أظهرت صور نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم الجمعة، إحراق المتظاهرين مقرات تابعة لأحزاب وميليشيات تابعة لإيران في مدن عراقية عدة جنوب العراق.
وأحرق المتظاهرون، مقر تيار الحكمة الذي يرأسه عمار الحكيم في مدينة السماوة بمحافظة المثنى جنوب العراق، ومقر ميليشيا عصائب أهل الحق وحزب الدعوة وحركة البشائر وحزب الفضيلة ومنظمة بدر في محافظة المثنى، ومقر حزب الدعوة في محافظة واسط، ومبنى محافظة ذي قار من قبل المتظاهرين واقتحام منزل محافظ واسط.
وقال مراسل إيران إنسايدر إن ثمانية متظاهرين قتلوا جراء إطلاق أجهزة الأمن العراقية المرتبطة بإيران الرصاص الحي عليهم، اليوم الجمعة، مؤكدا أن معظم القتلى تعرضوا لرصاص في الرأس ما يؤكد عودة قناصة إيران لقنص المتظاهرين بشكل وحشي وواسع.
وأضاف أن مظاهرات حاشدة بالآلاف انطلقت في العاصمة بغداد، وهتفوا "إيران برا برا.. بغداد حرة حرة"، ورفعوا شعارات ضد الطبقة السياسية والحزبية الفاسدة، ونددوا بسيطرة إيران على القرار العراقي الوطني.
وأشار إلى أنه إثر ترديد المتظاهرين هذه الهتافات، فتح عناصر ملثمون يرتدون زيا أسودا الرصاص الحي بكثافة على المتظاهرين بهدف تفريقهم.
ونوه مراسلنا أن أول متظاهر قتيل لقي حتفه بعد طعنه بالسكين من قبل عناصر يتبعون لميليشيات إيران في العراق بسبب هتافات ضد إيران.
وقال مراسلنا، إن الشرطة العراقية أطلقت بدورها الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المتظاهرين في بغداد، مشيرا إلى وقوع حالات اختناق بصفوف المتظاهرين، وقدرت مصادر لمراسلنا أن عدد المصابين بحالات اختناق تجاوز الـ500.
ونوه مراسلنا أن مئات المتظاهرين تمكنوا من كسر الحواجز المحيطة بالمنطقة الخضراء التي تتخذها الحكومة والبعثات الدبلوماسية مقرا لها وسط بغداد.
ونقل مراسلنا عن مصدر أمني، قوله، إن المئات من المتظاهرين تمكنوا فجر اليوم من دخول المنطقة الخضراء.
وبدأ المتظاهرون برفع الحواجز على جسر الجمهورية المودي إلى المنطقة الخضراء، بعد تقدمهم من ساحة التحرير التي احتشدوا فيها منذ ساعات مطالبين بإقالة رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، وحل البرلمان.
وأفاد مراسلنا بأن المتظاهرين احتشدوا بأعداد كبيرة في ساحة التحرير وسط العاصمة.
السيستاني يحذر
بدوره، دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني إلى تشكيل هيئة قضائية مستقلة للتحقيق في مقتل المتظاهرين، ووجه انتقادات لتقرير لجنة التحقيق التي أعلنت نتائجها مؤخرا.
وقال السيستاني في بيان إن "التقرير المنشور عن نتائج التحقيق فيما شهدته التظاهرات السابقة من إراقة للدماء وتخريب الممتلكات لم يحقق الهدف المترقب منه ولم يكشف عن جميع الحقائق والوقائع بصورة واضحة للرأي العام"، ودعا إلى تشكيل "هيئة قضائية مستقلة لمتابعة هذا الموضوع وإعلام الجمهور بنتائج تحقيقها بكل مهنية وشفافية".
وطالب السيستاني من المتظاهرين والقوات الأمنية إلى ضبط النفس، مع تجدد التظاهرات المناهضة للحكومة في بغداد ومناطق أخرى الجمعة.
وطالب رجل الدين الشيعي المتظاهرين بعدم الاعتداء على القوات الأمنية أو الممتلكات العامة والخاصة، وأكد أن على القوات الأمنية احترام حق التظاهر السلمي وتوفير الحماية للمتظاهرين.
وأعرب المرجعية الشيعية العليا في العراق عن مخاوفها من "انزلاق البلاد نحو العنف والفوضى والخراب، ما يفسح المجال لمزيد من التدخل الخارجي ويصبح العراق ساحة لتصفية الحسابات بين بعض القوى الدولية والإقليمية".
ميليشيا كتائب "حزب الله"
وهاجمت ميليشيا "كتائب حزب الله" العراقية التابعة لإيران، العراقيين الذين ينوون الخروج بمظاهرات يوم الجمعة، متهمة إياهم بالانجرار وراء ما أسمته "دعوات مشبوهة" من أطراف مرتبطة بأمريكا وإسرائيل والسعودية.
وزعمت الميليشيا في بيان نشر على موقعها "إنها تقف بقوة مع المطالب الشعبية".
وأضافت "كما يجب أن تفرز الشعارات التي ترفعها هذه الأطراف والتي تحاول خلط الأوراق وحرف مسار التظاهرات نحو أهداف مشبوهة لا تصب في مصلحة العراق".
إسراء الحسن – إيران إنسايدر