قال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة، إن الأمين العام لميليشيا "حزب الله" حسن نصرالله، يتصرف وكأنه مرشد للنظام اللبناني، في إشارة للدور الذي يلعبه المرشد الإيراني علي خامنئي.
وأضاف السنيورة، أن نصرالله أعلن في ظهوره أمس الأول، أنه لا يوافق على استقالة الحكومة، وحاول أن يبدو هادئا إلا أنه أطلق جملة من التهديدات والإنذارات.
وقال في حديث لصحيفة "عكاظ" السعودية "يستطيع حزب الله، فرض سيطرته على لبنان، لكنه لن يستطيع تقديم رغيف خبز للمواطنين، لأنه يريد تطبيق النموذج الإيراني، وهو نموذج لن يحقق الإنجاز الاقتصادي المطلوب".
ولفت السنيورة، إلى أن تصرف مناصري "حزب الله "خلال الأيام الماضية ودخولهم ساحة رياض الصلح وتعرضهم للمتظاهرين ووسائل الإعلام، بالطرد والشتم، يمثل عينة من العينات التي شهدها لبنان عام 2008.
وانتقد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، تشكيك نصرالله في دوافع المتظاهرين، مؤكدا أن المتظاهرين لا قادة لهم وقد حرصوا على ألا تعود الأحزاب لتسلق هذا الحراك الوطني، من أجل قطف ثماره، كما أنهم حريصون على أن يتصرفوا بمسؤولية وبسلمية وبشكل وطني، وألا يكونوا مادة تستغلها الأحزاب الطائفية والمذهبية لزيادة شعبيتها.
تخوين الحراك
وتصاعدت وتيرة المظاهرات في لبنان بعد خطاب نصرالله، بالتزامن مع محاولة مواكب سيارة لحزب الله اختراق المسيرات السلمية.
ولوح نصرالله بحرب أهلية، في كلمته يوم الجمعة، وتضمنت تخوينا، وإن ضمنيا، للمتظاهرين.
واتهم زعيم الميليشيا، المتظاهرين اللبنانيين بالتبعية لسفارات الدول، زاعما أن الحراك يُدار من قبل دول لم يسمها.
وقال نصرالله "هناك تمويل في الساحات وهناك جهات تمول وأتمنى لمن يعتبر نفسه من قيادات الحراك أن يشرح للناس ما يحصل".
وزعم زعيم الحزب أن "الحراك لم يعد حركة شعبية عفوية بل حالة تقودها أحزاب معينة وتجمعات مختلفة معروفة بشخصياتها".
وهاجم نصرالله الشعارات التي يرفعها المتظاهرون بإسقاط النظام، والحكومة اللبنانية.
الاندساس بالمظاهرات
وزجت ميليشيا "حزب الله" بزعرانها، إلى ساحات التظاهر في كل من "ساحة الشهداء، وساحة رياض الصلح"، وافتعال مواجهات مع المتظاهرين بعد الاندساس وسط المظاهرات ورفع هتافات تمجد زعيم الحزب.
واندلعت مواجهات بين زعران الحزب الذين يرتدون قمصانا سوداء والمتظاهرين في ساحة الشهداء وسط بيروت، بعد ترديد زعران الحزب هتافات تحيي حسن نصرالله "كلن يعني كلن نصرالله أشرف منن"، ورد المتظاهرون على هتافات زعران الحزب بالقول "كلن يعني كلن نصرالله واحد منن"، ما أدى لوقوع شجار بين الطرفين وسقوط جرحى.
واقتحم زعران الحزب خيام المتظاهرين الذين قرروا الاعتصام في الساحات العامة ببيروت، في الوقت الذي حاولت فيه قوات الأمن الفصل بين زعران الميليشيا والمتظاهرين ما تسبب بجرح أكثر من 70 عنصرا تابعا لوزارة الداخلية بحسب ما ذكرت في بيان لها يوم الجمعة.
وتؤكد مصادر، إن ميليشيا "حزب الله"، أخذت قرارا بتحريك أنصارها لترهيب الانتفاضة السلمية في بيروت وكل شوارع لبنان، وأن الحزب أخذ قرارا أمنيا يهدف إلى إلغاء المظاهرات السلمية.
وأضافت أن الحزب ضاق صدره ويواجه عقوبات أمريكية أرهقته، ويتعامل مع اللبنانيين بنوع من التوتر والتهور وضيق النفس.
وأظهرت مقاطع مصورة قيام عناصر مشبوهة بالاعتداء على المتظاهرين، على مدار أيام، في كل بنت جبيل على الحدود مع إسرائيل والنبطية جنوب لبنان وبعلبك وبيروت.
مطالب الحراك
ويصر المتظاهرون على إسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والسياسية، ويتهمونه بتكريس الفساد على مدار عقود، وسط إجماع شعبي من الحراك على مواصلة المظاهرات حتى تنفيذ مطالبهم بالكامل.
ودعت إحدى المجموعات المشاركة في التظاهرات العارمة، إلى مواصلة الحراك والإضراب العام، فضلا عن قطع الطرقات.
وأعلنت الاستمرار في التظاهرات في كافة المدن اللبنانية حتى "استقالة الحكومة الفورية، وتشكيل حكومة إنقاذ مصغرة مؤلفة من اختصاصيين مستقلين لا ينتمون للمنظومة الحاكمة، فضلا عن إدارة الأزمة الاقتصادية وإقرار نظام ضريبي عادل".
كما طالبت بإجراء انتخابات نيابية مبكرة بعد إقرار قانوني انتخابي عادل، وتحصين القضاء وتجريم تدخل القوى السياسية فيه.
ريتا مارالله – إيران إنسايدر