أكدت منظمة إيرانية غير حكومية مقرها النرويج، الجمعة، مقتل ما لا يقل عن 50 شخصاً في حملة تشنها قوات الأمن الإيرانية لقمع الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة الشابة "مهسا أميني" أثناء توقيفها لدى شرطة الأخلاق، بعد أن دخلت في غيبوبة.
وقالت منظمة "هيومن رايتس إيران" غير الحكومية ومقرها في أوسلو، إن ارتفاع الحصيلة جاء بعد مقتل 6 أشخاص بنيران قوات الأمن في بلدة ريزفانشهر في محافظة غيلان (شمالاً) مساء الخميس، مع تسجيل وفيات أخرى في بابل وآمل (شمالاً).
من جهتها، أفادت وسائل الإعلام الإيرانية باعتقال 280 شخصاً خلال الاحتجاجات، الخميس. وكانت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية تحدثت، الخميس، عن سقوط 17 قتيلاً بينهم عناصر أمن.
وأشار مركز حقوق الإنسان في إيران (ICHRI) الذي يتخذ من نيويورك مقراً، إلى تواصل الاحتجاجات في مدن عدة.
وأثار موت أميني إدانات شديدة في عدد من الدول والمنظمات غير الحكومية الدولية التي انتقدت أيضاً قمع التظاهرات الاحتجاجية التي رفعت فيها هتافات تطالب بالحرية وسقوط النظام.
وكانت الشابة الإيرانية أوقفت بسبب ارتدائها "لباساً غير محتشم". وقال ناشطون إنها تلقت ضربة على رأسها، لكن السلطات الإيرانية نفت ذلك، وقالت إنها فتحت تحقيقاً في الحادثة.
وتخلّلت الاحتجاجات مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن، وأحرق المتظاهرون آليات للشرطة وألقوا حجارة باتجاهها. وردت الشرطة بإطلاق الرصاص الحي، وأوقفت عدداً من الأشخاص، بحسب وسائل إعلام إيرانية.
وبينت أشرطة الفيديو المتداولة، إقدام متظاهرين على تشويه أو إحراق صور للمرشد، علي خامنئي.
وكشفت وكالة "مهر" الإيرانية، أن وحدة نسائية بشرطة مكافحة الشغب الإيرانية، نفذت أولى مهامها في البلاد، بشن حملة اعتقالات.
وقدم العقيد هايدراري قائد الوحدة النسائية لقوات مكافحة الشغب شرحا عن تدخل هذه الوحدة في الاحتجاجات لأول مرة.
وقال إنه "تم اعتقال 8 نساء من قيادات الاحتجاجات الليلة الماضية".
وأضاف في تصريحات لوكالة مهر أنه "لأول مرة، دخلت الوحدات النسائية إلى هذا المجال للسيطرة على الاضطرابات، ويمكن اعتبارها أول مهمة رسمية لهن".
وتتواصل الاحتجاجات المناهضة للنظام الإيراني بعد مقتل "مهسا أميني" على يد قوات الشرطة، فيما يترفع يومياً عدد القتلى.
وانتفضت عشرات المدن الإيرانية الكبيرة، مثل طهران وتبريز ومشهد وهمدان، إضافة إلى المدن الكردية، وخرج عشرات الآلاف من الإيرانيين إلى الشوارع هاتفين ضد النظام ومطالبين برحيله.
وأظهرت أشرطة فيديو تمّ تداولها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي أن بين المحتجين نساء خلعن الأوشحة عن رؤوسهن وعمدن إلى إلقائها في نيران أشعلت في الطريق، بينما عمدت أخريات إلى قصّ شعورهن بشكل قصير في تحرك رمزي. وسُمعت هتافات بين المتظاهرين في طهران "لا للحجاب، لا للعمامة، نعم للحرية والمساواة".
إيران إنسايدر