أكدت مصادر مطلعة لإيران إنسايدر، أن أحزابا ومليشيات مقرّبة من إيران، تواصل عمليات التغيير الديموغرافي، وعلى نحو كبير في محافظة نينوى (مركزها الموصل).
وأضافت أن المليشيات والأحزاب تمارس في مقراتها تلك، أعمالا تندرج ضمن عمليات التغيير الديموغرافي، كالضغط على السكان من السنة والمسيحيين لبيع منازلهم وعقاراتهم وأراضيهم، وقد تم تسجيل حالات ضغط كثيرة أجبرت العائلات على ترك مناطقها المحررة خوفا من تعرضها للاستهداف.
وتابعت المصادر أن هناك خمسة من مقرّات المليشيات تتبع مقتدى الصدر، ويشرف عليها عبد الله الأعرجي، وستة مقرات تابعة لمليشيا "بدر"، ومقرين لحزب "الدعوة" التابع لرئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، تشرف على عمليات التغيير الديموغرافي، وتنفّذ حملات لاستقدام أسر تابعة لها، وإسكانها مكان أهالي تلك المناطق والأقليات الأخرى، وتقوم بوضع اليد على الأراضي والعقارات العائدة للمواطنين، عبر اتباع أساليب تتراوح بين ترغيبهم ودفع أموال لهم، أو ترهيبهم لترك مناطقهم".
الحرس الثوري الإيراني
وفي السياق، قالت مصادر في مدينة الموصل العراقية إن العائلات بدأت مؤخرا بمغادرة المدينة القديمة صوب أماكن متفرقة تاركين منازلهم لشركات يشرف عليها "الحرس الثوري الإيراني". وتحدث الأهالي عن مخطط لمحو تاريخ الموصل من قبل ميليشيات الحشد الشعبي.
وفي الوقت الذي ينفي فيه "الحشد" وجود عمليات تغيير ديموغرافي "طائفية" في محافظة نينوى، يؤكد النائب في البرلمان العراقي عن نينوى "محمد إقبال الصيدلي" وجود عمليات تغيير ديموغرافي، وقال إن "تعديل الضوابط العقارية واعتماد تعداد ٨٧ باتت ضرورة عاجلة لإنهاء التغيير الديموغرافي في نينوى"، وأردف "نستغرب غياب الحكومة عما يجري مع مواطنيها واستمرار تقصيرها مع غياب الخطط الناجعة لإعمار المنازل المهدمة في المحافظة".
وقال الصيدلي "أهالي المحافظة ومنازلهم وقعت في وسط سباق محموم من جهات مجهولة تعمل على شراء أكبر قدر من بيوت وأراضي المواطنين بأسعار بخسة"، مشيرا إلى فشل الحكومة المركزية في ملف إعادة إعمار دور المواطنين وإغفال تعويضهم أو تحسين ظروف المعيشية.
كما طالب النائب الصيدلي رئيس الوزراء العراقي والجهات المعنية بـ "وضع ضوابط جديدة لشراء الأراضي والدور في نينوى واعتماد تعداد ٨٧ للمحافظة"، موضحا أهمية تلك الإجراءات "للحفاظ على ممتلكات المواطن بالإضافة إلى منع أي عملية تغيير ديموغرافي للمدينة والحفاظ على موروثها الثقافي والبشري".
الأوقاف تؤكد
بدورها، حذرت مديرية أوقاف محافظة نينوى من وجود محاولات لإحداث تغيير ديموغرافي في الموصل، وقال مدير أوقاف نينوى أبو بكر كنعان في تصريح صحفي "إن هناك مخططا لتغيير تاريخ مدينة الموصل وإجبار أهالي الأحياء القديمة فيها على ترك منازلهم".
وأضاف كنعان، أن هناك جهات تشتري أعدادا كبيرة من المنازل في المدينة القديمة مقابل مبالغ ضخمة.
المصدر: إيران إنسايدر