كشفت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، في تقرير لها، أن عدد القتلى في الانتفاضة الشعبية الإيرانية ضد النظام الإيراني بلغ 342 على الأقل، بينهم 43 طفلًا و26 امرأة، بينما أعلنت وكالة أنباء حقوق الإنسان الإيرانية "هرانا"، في آخر تقرير لها، أن عدد القتلى في الانتفاضة المستمرة على مستوى البلاد بلغ 402 أشخاص.
وذكرت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، أن آلاف الأشخاص اعتقلوا في إيران خلال الشهرين الماضيين، وبعضهم يواجه خطر الحكم بالإعدام في محاكم صورية، بتهم مثل الحرابة والإفساد في الأرض.
إلى ذلك شهدت مختلف مدن إيران، مظاهرات حاشدة، مطالبة بإسقاط النظام.
وسمع صوت إطلاق نار في مدينة "محلات" (شمالي إيران)، أثناء الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط النظام، بالتزامن من فرض أجواء أمنية مشددة.
وشهدت مدينة "مهاباد" (غربي إيران)، أجواء أمنية مشددة وسط انقطاع الإنترنت والكهرباء في بعض أجزاء المدينة، بالتزامن مع تواجد مكثف لقوات الأمن.
فيما هاجمت قوات الأمن الإيرانية في سنندج (غربي إيران) منازل المواطنين في أحياء "فيلاشهر" و"بهاران".
وأظهر مقطع فيديو قيام المتظاهرين إضرام النار في مقر للحرس الثوري الإيراني في مدينة "مورموري" بمحافظة إيلام (غربي إيران) في مظاهرات مساء السبت.
كما أظهر مقطع فيديو هروب القوات الأمنية الإيرانية أمام المحتجين في مدينة قروة بمحافظة همداني (شمال غربي إيران).
ووثق فيديو ثانٍ هروب عناصر الأمن الإيراني في مدينة "ملكان"، (شمال غربي إيران)، أثناء مواجهة المحتجين في مظاهرات مسائية اليوم السبت.
وأظهر مقطع فيديو اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن في مظاهرات ليلية، في تبريز (شمال غربي إيران).
بدورها، دعت تجمعات شباب أحياء 24 مدينة إيرانية، المواطنين إلى تنظيم مظاهرات احتجاجية على خلفية سفك دماء الأطفال والمراهقين الذين قتلوا على يد النظام الإيراني. وطالبت المجموعات بتنظيم هذه المظاهرات يوم غد الأحد وبعد غد الاثنين، في المدارس والجامعات والساحات الرئيسية للمدن.
وخرجت مظاهرات في أحياء عدة في طهران وكرج، وسط هتافات مناهضة للنظام والمرشد خامنئي.
وخرج أهالي حي فردوسي بطهران إلى الشوارع وهتفوا ضد المرشد علي خامنئي.
وتظاهر طلاب جامعة شريف الصناعية في طهران، اليوم السبت، وهتفوا ضد النظام، مستنكرين قتل القوات الأمنية للطفل كيان بيرفلك الأربعاء الماضي.
ونظم طلاب جامعة "علوم تحقيقات" طهران، السبت، مظاهرات ضد النظام، ورددوا هتافات مثل: "في هذا العام سيسقط قتلى من الحرس الثوري.. الموت للنظام".
وأظهر مقطع فيديو من العاصمة الإيرانية طهران لافتة كبيرة في طريق"همت" الرئيسي، معلقة على جسر للمشاة، يظهر عليها المرشد علي خامنئي بلحية ملطخة بالدماء في إشارة إلى الجرائم التي ارتكبها بحق الإيرانيين.
وشيع متظاهرون، السبت، جثمان حميد رضا روحي الذي سقط برصاص الأمن في طهران، وهتف المتظاهرون بشعارات عدة منها: "هذا العام عام الدم.. سيسقط فيه خامنئي".
وأضربت مجموعة من طلاب هندسة البترول بجامعة طهران عن المشاركة في الصفوف الدراسية.
وطالبت المجموعة في بيان لها، بإطلاق سراح الطلاب المسجونين، وإلغاء حظر الدخول للجامعة لبعض الطلاب، وتوفير أمن الطلاب في الجامعة والمهاجع، وانسحاب جميع قوات الأمن من الجامعة.
