اختفى رحالة إسباني الجنسية، أثناء توثيق رحلته من مدريد إلى الدوحة سيرا على الأقدام، للمشاركة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم لعام 2022، حيث انقطعت أخباره أثناء مروره في إيران قبل ثلاثة أسابيع.
وذكرت وكالة "أسوشيتد برس"، أن المظلي السابق ومشجع كرة القدم، سانتياغو سانشيز البالغ من العمر 41 عاما، كان في العراق، وفقد التواصل معه عندما دخل إيران من الحدود الشمالية الغربية المضطربة للبلاد.
وقالت عائلة "سانشيز"، إن تحديثات تطبيق WhatsApp اليومية الخاصة به، توقفت في اليوم الذي دخل به إيران، معربة عن مخاوفها بشأن مصيره.
وقالت والدته، سيليا كوجيدور، لوكالة أسوشيتد برس "نحن قلقون للغاية، لا يمكننا التوقف عن البكاء، أنا وزوجي".
وأبلغ والدا سانشيز الشرطة الوطنية الإسبانية ووزارة الخارجية، عن فقدان ابنهما لكن السلطات الإسبانية تقول إنه ليس لديها معلومات عن مكان وجوده، مبينة أن السفير الإسباني في طهران يتولى الأمر.
ولم ترد وزارة الخارجية الإيرانية على طلب التعليق، الذي قدمته وكالة "أسوشيتد برس".
يُذكر أن اختفاء "سانشيز" في إيران، محطته الأخيرة قبل وصوله إلى قطر للمشاركة في كأس العالم، يأتي مع انتفاض المتظاهرين في جميع أنحاء الجمهورية الإسلامية، في أكبر حركة مناهضة للحكومة منذ أكثر من عقد.
واندلعت المظاهرات في 16 سبتمبر / أيلول، بسبب وفاة الشابة مهسا أميني، وهي امرأة تبلغ من العمر 22 عاما احتجزتها شرطة الآداب الإيرانية، بزعم عدم التزامها بقواعد اللباس الإسلامي الصارمة في البلاد.
وشنت طهران حملة قمع عنيفة وألقت باللوم على أعداء أجانب وجماعات كردية في العراق لإثارة الاضطرابات، دون تقديم أدلة. وقالت وزارة المخابرات الإيرانية إن السلطات اعتقلت تسعة أجانب، معظمهم أوروبيون، بسبب صلاتهم المزعومة بالاحتجاجات الشهر الماضي.
ويقول محللون، إن الغربيين ومزدوجي الجنسية، أصبحوا بيادق في الصراعات السياسية الداخلية لإيران، مع اعتقال ما لا يقل عن عشرة أشخاص مزدوجي الجنسية، في السنوات الأخيرة بتهم التجسس.
وصل "سانشيز" إلى كردستان العراق في أواخر سبتمبر / أيلول، بعد أن قطع آلاف الكيلومترات حاملاً حقيبة صغيرة في عربة بعجلات، وضع بداخلها خيمة وأقراص لتنقية المياه وموقد غاز، واستغرق 11 شهرا على الطريق.
وقال لوكالة أسوشييتد برس في تصريح سابق إن "فكرة الرحلة هي تحفيز وإلهام الآخرين، لإظهار أنهم يستطيعون الذهاب بعيدا جدًا بالقليل جدا.. يمكنك أن تقطع شوطا طويلا في المشي".
وفي اليوم السابق على اختفائه، تناول "سانشيز" الإفطار مع مرشد سياحي في السليمانية، وقال المرشد، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته خوفا من الانتقام، إنه حاول تحذير "سانشيز" من الوضع السياسي الخطير في إيران عندما افترقا.
وأضاف المرشد، أن "سانشيز" خطط للقاء عائلة إيرانية في بلدة مريفان الكردية، التي شهدت مؤخرا احتجاجات مناهضة للحكومة. وقد تواصلت العائلة، التي سُرّت بمنشورات "سانشيز" على الإنستغرام، وعرضت استضافته.
وقال المرشد، إنه بعد أن عبر سانشيز الحدود في الأول من أكتوبر / تشرين الأول، أصبحت رسائله قليلة ومبهمة، وأخبره "سانشيز" أن الأمور "مختلفة جدا" في إيران عن السليمانية.
وقال والدا سانشيز، إنه حذرهما من أنه سيفقد الاتصال بالإنترنت مؤقتا، بعد وصوله إلى إيران.
وقال "سانشيز" لوالده في رسالته الأخيرة في الأول من تشرين الأول (أكتوبر): "البلد" حار ولا توجد اتصالات"، ربما في إشارة إلى الاضطرابات في المنطقة الكردية الإيرانية، وتعطيل الحكومة لتطبيقات الإنترنت والاتصالات الشعبية التي يستخدمها المتظاهرين.
إيران إنسايدر - (ترجمة هشام حسين)