التقى متزعم حزب الله اللبناني حسن نصرالله، سفير نظام الأسد في لبنان علي عبد الكريم علي، في لقاء وداعي مع انتهاء مهمته، حيث اعتبر لقاءا نادرا، إذ لا يلتقي "نصر الله" بالسفراء عند انتهاء مهامهم.
وذكر موقع "المنار"، التابع للحزب الذي يقاتل عناصره في سوريا إلى جانب قوات الأسد وميليشيات إيران، أن "نصر الله" شكر "علي" على ما أسماه "جهوده الكريمة خلال إقامته في لبنان خصوصاً لجهة المساهمة في تحسين، وترتيب العلاقات بين البلدين رغم الضغوط الخارجية والداخلية".
وأشاد "نصر الله" بحضور "علي" الدائم والفاعل إلى جانب من أسماهم "المقاومين اللبنانيين في هذه السنوات الصعبة والظروف المعقدة التي عاشها اللبنانيون وكذلك برعايته الجادة لكل السوريين في لبنان".
علي عبد الكريم علي، هو سفير للنظام السوري في لبنان منذ عام 2009 وحتى عام 2022 ، وصل لبنان بالتزامن مع مجموعة أحداث وتحركات سياسية في المنطقة، كالمصالحة العربية التي جرت في آذار 2009، وزيارة الملك السعودي السابق، عبد الله بن عبد العزيز، إلى سوريا في العام نفسه، التي مهدت لزيارة زعيم تيار المستقبل، سعد الحريري، في كانون الأول 2009، إلى دمشق، في لقاء هو الأول له مع الأسد منذ اغتيال الحريري الأب.
إلى جانب ذلك، زار الملك عبد الله وبشار الأسد العاصمة اللبنانية، بيروت، في حزيران 2010، لساعات قليلة فقط، في سبيل احتواء توترات بين الكتل السياسية اللبنانية ترافقت مع الحديث عن احتمالية اتهام عناصر من "حزب الله" باغتيال "الحريري".
وبعد عام عادت علاقة لبنان بسوريا بحكم الضرورة إلى نقطة صعبة التفكيك، مع تصاعد أعداد اللاجئين السوريين في لبنان خلال الثورة السورية، ثم بروز حالات اعتداء وإحراق مخيمات وحوادث كراهية وتحريض ضد السوريين، لم يسجل خلالها سفير الأسد حضورًا فاعلًا، كالذي سجله بما لا يقل عن ثلاث مقابلات تلفزيونية مصورة، إلى جانب محافظته على منصبه.
أمام نقص التغطية الإعلامية السورية الرسمية لقضايا اللاجئين السوريين في لبنان، والحوادث التي يتعرضون لها، وتحميلهم جزئيًا من قبل بعض الأصوات اللبنانية مسؤولية التردي المعيشي في لبنان، كان السفير السوري بعيدا عن الحدث، باستثناء حوادث قليلة.
ونشرت السفارة السورية في بيروت، في 23 من حزيران الماضي، أن السفير أجرى اتصالات مع الجهات المعنية في لبنان، على خلفية اعتداء مواطن لبناني على مجموعة عمال لبنانيين وسوريين.
وذكرت حينها صحيفة "الوطن" المقربة من النظام، نقلًا عن مصدر في السفارة، أن الحكومة السورية تدخلت لتوقيف المعتدي على السوريين بمنطقة عكار في لبنان، معتبرا ما جرى "حادثًا فرديا لأن المعتدى عليهم سوريون ولبنانيون".
وفي تموز 2020، تصدّرت وسائل الإعلام قضية تعرّض طفل سوري بعمر 13 عامًا للاغتصاب من قبل ثلاثة شبان في بلدة سحمر اللبنانية، ما تطلّب تعليقًا رسميًا من قبل السفير السوري في لبنان، الذي اعتبر أن القضية "مُثارة لتحقيق مآرب".
خلال لقائه وزير الخارجية والمغتربين اللبناني، عبد الله بو حبيب، في 21 من تشرين الأول الحالي، وفي معرض حديثه عن خطة إعادة اللاجئين السوريين التي طرحتها السلطات اللبنانية، ودخلت طور التنفيذ، قال سفير الأسد، إن "السوريين يريدون العودة، وهم في سوريا بأمان أكثر مما هم في لبنان".
واعتبر أن المساعدات التي تقدم للسوريين في لبنان يمكن أن تكون تشجيعًا وتمنح أضعاف قوتها، إذا حصلوا عليها داخل سوريا.
وأنهى سفير الأسد، علي عبد الكريم علي، الثلاثاء، خدماته الدبلوماسية في لبنان، حاملًا في جعبته 13 عامًا شغل خلالها المنصب، وخطابا أشار خلاله إلى المصاعب التي واجهت عمله، دون أن يغيب الترويج لرئيس النظام، بشار الأسد، عن محضر الكلمة.
وقبل السفارة في لبنان، شغل علي عبد الكريم علي عدة مناصب دبلوماسية ومدنية، منها سفير سوريا في الكويت، وسفير في أبو ظبي، والمدير العام لكل من وكالة الأنباء السورية، والتلفزيون السوري الرسمي، كما عاصر خلال عمله سفيرًا في لبنان رئيسين لبنانيين على التوالي (ميشال سليمان حتى 2014، وميشال عون حتى 2016- 2022).
إيران إنسايدر