وانطلقت مظاهرات ليلية في مدينة كلبايكان بمحافظة أصفهان (وسط إيران)، للتنديد بقمع السلطات للانتفاضة الشعبية في البلاد. وردد المتظاهرون هتاف: "سنحارب حتى نسترد إيران".
وتظاهر طلاب جامعة أصفهان الصناعية، السبت، وهتفوا: "لا نريد نظاما يقتل الأطفال"، و"العام عام الدم.. سيسقط فيه خامنئي".
وتشير بعض التقارير إلى أنه مع اشتداد الاحتجاجات وإحراق مكاتب بعض أئمة الجمعة والحوزات، زادت إجراءات الحماية والأمن لممثلي خامنئي وخطباء الجمعة في بعض المدن الإيرانية، وبعضهم موجود مؤقتًا في مكان آخر غير المكان الذي يقيم فيه.
وتحولت مراسم تشييع ودفن ضحايا المظاهرات إلى مناسبات لتصاعد الاحتجاجات، وإضراب المحال التجارية، وسط مواجهات وكر وفر مع قوات الأمن والباسيج التي فشلت من 64 يوما الحؤول دون نزول الجماهير الغاضبة إلى الشوارع.
وفي الأيام القليلة الماضية، انضمت العديد من المدن والبلدات الصغيرة، إلى الاحتجاجات لتشكل عامل ضغط إضافي على قوات الأمن والباسيج وإنهاكها بسبب التوسع المتواصل لرقعة الاحتجاجات الجغرافية، بالتزامن مع إحياء ذكرى ضحايا احتجاجات نوفمبر 2019 التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 1500 مواطن، لتصبح الذكرى السنوية لكل قتيل مناسبة للاحتجاج.
وكانت مراسم عزاء الطفل البالغ من العمر 9 سنوات في مدينة إيذة ذات الأغلبية اللورية البختيارية بشمال شرق الأهواز مملوءة بغضب عم المدن الأخرى، وفندت أسرته رواية النظام التي حاول من خلالها أن ينسب مقتله على أنه عملية إرهابية قام بها داعش، وردد المشاركون في مراسم دفنه "الحرس والباسيج أنتما داعشنا."
كما تعرضت الحوزة الدينية في قم، للهجوم بالمولوتوف وإضرام النيران في بنايات تابة للحوز، الليلة الماضية وشوهدت عربات الإطفاء وهي تطفئ النيران.
وفي محافظة بلوشستان، في جنوب شرقي إيران خرجت مظاهرات واسعة في مختلف مدن المحافظة وخاصة في العاصمة زاهدان.
وفي مدينة سِميرُم وسط إيران، نعى موكب ضخم قتيل آخر، وهو علي عباسي، وطالب المشاركون في المراسم برحيل النظام، ورددوا "أقسم بدم علي، سيسقط خامنئي".
وشهدت مختلف المدن هجمات غير مسبوقة للمتظاهرين بقناني المولوتوف على المراكز الحكومية والأمنية، وإضرام النار فيها.
إلى ذلك، شهدت مدينة قزوين، شمالي إيران، تجمعا جماهيريا حاشدا لإحياء اليوم الثالث لمقتل "سبهر إسماعيلي" على يد قوات الأمن الإيرانية، رددوا شعار "الحرية، الحرية، الحرية".
من ناحيتها، أعلنت وكالة أنباء حقوق الإنسان الإيرانية "هرانا"، في آخر تقرير لها، أن عدد القتلى في الانتفاضة المستمرة على مستوى البلاد بلغ 402 أشخاص، ووثق تحقيق هرانا الذي غطى الفترة من 16 سبتمبر إلى 18 نوفمبر، مقتل 58 طفلاً ومراهقاً، واعتقال 16813 محتجاً، بينهم 524 طالباً.
وحسب تقرير "هرانا"، شاركت 150 مدينة و140 جامعة على مستوى البلاد في الاحتجاجات المستمرة، وتم تشكيل 1008 تجمعات في المدن والجامعات لحد الآن.
إيران إنسايدر