شلّ الإضراب العام والعصيان المدني الذي بدأه العراقيون اليوم الأحد، كافة مفاصل الحياة في العاصمة بغداد ومدن عدة شاركت بالإضراب.
وشيع المحتجون في ساحة التحرير وسط بغداد قتلى سقطوا برصاص القوات الأمنية والميليشيات التابعة لإيران.
وبدأ العراقيون بشكل ضريح يعلنون رفضهم للتدخل الإيراني في شؤون بلادهم الداخلية وهيمنتها على القرار العراقي عبر الأحزاب والميليشيات الذين تدعمهم.
وأعلن المتظاهرون عن تغيير اسم شارع "الإمام الخميني" إلى "شهداء ثورة تشرين"، في مدينة النجف.
وشاركت مدن البصرة وذي قار وديالى والنجف، ومدن عدة، إضافة للعاصمة بغداد، في العصيان المدني والإضراب العام.
وعمد المتظاهرون إلى قطع الطرقات وركن سياراتهم وسط الطرق بهدف شل حركة المرور بالكامل، ورفعوا شعارات تندد بالتدخل الإيراني بشؤون العراق.
في تلك الأثناء، قالت وسائل إعلام محلية ودولية نقلا عن نشطاء في العراق إن جهة مسلحة مجهولة، اختطفت الناشطة والمسعفة صبا المهداوي في بغداد.
فتح الطرقات
وفي السياق، قال مصدر أمني في عمليات العاصمة العراقية بغداد، إن أغلب شوارع العاصمة التي أغلقت صباح الأحد، أعيد فتحها بعد انسحاب المتظاهرين.
وأكد المصدر أن القوات الأمنية أزالت الحواجز التي وضعها المتظاهرون، وأعادت فتح الطرق بعد انسحاب المتظاهرين.
بدورها، استبقت وزارة التربية أخبار الإضراب العام، وأكدت أن يوم الأحد دوام رسمي في البلاد.
كما وجهت الوزارة في بيان لها، "جميع المديريات بالالتزام والمحافظة على انسيابية الدوام".
فيما قال ناشطون في بيانات تم توزيعها على صحافيين ونشرت في مواقع التواصل الاجتماعي، إنه "لا تراجع" عن ساحات الاحتجاجات إلا بتحقيق "التغيير الكامل".
ودعت البيانات موظفي الدولة والقطاع الخاص إلى "دعم المتظاهرين من خلال الإضراب العام من الأحد وحتى تحقيق التغيير".
أما نقابة المعلمين فقد أعلنت تمديد الإضراب حتى الخميس المقبل، وحمّلت الرئاسات الثلاثة مسؤولية سقوط قتلى وجرحى بالتظاهرات.
إلا أن أمانة مجلس الوزراء العراقي هددت بإجراءات ضد إدارات المدارس التي تواصل الإضراب.
دعوات الإضراب
ودعا نشطاء عراقيون إلى إضراب عام يوم الأحد، في كافة المحافظات العراقية، تضامنا مع المعتصمين في ساحة التحرير وسط بغداد.
ويقول نشطاء الحراك أن الإضراب سيكون الأكبر والأوسع في تاريخ العراق المعاصر، في رسالة واضحة من قبل المحتجين للحكومة العراقية أن الحراك مستمر حتى تحقيق المطالب العشرين التي حددها المتظاهرون، أبرزها إسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية وإسقاط الحكومة ومحاسبة الفاسدين.
وقرر الناشطون العراقيون نقل العصيان وتصعيد الحراك في المناطق الحيوية كالموانئ وحقول النفط بهدف لفت أنضار العالم لما يحدث، والتأكيد على أن ما يجري هو ثورة كبرى وليس احتجاجات عادية.
وفي كربلاء، وصلت تعزيزات أمنية من قوات مكافحة الشغب إلى المدينة، في محاولة لقمع الاحتجاجات، بعد مظاهرات واسعة أعلن فيها أبناء المدينة رفضهم وصاية إيران وهيمنتها على القرار العراقي.
مظاهرات شعبية
وشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية.
ورفع المتظاهرون سقف مطالبهم وباتوا يدعون لإقالة الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، إثر لجوء قوات الأمن للعنف لاحتواء الاحتجاجات.
وقالت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر، إن أكثر 149 متظاهرا قتلوا، وأصيب 6000 آخرين، في الموجة الأولى من الاحتجاجات، وأضافت أن أكثر من 110 متظاهرين قتلوا وأصيب أكثر من 3000 في الموجة الثانية من الاحتجاجات.
وأضافت أن غالبية القتلى لقوا حتفهم برصاص قناصة.
ويتهم نشطاء عراقيون، قناصة إيرانيين بقتل المتظاهرين السلميين، وقال النائب في البرلمان العراقي أحمد الجبوري، إن هناك غرفة عمليات يقودها مساعد قاسم سليماني، ويدعى "حاج حامد"، ويتبعه القناصون الذين يستهدفون المتظاهرين، ويأتمرون بأمره بهدف قتل المحتجين السلميين.
إسراء الحسن - إيران إنسايدر