دعا زعيم البلوش وخطيب وإمام أهل السنة في إيران، الجمعة، لإجراء استفتاء على الدستور.
وقال خطيب وإمام أهل السنة في إيران، مولوي عبد الحميد، مخاطبا النظام الإيراني: "الشعب الذي يتظاهر منذ 50 يوما في الشوارع لن تستطيعوا إرغامه على التراجع عبر القتل والاعتقالات"، داعيا إلى استفتاء عام برعاية أممية.
وقال: "معظم الناس مستاءون من الأوضاع. وإذا لم تقبلوا هذه الحقيقة، قوموا بإجراء استفتاء بحضور مراقبين دوليين، واقبلوا النتيجة".
ولفت مولوي عبد الحميد في خطبة صلاة الجمعة إلى التمييز ضد المرأة في إيران، وقال: "كان يجب تغيير القانون وتحديثه خلال هذا الوقت، لكن نفس القانون الذي تم اعتماده منذ 40 عامًا لم يتم تطبيقه بالكامل، وتواجه النساء اللائي هن اليوم في طليعة الاحتجاجات، الكثير من التمييز".
وأشار مولوي عبد الحميد إلى لقائه مع الرئيس الإيراني الأسبق، محمود أحمدي نجاد، وتوصيته بتعيين وزير من أهل السنة في الحكومة، وقال: "أخبرني نجاد بشكل واضح أن اختيار الوزير ليس بيده، بل بيد شخص آخر. وحتى لو قدمتُ وزيرا إلى البرلمان، فلن يتم التصويت له".
وقال خطيب أهل السنة، إن الانتفاضة الشعبية الإيرانية وصرخات الشعب "ناجمة عن التمييز وعدم المساواة في حقوق النساء"، وتابع أنه "لم يتم احترام هؤلاء النساء وهناك من يتم تجويعهن وإذلالهن. ولكن عندما يتم حرمان المرأة من كل شيء ولا يهتم النظام إلا بغطاء شعرها، فإنها تقوم بحرقه".
وأكد "مولوي عبد الحميد"، أن "النساء في إيران كرهن الحجاب"، واعتبر أن أداء النظام الضعيف هو "سبب كل هذه الكراهية والاستياء العام إزاء الدين".
وأشار "مولوي عبد الحميد"، في جزء آخر من كلمته إلى انتزاع "الاعترافات القسرية" وفرض عقوبة الإعدام على المعتقلين، وقال: "تم توجيه العديد من التحذيرات للسلطة القضائية الإيرانية حول هذه الإعدامات التي تتعارض مع الإسلام. من أين أتيتم بهذه الأحكام، تعتبرون كل شيء حرابة وتسنون له عقوبة الإعدام".
وأضاف أن بث الاعترافات القسرية تؤجج غضب الناس واحتجاجاتهم.
وانتقد النظام الإيراني بسبب تحويل أجواء البلاد إلى "أجواء أمنية وتسليم الأمر للعسكريين" خلال السنوات الأخيرة، وقال للنظام: "استسلموا لمطالب الجمهور التي هي الأساس والركن".
وأشار خطيب أهل السنة إلى "الخسائر الفادحة" التي تكبدها المواطنون المحتجون في زاهدان في الأسابيع الأخيرة. وحول مجزرة زاهدان في 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، قال: "في غضون ساعات قليلة، تساوى عدد قتلانا مع قتلى جميع البلاد".
احتجاجات متواصلة
وانطلقت اليوم احتجاجات في محافظة سيستان-بلوشستان جنوب شرق إيران، الذي شهد أسابيع من الاضطرابات.
وبحسب ما أظهرته مقاطع مسجلة على الإنترنت، خرجت مظاهرات في أنحاء المحافظة، ردت عليها قوات الأمن بإطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، ما أدى لإصابة وقتل عدد من المتظاهرين السلميين.
من جهتها، ذكرت وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية الرسمية، أن محتجين أضرموا النار في نقطة للشرطة في مدينة خاش في سيستان-بلوشستان، وهاجموا مكتب الحاكم المحلي.
وتشهد محافظة سيستان-بلوشستان، التي يقطنها غالبية من السنة، مظاهرات مستمرة ضد النظام في إيران منذ عدة أسابيع.
وقتل ما لا يقل عن 300 متظاهر، واعتقل 14 ألفا منذ بدء الاحتجاجات الشعبية، وفق نشطاء جمعية حقوق الإنسان في إيران، التي تتابع قمع المتظاهرين.
إيران إنسايدر