ترقب الأوساط العسكرية الإسرائيلية عن كثب تبعات الصفقة الأخيرة بين إيران وروسيا المتعلقة بتزويد الأخيرة كميات كبيرة من الطائرات المسيرة بدون طيار لاستخدامها في حربها بأوكرانيا، الأمر الذي قد ينعكس على الوضع بسوريا.
"شاي هار تسفي" الباحث العسكري بمعهد السياسات والاستراتيجيات في جامعة رايخمان، والمسؤول السابق بوزارة الشؤون الاستراتيجية، أكد أن "هذا التعاون الإيراني الروسي يعكس تناميا في علاقاتهما الثنائية التي انعكست في مجموعة واسعة من المجالات الاقتصادية والتكنولوجية، وسلسلة من الاجتماعات بين الرئيسين فلاديمير بوتين وإبراهيم رئيسي، بلغت ذروتها في قمة طهران بمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وطلب إيران الانضمام لمنظمة شنغهاي للتعاون".
وأضاف في مقال نشره "موقع واللا" الإسرائيلي، أن "القراءة الإسرائيلية لهذا التقارب الروسي الإيراني تنطلق من فرضية مفادها أنهما نجحا في قمع العداء والتنافس التاريخي لصالح تعزيز هدفهما المشترك المتمثل في إضعاف الهيمنة الأمريكية، بل إن تشديد روابطهما يشكل دعامة مركزية لمحورهما الاستراتيجي مع الصين ودول أخرى في آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا والشرق الأوسط، الأمر الذي من شأنه أن يخلق تحديات متنوعة لإسرائيل على المستويين الاستراتيجي والأمني".
وأشار إلى أن "الاستخدام الروسي الناجح للطائرات الإيرانية المسيرة، على الأقل في هذه المرحلة، قد يساعد الجيش الروسي في ما يواجهه من صعوبات متزايدة في ما يتعلق بالوسائل القتالية، وبالتالي زيادة الاعتماد عليها، وفي ضوء تطورات تلك الحرب، فإن من المعقول أنه كلما زادت أهمية المساعدة العسكرية الإيرانية، زادت المقايضات التي ستكون روسيا على استعداد لتقديمها، بطريقة ستؤثر سلباً على الإسرائيليين في مساعيهم الحثيثة لإضعاف إيران، وتضييق خطواتها في المنطقة.
ويتوقف الإسرائيليون مطولا عند إمكانية أن تُظهر روسيا استعدادًا لبيع أنظمة متقدمة مضادة للصواريخ لإيران، التي امتنعت حتى الآن عن توفيرها، مثل الطائرات المقاتلة المتقدمة، وتعميق التعاون في المجالات الحساسة السيبرانية، كما أن الدروس التي ستستخلصها إيران من أداء وكفاءة طائراتها بدون طيار في ساحة المعركة الأوكرانية، وضد القوات العسكرية الغربية، ستساعدها على إجراء تحسينات في قدراتها التكنولوجية للطائرات، وكل ما يتعلق بمفهومها التشغيلي.
مع العلم أن إيران سبق أن ارستخدمت بالفعل هذه الطائرات عدة مرات في السنوات الأخيرة ضد أهداف أمريكية وخليجية، خاصة على صعيد إلحاق الأضرار بالمنشآت النفطية السعودية، وهذه تطورات تعمق المعضلة التي واجهتها إسرائيل منذ اندلاع الحرب في شرق أوروبا، بين انحياز واضح لأوكرانيا ومراعاة مجموعة القيود الموجودة في العلاقة مع روسيا.
وفي الوقت الحالي تواصل إسرائيل قصف مواقع في سوريا دون تدخل روسي ضد أهداف إيرانية، لكن التقارب بين روسيا وإيران قد يستدعي من إسرائيل استخلاص الدروس والعبر من ذلك، والاستمرار في اتباع نهج حذر تجاه روسيا للحفاظ على العلاقة معها، خاصة التنسيق الأمني في الساحة الشمالية، لأنها في الوقت الحاضر، وعلى خلفية التوترات المتصاعدة مع إيران وحزب الله، قد تحتاج لتجنب الصدمات السياسية من أجل الحفاظ على حرية تنفيذ هجماتها في المنطقة.
إيران إنسايدر