هاجمت ميليشيا "كتائب حزب الله" العراقية التابعة لإيران، العراقيين الذين ينوون الخروج بمظاهرات يوم الجمعة، متهمة إياهم بالانجرار وراء ما أسمته "دعوات مشبوهة" من أطراف مرتبطة بأمريكا وإسرائيل والسعودية.
وزعمت الميليشيا في بيان نشر على موقعها "إنها تقف بقوة مع المطالب الشعبية".
وأضافت "كما يجب أن تفرز الشعارات التي ترفعها هذه الأطراف والتي تحاول خلط الأوراق وحرف مسار التظاهرات نحو أهداف مشبوهة لا تصب في مصلحة العراق".
تعديلات وزارية
واستبق رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، خروج المظاهرات، بالقول إن حكومته ستجري تعديلات وزارية خلال الأسبوع المقبل بعيدا عن المحاصصة الحزبية، مؤكدا اعتماده خطة لتقليص رواتب وزراء ومسؤولين إلى النصف.
وقال عبد المهدي في خطابه الموجه للشعب العراقي، إن "الحكومة ستعتمد خطة لتقليص رواتب بعض الدرجات الوظيفية، وأن التقليص سيشمل المسؤولين حتى الدرجة الرابعة من الرئاسات والوزراء وأعضاء مجلس النواب والدرجات الخاصة والوكلاء والمدراء ليصل في الحالات العليا إلى النصف بحيث لا يتجاوز أعلى راتب ومخصصات عشرة ملايين دينار شهريا ( حوالي 8 آلاف دولار)".
وأضاف، "ندعم تشكيل مجلس القضاء الأعلى بهدف ملاحقة المتورطين بالفساد، كما سنطبق قانون الأحزاب بشكل فوري".
وقال رئيس الوزراء العراقي إن "استقالة الحكومة في الوقت الحالي وبدون وجود بديل معناه ترك البلاد في فوضى".
ودعا عبد المهدي المتظاهرين إلى التعبير عن آرائهم بطريقة سلمية.
توافد المتظاهرين
ويستعد العراقيون، يوم الجمعة للخروج بمظاهرات حاشدة، في استمرار للحراك الشعبي الذي انطلق مطلق شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وجرى تعليقه بسبب إحياء ذكرى أربعينية الحسين.
وبدأ عشرات العراقيين بالتوافد للاعتصام في ساحة التحرير وسط بغداد، الساحة التي شهدت مظاهرات حاشدة وعملت الميليشيات التابعة لإيران من منع المتظاهرين من الوصول إليها، وقنصت عشرات المتظاهرين على أطرافها لمنع وصولهم.
بدورها، أعلنت وكالة الأنباء العراقية عبر حسابها الرسمي على "تليغرام" نقلا عن وزارة الداخلية، دخول البلاد في حالة الإنذار القصوى استعدادا لحماية تظاهرات الجمعة، وتأمين سبل حركة المواطنين وأمنهم، وكذلك حماية المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة.
وقالت إن رئيس الوزراء ووزير الداخلية وجها القوات الأمنية بالتعامل المسؤول مع المتظاهرين وفق مبادئ حقوق الإنسان، ونبها إلى ضرورة الالتزام بالتوجيهات لحماية التظاهر السلمي.
وزعمت أن عطلا جديدا ضرب موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مع صعوبة التصفح.
حماية المظاهرات
كما أعلنت الحكومة العراقية، في تغريدة لها على تويتر، أن رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، عقد اجتماعا لمجلس الأمن الوطني، ناقش فيه آخر التطورات على الصعيدين المحلي والإقليمي.
وأضافت الحكومة أن عبدالمهدي أكد في حديثه أثناء الاجتماع، أن أولوية قوات الأمن العراقية هي حماية التظاهرات السلمية.
كذلك دعا عبدالمهدي للتعاون من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار.
الصدر يتعهد
من جانبه، أكد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، تعهده بحماية العراقيين.
وخاطب الصدر المحتجين، قائلا "في حال الاعتداء عليكم مرة أخرى، فسنتصرف بما يليق وبما يرضي الله ويرضيكم"، مع الإشارة إلى أن أحداث التظاهرات الأخيرة التي شهدتها البلاد بداية الشهر الحالي أودت بحياة 149 مدنيا معظمهم أصيب بطلقات نارية في الرأس والصدر.
ودعا الصدر المحتجين في المقابل إلى الحفاظ على ممتلكات الشعب العامة والخاصة، وعدم استخدام العنف إلا للدفاع عن النفس.
بيان للجيش العراقي
بدورها، أوضحت وزارة الدفاع العراقية أنها تدعم حق العراقيين في التظاهر السلمي.
وخاطبت الوزارة ود المتظاهرين عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تحت هاشتاج "واجبنا حمايتكم"، وقالت: "لأجلكم نحارب الإرهاب.. لأجلكم نضحي بأرواحنا.. فنحن حماة الأرض والعرض.. نحن حماة العراق "#واجبنا حمايتكم#".
ونشر مدير الإعلام والتوجيه المعنوي في وزارة الدفاع العميد يحيى رسول، الهاشتاج على صفحته الخاصة مرفقة بصورة التعاون والتضامن بين الجيش العراقي والمواطنين.
وكتب "القوات الأمنية حريصة كل الحرص على حماية المواطنين الذين يتظاهرون بشكل سلمي وحضاري، نرجو أن يتم التعاون بين المتظاهرين وقوى الأمن"، مختتما تغريدته بهاشتاج "#واجبنا_حمايتكم".
الهاشتاج وجد تفاعلا من النشطاء الذين طالبوا الحفاظ على التعاون والترابط بين الأجهزة الأمنية والمتظاهرين.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر