يستعد العراقيون، يوم غد الجمعة للخروج بمظاهرات حاشدة، في استمرار للحراك الشعبي الذي انطلق مطلق شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وجرى تعليقه بسبب إحياء ذكرى أربعينية الحسين.
وبدأ عشرات العراقيين بالتوافد للاعتصام في ساحة التحرير وسط بغداد، الساحة التي شهدت مظاهرات حاشدة وعملت الميليشيات التابعة لإيران من منع المتظاهرين من الوصول إليها، وقنصت عشرات المتظاهرين على أطرافها لمنع وصولهم.
بدورها، أعلنت وكالة الأنباء العراقية عبر حسابها الرسمي على "تليغرام" نقلا عن وزارة الداخلية، دخول البلاد في حالة الإنذار القصوى استعدادا لحماية تظاهرات الجمعة، وتأمين سبل حركة المواطنين وأمنهم، وكذلك حماية المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة.
وقالت إن رئيس الوزراء ووزير الداخلية وجها القوات الأمنية بالتعامل المسؤول مع المتظاهرين وفق مبادئ حقوق الإنسان، ونبها إلى ضرورة الالتزام بالتوجيهات لحماية التظاهر السلمي.
وزعمت أن عطلا جديدا ضرب موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مع صعوبة التصفح.
حماية المظاهرات
كما أعلنت الحكومة العراقية، في تغريدة لها على تويتر، أن رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، عقد اجتماعا لمجلس الأمن الوطني، ناقش فيه آخر التطورات على الصعيدين المحلي والإقليمي.
وأضافت الحكومة أن عبدالمهدي أكد في حديثه أثناء الاجتماع، أن أولوية قوات الأمن العراقية هي حماية التظاهرات السلمية.
كذلك دعا عبدالمهدي للتعاون من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار.
الصدر يتعهد
من جانبه، أكد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، تعهده بحماية العراقيين.
وخاطب الصدر المحتجين، قائلا "في حال الاعتداء عليكم مرة أخرى، فسنتصرف بما يليق وبما يرضي الله ويرضيكم"، مع الإشارة إلى أن أحداث التظاهرات الأخيرة التي شهدتها البلاد بداية الشهر الحالي أودت بحياة 149 مدنيا معظمهم أصيب بطلقات نارية في الرأس والصدر.
ودعا الصدر المحتجين في المقابل إلى الحفاظ على ممتلكات الشعب العامة والخاصة، وعدم استخدام العنف إلا للدفاع عن النفس.
بيان للجيش العراقي
بدورها، أوضحت وزارة الدفاع العراقية أنها تدعم حق العراقيين في التظاهر السلمي.
وخاطبت الوزارة ود المتظاهرين عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تحت هاشتاج "واجبنا حمايتكم"، وقالت: "لأجلكم نحارب الإرهاب.. لأجلكم نضحي بأرواحنا.. فنحن حماة الأرض والعرض.. نحن حماة العراق #واجبنا حمايتكم#".
ونشر مدير الإعلام والتوجيه المعنوي في وزارة الدفاع العميد يحيى رسول، الهاشتاج على صفحته الخاصة مرفقة بصورة التعاون والتضامن بين الجيش العراقي والمواطنين.
وكتب "القوات الأمنية حريصة كل الحرص على حماية المواطنين الذين يتظاهرون بشكل سلمي وحضاري، نرجو أن يتم التعاون بين المتظاهرين وقوى الأمن"، مختتما تغريدته بهاشتاج #واجبنا_حمايتكم.
الهاشتاج وجد تفاعلا من النشطاء الذين طالبوا الحفاظ على التعاون والترابط بين الأجهزة الأمنية والمتظاهرين.
القاتل الأبرز
وكشفت مصادر عراقية عن هوية أبرز المسؤولين عن قمع احتجاجات العراقيين التي اندلعت مطلع شهر أكتوبر وتسببت بمقتل 149 مدنيا برصاص قناصة وإصابة أكثر من 6000 متظاهر.
اسمه الحقيقي محمد الهاشمي، ويشغل منصب مدير مكتب رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، وهو منصب بدرجة وزير وفقا للقانون العراقي، يتمتع شاغله بصلاحيات واسعة.
ينتمي الهاشمي للمجلس الأعلى الإسلامي الذي تأسس في طهران في ثمانينيات القرن الماضي، وكان منتسبا لفيلق بدر الجناح العسكري للمجلس، والذي تحول فيما بعد إلى حزب سياسي تحت اسم منظمة بدر.
ووفقا لمجلة فورن بوليسي الأميركية، فإن تعيين الهاشمي في منصب مدير مكتب عبد المهدي منح الميليشيات في العراق زخما كبيرا، ورسخ هيمنتها داخل الحكومة العراقية باعتباره حليفا قويا لأبو مهدي المهندس زعيم مليشيا كتائب حزب الله في العراق، المدرج على لائحة الإرهاب الأميركية، والمرتبط برئيس فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني.
ويقول الكاتب المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران ودول الخليج في معهد واشنطن مايكل نايتس، إن أبو جهاد الهاشمي هو أحد الأشخاص الذين شاركوا في تشكيل خلية أزمة في بغداد في الثالث من أكتوبر، كان الهدف منها قمع التظاهرات.
ويضيف أن الخلية ضمت مجموعة من قادة المليشيات العراقية وقادة أمنيين، مثل أبو مهدي المهندس ومستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض وزعيم ميليشيا عصائب اهل الحق قيس الخزعلي إضافة إلى ضباط من الحرس الثوري الإيراني، وفي مقدمتهم قاسم سليماني.
وضمت الخلية، وفقا لنايتس، مدير أمن الحشد الشعبي أبو زينب اللامي، وأبو منتظر الحسيني مستشار رئيس الحكومة لشؤون الحشد الشعبي، وقائد ميلشيا سرايا الخراساني حامد الجزائري، ورئيس ميلشيا كتائب سيد الشهداء أبو آلاء الولائي.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر