اجتمع قادة من الشرق الأوسط وأوروبا في الأردن، اليوم الثلاثاء، في مؤتمر ركز على تعزيز الأمن والاستقرار في العراق، وفقا لما ذكرته وكالة "أسوشيتد برس".
وضم الاجتماع مسؤولين رفيعي المستوى من الخصمين الإقليميين، السعودية وإيران، إلى جانب قادة من فرنسا والعراق وتركيا ومصر والكويت والبحرين وسلطنة عمان والاتحاد الأوروبي.
وقالت الدول المشاركة، إن الهدف هو إظهار "دعم العراق وسيادته وأمنه واستقراره، بالإضافة إلى عمليته السياسية، والتقدم الاقتصادي والتنموي فيه، وجهوده لإعادة البناء".
واهتز استقرار العراق وأمنه على مدى عقود بفعل الصراعات الداخلية والخارجية، وأدى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 إلى سنوات من العنف الشديد والصراع الطائفي، بما في ذلك إنشاء تنظيم "داعش"، وتمكين الفصائل والميليشيات السياسية المدعومة من إيران.
وفي الآونة الأخيرة، أصيبت البلاد بالشلل بسبب الجمود السياسي، مع الخط الفاصل الرئيسي بين حلفاء إيران وخصومها.
ومؤخرا، حاولت بغداد أن تتولى دور الوسيط بين إيران والسعودية. لكن سلسلة من المحادثات بين الاثنين في العراق توقفت، حيث ورد أن طهران تتهم المملكة بالتحريض، على الاحتجاجات في إيران.
وفي حديثه في مؤتمر الثلاثاء، قال الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، إن فرنسا ملتزمة باستقرار المنطقة، وهي تكافح المآزق والانقسامات والتدخل الأجنبي والقضايا الأمنية، من أجل تعزيز السلام والأمن في حوض البحر الأبيض المتوسط الأوسع.
وأضاف ماكرون "ربما يكون العراق، في ضوء العقود الماضية، أحد الضحايا الرئيسيين لزعزعة الاستقرار الإقليمي.. نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على التغلب على انقسامات اللحظة".
وقال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في كلمته الافتتاحية إن "الاجتماع ينعقد في وقت تواجه فيه المنطقة أزمات أمنية وسياسية، إلى جانب تهديدات لأمن الغذاء والمياه والصحة وأمن الطاقة وتأثيرات تغير المناخ".
ويواجه الأردن مشاكل داخلية في الأيام الأخيرة، بعد أن بدأ سائقو الشاحنات إضرابا احتجاجا على ارتفاع أسعار الوقود، وقتل ضابط شرطة في اشتباكات مع محتجين الأسبوع الماضي.
ولم تكن هناك اجتماعات مباشرة مقررة بين المسؤولين الإيرانيين والسعوديين خلال المؤتمر، لكن وزيري خارجية البلدين تحدثا بشكل منفصل في الجلسة الافتتاحية.
قال وزير الخارجية الإيراني ، حسين أمير عبد اللهيان ، إن "سياسة إيران هي تجنب الحرب والعمل على إعادة الأمن والاستقرار"، مضيفا أن بلاده "مستعدة لتطوير العلاقات مع جميع دول المنطقة، بما في ذلك الدول الصديقة على الساحل الجنوبي في الخليج الفارسي"، حسب وصفه.
كما أكد استعداد إيران للعودة إلى اتفاق دولي بشأن برنامجها النووي، "بشرط عدم تجاوز الخطوط الحمراء".
بدوره، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إن "المملكة تؤكد رفضها التام لأي عدوان على أراضي العراق" ، فيما يبدو انتقادا لإيران، التي شنت مؤخرا ضربات جوية ضد الجماعات الكردية الإيرانية المنشقة في شمال العراق.
ودعا رئيس جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إلى استبعاد بغداد عن الخصومات الإقليمية، قائلاً "لا ينبغي أن يكون العراق ساحة صراع أو تصفية حسابات".
إيران إنسايدر - (ترجمة هشام حسين)