كشفت أرقام جديدة صادرة عن الجمارك الصينية، انخفاضا حادا في الواردات الإيرانية في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، مقارنة بالشهر ذاته من عام 2018.
وقالت إذاعة "فردا" الأميركية، إن الصين تعد أكبر شركاء إيران التجاريين في السنوات الأخيرة، بحجم واردات نطفية وغير نفطية من إيران إلى الصين، خلال شهر سبتمبر بلغ 823 مليون دولار.
وقبل العقوبات الأميركية، كانت الصين تشتري حوالي 700 ألف برميل من النفط يوميا من إيران، لكنها الآن انخفضت إلى أقل من 200 ألف، بتراجع يفوق 70% حيث تواصل واشنطن الضغط من أجل خفضها أكثر بهدف تصفيرها.
ويعزى الانخفاض الكبير بشكل أساسي إلى العقوبات الأميركية على صادرات النفط الإيرانية التي فرضت في نوفمبر 2018، والتي كانت الصين قبلها من أكبر المشترين للنفط الإيراني.
وأظهرت أرقام من الجمارك الصينية أنه في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، قامت بتصدير ما مجموعه 7.23 مليار دولار من البضائع إلى إيران، ما يعني انخفاضا بنسبة 38% عن نفس الفترة من العام الماضي.
كما بلغ إجمالي الواردات الصينية من إيران حوالي 11 مليار دولار، ما يعني انخفاضا بنسبة 37% مقارنة بالعام الماضي.
تحذيرات أمريكية
وحذر البيت الأبيض شركات الشحن الصينية، يوم الأربعاء 16 تشرين الأول/أكتوبر، من إغلاق أجهزة التتبع الخاصة بسفنها لإخفاء شحنات نفط إيرانية ما يعتبر التفافا على العقوبات الأمريكية.
وقال مسؤولان كبيران في الإدارة الأمريكية، لوكالة رويترز "نبعث بالكثير من الرسائل لشركات الشحن، لا تريدون فعل هذا، الأمر لا يستحق. إنه سلوك خطير للغاية وغير مسؤول".
وتعتبر الصين أكبر دولة لا تزال تشتري النفط الإيراني بعدما أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض العقوبات على الخام الذي يعد سلعة التصدير الإيرانية الرئيسية.
الصين ترضخ
وأعلنت شركة البترول الوطنية الصينية، يوم الأحد 6 تشرين الأول/أكتوبر، انسحابها من تطوير المرحلة 11 من حقل "بارس" الجنوبي للغاز، امتثالا للعقوبات الأمريكية على طهران.
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية، يوم الأربعاء 25 أيلول/سبتمبر، عقوبات جديدة لها صلة بإيران على خمسة أفراد وستة كيانات في الصين، منها وحدات تابعة لشركة كوسكو للشحن وأخرى نفطية تتعاملان مع إيران.
وكشف الإعلان المنشور على الموقع الإلكتروني للوزارة، أن العقوبات تستهدف وحدات "كوسكو شيبنغ تانكر" و"كوسكو شيبنغ تانكر سيمان" و"شيب ماندجمنت"، لكنها لا تسري على الشركة الأم، كما تستهدف شركتي كونلون القابضة وبيغاسوس 88 المحدودة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إن الولايات المتحدة تفرض عقوبات على كيانات صينية معينة لنقل النفط من إيران عمدا، واصفا ذلك بأنه عقوبات جديدة تهدف لتكثيف الضغط على إيران.
وأضاف، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن واشنطن ستكثف جهود إطلاع البلدان على مخاطر العمل مع الحرس الثوري الإيراني.
يذكر أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) التابع لوزارة الخزانة الأميركية، فرض قبل أيام، عقوبات على كل من البنك المركزي الإيراني وصندوق التنمية الوطني الإيراني وشركة "اعتماد تجارت بارس"، بسبب تقديم تلك المؤسسات الدعم المالي للإرهاب الذي يقوم به النظام الإيراني، بما فيها الهجمات الإرهابية التي استهدفت المنشآت النفطية السعودية.
ومنذ الانسحاب الأميركي الأحادي من الاتفاق النووي الإيراني شددت أميركا عقوباتها على إيران، وعلى العديد من الجهات التي تتعامل معها، كما أكدت أن تلك العقوبات ستطال كل من يتعامل مع طهران.
أسامة محمد – إيران إنسايدر