يواصل العراقيون الخروج بمظاهرات في العاصمة بغداد، لليوم الثالث على التوالي، مطالبين بإسقاط الحكومة والنظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، بعد يومين من أحداث دامية قتل فيها 70 متظاهرا وجرح الآلاف، برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران.
وقال مراسل إيران إنسايدر، إن مئات محتجين العراقيين متواجدون، اليوم الأحد، في ساحة التحرير بوسط بغداد.
وأضاف أن الشبان نصبوا حواجز على جسر يؤدي إلى المنطقة الخضراء المحصنة بالمدينة لتفصلهم عن قوات الأمن التي واصلت إلقاء عبوات الغاز المسيل للدموع باتجاههم.
ونوه أن أعدادا من المتظاهرين في اليرموك والمنصور والداودي خرجوا للأعظمية دعما لمتظاهري ومعتصمي ساحة التحرير الذين يطالبون بإسقاط الحكومة العراقية والنظام الحالي.
وتابع أن مجموعات من المحتجين في بغداد ومحافظات عراقية أخرى، تستعد لتنظيم اعتصامات مفتوحة في ساحات التظاهر رغم الإجراءات الأمنية المشددة.
وأعلن طلاب مناطق "المنصور، والخضراء، والعامرية، والسيدية، وحي الجامعة، ونفق الشرطة، وحي العدل" في بغداد إضرابهم عن الدوام ومساندتهم للمتظاهرين في ثورة تشرين، خاصة بعد أحداث القمع والقتل التي تعرض لها المتظاهرون.
وشارك كذلك طلاب جامعة بغداد بقوة في تظاهرات اليوم الأحد 27 تشرين الأول/أكتوبر من داخل الجامعة، معلنين إضرابهم عن الدراسة والتضامن مع المتظاهرين مرددين هتافات "بالروح بالدم نفديك يا عراق".
إلى ذلك تحدث المتظاهرون عن الدور البطولي لسائقي "التوك توك" في نقل المصابين الذين تعرضوا للقمع على يد ميليشيا تابعة لإيران "منظمة بدر وعصائب أهل الحق"، فضلا عن المساعدات التي يوفرونها من عمليات نقل للغذاء ودعم للمتظاهرين في ساحات التظاهر ليستحق مكانته كأيقونة بين صفوف المتظاهرين.
في سياق آخر، قطع المتظاهرون في ناحية جصان بمحافظة واسط الطريق البري الرابط بين العراق وإيران رفضا للقمع والقتل الممنهج ضد المتظاهرين من أبناء العراق.
عشرات القتلى
وتواصلت التظاهرات في بغداد وعدد من المدن العراقية، مساء السبت، وقالت مصادر طبية لإيران إنسايدر إن حصيلة القتلى ارتفعت إلى 70 شخصا بظرف يومين، فيما أفيد بأن الأمن اقتحم ساحة التحرير في بغداد محاولا إخراج المتظاهرين منها بالقوة، بينما أعلنت كتلة سائرون التي يتزعمها مقتدى الصدر البدء في اعتصام مفتوح بالبرلمان العراقي.
وقالت مصادر لمراسلنا، إن سبعة متظاهرين عراقيين قتلوا برصاص ميليشيا موالية لإيران في مدينة الحلة.
إنهاء الاحتجاجات
وأكد مصدران أمنيان لوكالة "رويترز"، يوم السبت، أن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أمر قوات النخبة لمكافحة الإرهاب بالانتشار في شوارع بغداد واتخاذ التدابير اللازمة لإنهاء الاحتجاجات.
وأشار المصدران، إلى أن "مذكرة صدرت من عبد المهدي إلى قائد النخبة العراقية لمكافحة الإرهاب تطلب منه نشر قواته واستخدام جميع التدابير اللازمة" لإنهاء الاحتجاجات في بغداد.
وأمهلت القوات الأمنية المتظاهرين نصف ساعة لإخلاء ساحة التحرير قبل البدء باقتحامها، وإلا ستتعامل معهم على أنهم "خارجون عن القانون".
وأذاعت فرق مكافحة الإرهاب هذا التنبيه عبر مكبرات الصوت، مرفقا بالخطاب الذي ألقاه رئيس الحكومة عادل عبد المهدي قبل يومين.
بدورهم، حاول المتظاهرون عبور جسر الجمهورية والوصول إلى المنطقة الخضراء، بالتزامن مع وصول تعزيزات أمنية وعسكرية ضخمة إلى المنطقة.
دعوة للاستقالة
من جانبه، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي والنخب السياسية إلى الاستقالة، أو إجراء الإصلاح لاحتواء أزمة المظاهرات المتصاعدة.
وتساءل الصدر -في بيان- مخاطبا رئيس الوزراء والأحزاب السياسية الحاكمة: "إذا لم تكن المظاهرات أو الاعتصامات أو الإضرابات في رأي البعض حلا، فهل التمسك بالسلطة حل"؟
وأضاف الصدر مخاطبا السلطات الحاكمة "إذا أردتم من الشعب ألا يقتل ولا يحرق، فيا أيها الفاسدون كفوا أيديكم عنهم وكفاكم قمعا وظلما وتفريقا".
ودعا زعيم التيار الصدري رئيس الوزراء إلى الوقوف مع المتظاهرين وهم يطالبون بتحقيق الإصلاح، وحذر من "انزلاق العراق في آتون الفتنة والحرب الأهلية إذا لم تتم الاستجابة لمطالب المتظاهرين.
وأعلنت كتلة الصدر البرلمانية التي يتزعمها مقتدى أنها ستتحول إلى المعارضة.
يذكر أن التظاهرات الاحتجاجية التي تجددت في بغداد والمحافظات الأخرى شهدت مواجهات دامية في يومها الأول، سقط خلالها قتلى وجرحى أغلبهم في المحافظات الجنوبية قضوا نتيجة استخدام القوات الأمنية الرصاص الحي.
كما تم فرض حظر التجوال في 6 محافظات عراقية جنوبية، "حفاظا على أرواح المواطنين والممتلكات العامة والخاصة".
إسراء الحسن - إيران إنسايدر