كشف عنصر في فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، الثلاثاء معلومات بالأسماء عن عمليات تهريب ملايين الدولارات من العراق إلى حسابات الحرس الثوري في إيران، بالتعاون مع سفارتها في بغداد.
وتفضح معلومات عنصر فيلق القدس، أسرارا عن إيرانيين وعراقيين ضالعين في عمليات تهريب ملايين الدولارات من العراق إلى حسابات الحرس في إيران، وتعاونهم مع موظفين بسفارتها في بغداد.
ونقلت قناة "ايران إنترناشيونال" الايرانية المعارضة التي تبث من لندن باللغة الفارسية على موقعها الالكتروني باللغة العربية هذه المعلومات التي قالت انها حصرية أبلغها بها عنصر في فيلق القدس - لم تفصح عن اسمه ورتبته حفاظا على حياته- "فإن محمد تجن جاري المدير المالي للوحدة 400 في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني يودع المبلغ المطلوب في حساب هذه الوحدة بفرع "الشهيد آقا بابائي" لبنك الأنصار على طريق الباسيج السريع في طهران.
سطوة على العراق
وفي العراق، يدير هذه الشبكة محمود حسني زاده، أحد النشطاء القدامى في فيلق القدس، بمساعدة مواطنَين عراقيين هما ميثم حمزة قاسم دراجي وميثم صادقي.
والذراع الميداني لتجن جاري في العراق هو مصطفى باك باطن موظف في سفارة إيران وعضو في فيلق القدس والذي يتلقى الدولارات من مكاتب الصرافة في العراق بعد إصدار شهادة إيداع أموال في طهران.
ووثيقة إيداع أموال لحساب حسين آسينه أحد النشطاء التجاريين المرتبطين بفيلق القدس والتي حصلت عليها القناة تظهر ملخصًا لغسل أموال الحرس الثوري الإيراني في العراق، ما أدى إلى استنزاف رأس مال السوق العراقي والإضرار باقتصاد البلد بهدف تجاوز العقوبات لصالح الحرس الثوري الإيراني الذي يستخدم أيضا عناصر في سفارة النظام الإيراني ببغداد للاحتيال على النظام المصرفي العراقي.
ومنذ نحو عام، وخلال عمل إيرج مسجدي السفير السابق لإيران في بغداد، نشرت وسائل اعلام وثيقة أظهرت أن أكثر من 60 مليار دينار (نحو 40 مليون دولار) من أسهم شركات الطاقة الإيرانية، أودعت في حساب السفارة الإيرانية في البنك التجاري العراقي والتي كان من المفترض أن تستغل لنفقات السفارة لكن انتهى بها الأمر في أيدي عناصر فيلق القدس .
ومصطفى باك باطن ليس العضو الوحيد في سفارة إيران المرتبط بفيلق القدس، فقد تم تقديم محمد كاظم آل صادق منتصف العام الماضي سفيرا للنظام الإيراني في بغداد وهو من مواليد مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) وكان من قادة فيلق القدس ومقربا من قاسم سليماني قائد الفيلق سابقا.
كما كان آل صادق المساعد الأول لإيرج مسجدي السفير الايراني السابق في العراق، وهو أيضًا قائد في الحرس الثوري الإيراني ومدرج في قائمة العقوبات الأميركية.
وكذلك غلام رضا عبد الحسين أباذري المستشار الثقافي لسفارة إيران هو أيضًا عضو في فيلق القدس، وبالإضافة إلى ذلك فإن باك باطن وموظفين آخرين في السفارة هم محمد إبراهيم، وعلي عبيري، ونادر رمضان نور، ومحمد كليدبر، أعضاء في فيلق القدس كما أشارت القناة.
قيود أميركية
يشار إلى أنه لمنع غسيل الأموال، اشترط البنك المركزي الأميركي مؤخرا على البنوك العراقية الخاصة ملء نموذج رقمي لكل تحويل بالدولار والذي يتضمن جميع التفاصيل بما في ذلك وجهة الحوالة.
لكن العديد من البنوك الخاصة لم تسجل تفاصيلها في هذا النظام الإلكتروني، وتحصل على الدولارات التي تحتاجها من سوق العملة السوداء في بغداد.
ومنذ ثلاثة أشهر خسرت العملة العراقية أكثر من 10 في المائة من قيمتها مقابل الدولار، بسبب تشديد وزارة الخزانة الأميركية على عمل البنوك العراقية، كما أن واشنطن أعلنت مؤخرا أنها ستفرض عقوبات على 16 مصرفا عراقيا.
وخلال السنوات الماضية منحت الولايات المتحدة البنوك العراقية إعفاء لإعطاء الأموال لإيران مقابل ديونها على العراق لتزويده بالغاز والكهرباء والتي وصلت الى 4 مليارات دولار بطريقة يمكن استخدامها في الغذاء والدواء والسلع الأساسية الأخرى للشعب الايراني.
بنوك عراقية تتعاون مع الحرس
وتتعاون مع الحرس الثوري سلسلة من البنوك العراقية أُنشئ معظمها فقط للتعامل مع الحكومة الإيرانية، وقد أدت هذه القضية إلى ارتفاع سعر الدولار في العراق مقابل الدينار وما تبعه من ارتفاع في الاسعار خاصة الغذائية منها، مما أجج احتجاجات شعبية شهدتها العاصمة بغداد في الرابع و25 من الشهر الحالي.
وعلى الرغم من الإطاحة بمحافظ البنك المركزي السابق وتعيين محافظ جديد مقرب لإيران قبل أسبوعين، فما تزال قيمة الدينار العراقي تواصل لحد اليوم انهيارها أمام الدولار في البورصة العراقية الرئيسية في بغداد وفي بورصة إقليم كردستان الشمالي بأربيل، بسبب استمرار تهريبه إلى إيران بطرق تلتف على العقوبات الدولية وقيود الخزانة الأميركية.
إيران إنسايدر