرمي لإنصاف المستقلين".
وقال إن التظاهرات الحالية شخصت أخطاء متراكمة منذ عام 2003 وحتى الآن، نقلا عن التلفزيون العراقي.
وأوضح أن كثيرا من الأخطاء الاقتصادية والاجتماعية لم تعالج بشكل صحيح وجذري.
واعترف عبد المهدي، الثلاثاء، أن التظاهرات التي بدأت منذ مطلع أكتوبر تسير في الاتجاه الصحيح.
مظاهرات شعبية
ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية.
ورفع المتظاهرون سقف مطالبهم وباتوا يدعون لإقالة الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، إثر لجوء قوات الأمن للعنف لاحتواء الاحتجاجات.
وقالت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر، إن أكثر 149 متظاهرا قتلوا، وأصيب 6000 آخرين، في الموجة الأولى من الاحتجاجات، وأضافت أن أكثر من 121 متظاهرا قتلوا وأصيب أكثر من 5000 في الموجة الثانية من الاحتجاجات.
وأضافت أن غالبية القتلى لقوا حتفهم برصاص قناصة.
ويتهم نشطاء عراقيون، قناصة إيرانيين بقتل المتظاهرين السلميين، وقال النائب في البرلمان العراقي أحمد الجبوري، إن هناك غرفة عمليات يقودها مساعد قاسم سليماني، ويدعى "حاج حامد"، ويتبعه القناصون الذين يستهدفون المتظاهرين، ويأتمرون بأمره بهدف قتل المحتجين السلميين.
إسراء الحسن - إيران إنسايدر