عاد مئات العراقيين للتظاهر، يوم السبت، في ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد، ورفعوا هتافات طالبت بإسقاط الحكومة، وردت قوات الأمن باستخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم.
وزعمت وزارة الداخلية العراقية، أن التظاهرات التي عمت البلاد، الجمعة، انحرفت عن مسارها، بهدف تبرير البطش الذي جوبهت به المظاهرات الحاشدة.
وقال المتحدث باسم الداخلية في بيان له، إن "الوزارة ستحاسب كل من اعتدى على المؤسسات العامة"، وتوعد بفرض عقوبات مشددة على من ارتكب التجاوزات، مشيرا إلى أن الاعتداء على الممتلكات ليس لها أي علاقة بالتظاهر السلمي، بحسب زعمه.
الحلبوسي بين المتظاهرين
ونزل رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي السبت، ساحة الاعتصام وسط بغداد، وتجول بين المتظاهرين المعتصمين في ساحة التحرير في العاصمة العراقية.
واستمع الحلبوسي إلى مطالب المعتصمين، ووعد بتلبية المشروعة منها وفق القوانين المتاحة.
جلسة طارئة
وقرر البرلمان العراقي، يوم السبت، عقد جلسة خاصة وطارئة لمناقشة مطالب المتظاهرين، إثر الاحتجاجات الدامية التي شهدتها البلاد، الجمعة.
وقالت رئاسة المجلس في بيان لها، إن الجلسة ستبحث بندا واحدا يتعلق بمناقشة مطالب المتظاهرين، وقرارات مجلس الوزراء، وتنفيذ حزم الإصلاحات، وذلك بعد أن شهدت التظاهرات في مدن العراق مواجهات عنيفة ليل الجمعة، استخدمت خلالها القوات الأمنية الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع ما تسبب بوقوع 42 قتيلا وجرح أكثر من ألفي متظاهر.
اعتصام وحظر تجوال
ونصب المتظاهرون في ساحة التحرير وسط بغداد، خياما، وبدأوا باعتصام مفتوح إلى حين الاستجابة لمطالبهم، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة.
وفرض السلطات العراقية حظر التجوال في 6 محافظات عراقية جنوبية، "حفاظا على أرواح المواطنين والممتلكات العامة والخاصة"، بحسب ما أفادت محافظة الديوانية.
يوم دامٍ
وقال مراسل إيران إنسايدر، إن عدد قتلى المظاهرات التي اندلعت منذ فجر الجمعة بلغ 40 قتيلا، في وقت أصيب أكثر من 2700 مدني، برصاص ميليشيات عراقية مرتبطة بإيران وأجهزة الأمن.
وأضاف مراسلنا أن غالبية القتلى سقطوا برصاص قناصة بالرأس، في إشارة واضحة للقمع والبطش الذي يتعرض له الحراك الشعبي في العراق.
إحراق مقرات
وأظهرت صور نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، إحراق المتظاهرين مقرات تابعة لأحزاب وميليشيات تابعة لإيران في مدن عراقية عدة جنوب العراق.
وأحرق المتظاهرون، مقر تيار الحكمة الذي يرأسه عمار الحكيم في مدينة السماوة بمحافظة المثنى جنوب العراق، ومقر ميليشيا عصائب أهل الحق وحزب الدعوة وحركة البشائر وحزب الفضيلة ومنظمة بدر في محافظة المثنى، ومقر حزب الدعوة في محافظة واسط، ومبنى محافظة ذي قار من قبل المتظاهرين واقتحام منزل محافظ واسط.
وقال مراسل إيران إنسايدر إن 40 متظاهرا قتلوا جراء إطلاق أجهزة الأمن العراقية والميليشيات المرتبطة بإيران الرصاص الحي عليهم، مؤكدا أن معظم القتلى تعرضوا لرصاص في الرأس ما يؤكد عودة قناصة إيران لاستهداف المتظاهرين بشكل وحشي وواسع.
وأضاف أن مظاهرات حاشدة بالآلاف انطلقت في العاصمة بغداد، وهتفوا "إيران برا برا.. بغداد حرة حرة"، ورفعوا شعارات ضد الطبقة السياسية والحزبية الفاسدة، ونددوا بسيطرة إيران على القرار العراقي الوطني.
وأشار إلى أنه إثر ترديد المتظاهرين هذه الهتافات، فتح عناصر ملثمون يرتدون زيا أسودا الرصاص الحي بكثافة على المتظاهرين بهدف تفريقهم.
ونوه مراسلنا أن أول متظاهر قتيل لقي حتفه بعد طعنه بالسكين من قبل عناصر يتبعون لميليشيات إيران في العراق بسبب هتافات ضد إيران.
وقال مراسلنا، إن الشرطة العراقية أطلقت بدورها الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المتظاهرين في بغداد، مشيرا إلى وقوع حالات اختناق بصفوف المتظاهرين، وقدرت مصادر لمراسلنا أن عدد المصابين بحالات اختناق تجاوز الـ500.
ونوه مراسلنا أن مئات المتظاهرين تمكنوا من كسر الحواجز المحيطة بالمنطقة الخضراء التي تتخذها الحكومة والبعثات الدبلوماسية مقرا لها وسط بغداد.
ونقل مراسلنا عن مصدر أمني، قوله، إن المئات من المتظاهرين تمكنوا فجر اليوم من دخول المنطقة الخضراء.
وبدأ المتظاهرون برفع الحواجز على جسر الجمهورية المودي إلى المنطقة الخضراء، بعد تقدمهم من ساحة التحرير التي احتشدوا فيها منذ ساعات مطالبين بإقالة رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، وحل البرلمان.
وأفاد مراسلنا بأن المتظاهرين احتشدوا بأعداد كبيرة في ساحة التحرير وسط العاصمة.
مظاهرات شعبية
وشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية.
ورفع المتظاهرون سقف مطالبهم وباتوا يدعون لإقالة الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، إثر لجوء قوات الأمن للعنف لاحتواء الاحتجاجات.
وقالت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر، إن أكثر 149 متظاهرا قتلوا، وأصيب 6000 آخرين.
وأضافت أن غالبية القتلى لقوا حتفهم برصاص قناصة.
ويتهم نشطاء عراقيون، قناصة إيرانيين بقتل المتظاهرين السلميين، وقال النائب في البرلمان العراقي أحمد الجبوري، إن هناك غرفة عمليات يقودها مساعد قاسم سليماني، ويدعى "حاج حامد"، ويتبعه القناصون الذين يستهدفون المتظاهرين، ويأتمرون بأمره بهدف قتل المحتجين السلميين.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر