فقد مئات المحتجين الإيرانيين أبصارهم، وطال الضرر أعين البعض، إثر استهدافهم من قبل قوى الأمن، بالرصاص المطاطي والكرات المعدنية خلال الاحتجاجات التي تجتاح البلاد منذ أكثر من شهرين.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن تقارير صادرة من مستشفيات إيرانية، أظهرت أن عشرات المحتجين وصلوا لتلك المستشفيات بعيون ممزقة بسبب الكريات المعدنية والرصاص المطاطي الذي أطلقته قوات الأمن لتفريق الحشود.
من بين هؤلاء شاب يدعى سامان (30 عاما) فقد إحدى عينيه أثناء مشاركته في الاحتجاجات بعدما أطلق عنصر أمن إيراني من على بعد مترين تقريبا، رصاصة مطاطية باتجاهه مباشرة.
يصف سامان، وهو اسم مستعار، اللحظات الأولى لإصابته البالغة، وكيف أنه وضع يده على عينه المصابة خوفا من أن تسقط من محجرها "أغلقت عيني وبعدها لم أعد أرى سوى الظلام".
قصد الشاب مستشفى الفارابي للعيون الذي تديره الحكومة، حيث خضع لعملية جراحية بعد حوالي 24 ساعة من إصابته بالرصاص المطاطي، وفر من إيران بعد حصوله على العلاج.
قدم سامان وثائق طبية وصور فوتوغرافية من الأشعة المقطعية لعينه، والتي طلبت الصحيفة من اثنين من أطباء العيون مراجعتها، حيث أكدا أنها تعرضت لأضرار لا يمكن إصلاحها.
وذكرت الصحيفة أن التقارير التي حصلت عليها تفيد بأن أجنحة طب العيون في المستشفيات، امتلأت بالمئات من المصابين.
وأظهرت روايات شهود عيان وأكثر من 80 صفحة من السجلات الطبية من عدة مستشفيات وعيادات خاصة، أن نطاق الإصابات شمل شبكية عين مشوهة وأعصاب بصرية تالفة وثقب في قزحية العين.
وقالت الصحيفة إن العديد من المتظاهرين لا يمتلكون خيارا سوى الذهاب للعلاج في المنشآت التي تديرها الحكومة، والتي غالبا ما تحرسها قوات الأمن.
وأفاد محامون وأطباء بأن بعض الجرحى حُرموا من العلاج، واعتقل آخرون بعد اجرائهم عمليات جراحية.
وبينت الصحيفة أن الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بالأشعة المقطعية، التي شاركها الطاقم الطبي والجماعات الحقوقية، تظهر مشاهد مروعة لوجوه مثقوبة بكريات معدنية.
ووصفت مجموعة من السجلات الطبية محنة متظاهر يبلغ من العمر 22 عاما تمزق مقلتا عينيه.
وقدّر أطباء عيون من ثلاثة مستشفيات كبيرة في طهران، أن عنابرهم استقبلت ما مجموعه أكثر من 500 شخص يعانون من إصابات خطيرة في العين منذ بدء الاحتجاجات في منتصف سبتمبر، وصل العديد منهم بشظايا معدنية أو مطاطية ما زالت عالقة في رؤوسهم.
وتلفت الصحيفة إلى أنه من الصعوبة جدا تحديد الأرقام الدقيقة للمصابين لأن العديد من المتظاهرين يخشون طلب العلاج في المستشفيات العامة.
إيران إنسايدر