كشف وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الاثنين، عن أنهم وصلوا إلى مرحلة بداية النهاية لإبرام الاتفاق النووي.
وقال الوزير الإيراني، في تصريحات أوردتها وكالة "فارس" الإيرانية: "الآن وصلنا إلى مرحلة في المفاوضات يمكننا اعتبارها بداية النهاية لإبرام الاتفاق، لكن كم ستستغرق مرحلة بداية النهاية فهذا مرتبط بالجانب الأميركي"، مضيفا أن الجولة الأخيرة من مفاوضات فيينا "شهدت تقدماً".
وأردف "عبد اللهيان" قائلا "لم نكن مع تقديم المنسق (الاتحاد الأوروبي في المفاوضات) نصوصاً"، مشيراً إلى أن مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل اقترح حتى الآن "نصين هما خليط من أفكار الأطراف الأخرى".
وبيّن أن بلاده تتبادل الرسائل مع الولايات المتحدة في المفاوضات النووية عبر المنسق الأوروبي، مشيراً إلى أن طهران خلال الأيام المقبلة ستقدم "آخر المواقف بشأن ثلاثة مواضيع"، ولفت إلى أنهم "أبلغوا الأميركيين بالاستعداد لإبرام الاتفاق وعقد الاجتماع لهذا الغرض إذا ما تمت مراعاة آراء طهران بشأن المواضيع الثلاثة".
والقضايا الثلاث المتبقية تتمثل في الضمانات التي تطلبها طهران لاحترام الاتفاق وعدم انسحاب واشنطن منه لاحقاً ولديمومة رفع العقوبات، ونطاق العقوبات إذ تطالب برفع المزيد من العقوبات وتحديد آلية للتحقق من رفعها عمليا، وملف الخلافات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتطالب طهران بضرورة إنهاء ملف تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن ثلاثة مواقع إيرانية مشتبه في ممارستها أنشطة نووية، قبل أي اتفاق في المفاوضات.
وقال وزير الخارجية الإيراني: "حتى نهاية اليوم سنقدم آخر مواقفنا بشكل مكتوب لمنسق الاتحاد الأوروبي وإذا ردت أميركا بواقعية ومرونة فسيحدث الاتفاق، وإذا لم تبد المرونة فسيحتاج الأمر إلى المزيد من الحوار.
وكشف "عبد اللهيان" عن أن "الطرف الأميركي أبدى في المفاوضات الأخيرة في فيينا مرونة نسبية شفهياً في موضوعين"، داعياً إلى أن تكون هذه المرونة "مكتوبة، وأن تكون هناك مرونة أميركية في الموضوع الثالث، وهو الضمانات".
وأكد "عبد اللهيان" أن الاتفاق سيحصل خلال الأيام المقبلة إذا ما أبدت أميركا المرونة"، قائلاً: "إنهم يتحدثون عن الخطة (ب) ونحن أيضا لدينا الخطة (ب)".
وشدد على أن الحكومة "لن تربط مصير البلاد بالاتفاق النووي"، مشيراً إلى أن طهران "لن تربط سياستها الخارجية بأي محور"، ومؤكداً أن سياستها تعتمد التوازن في السياسة الخارجية.
وقال الوزير الإيراني، إن "النظام قرر ألا يربط حياة المواطنين اليومية بمفاوضات فيينا وأن نخرجها من عناوين أخبار التلفزيون ووسائل الإعلام، وأن نقوم بالعمل الحقيقي في المفاوضات"، مؤكداً أن "ما يطلبه الشعب اليوم مفاده أنكم تفاوضتم بالقدر الكافي وتحدثتم بما يكفي. هم يريدون النتيجة".
وفي وقت سابق اليوم، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أن هذه الجولة حققت "تقدماً نسبياً وملحوظاً"، لكنه في الوقت ذاته أكد أن هذا التقدم "لا يحقق مطالب إيران القانونية بالكامل".
وأضاف "كنعاني"، أن المفاوضات "في مرحلة التقدم، لكن التوصل إلى الاتفاق رهن بتحقيق مطالب إيران"، مشيراً إلى أن "هناك أرضية للتوصل إلى اتفاق، شريطة مراعاة خطوط إيران الحمراء وضمان مصالحها".
وأكد المتحدث الإيراني، أن مفاوضات فيينا الأخيرة جاءت استكمالاً لمباحثات الدوحة غير المباشرة بين طهران وواشنطن في أواخر يونيو/حزيران الماضي، مشيراً إلى أن بلاده تسعى "جادة" للتوصل إلى اتفاق "جيد وقوي ومستدام، يضمن مصالح الشعب الإيراني الأساسية ويرفع العقوبات الظالمة".
وفي معرض رده على سؤال بشأن عرض المنسق الأوروبي "النص النهائي"، أكد "كنعاني" أن بلاده لا ترى أنه نص نهائي، قائلاً إن "النص سيكون نهائياً عندما يحقق مطالب إيران القانونية وخطوطنا الحمراء ويضمن مصالحنا ومنافعنا".
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، أن المفاوضات الأخيرة في فيينا "كانت مضغوطة وحساسة وحركة إلى الأمام"، لافتاً إلى أن طهران تناقش حالياً على أعلى المستويات العرض الذي قدمه منسق الاتحاد الأوروبي، وشدد على أن إبرام الاتفاق يتوقف على "اهتمام الطرف الآخر وجديته وإرادته".
إيران إنسايدر