كشفت الحكومة العراقية، يوم الثلاثاء، نتائج التحقيقات بشأن الأحداث التي رافقت التظاهرات الأخيرة التي قتل وجرح فيها الآلاف من المتظاهرين، واتهمت تقارير عدة إيران بالوقوف خلفها من خلال فصائل تابعة لها في ميليشيات الحشد الشعبي.
ووفقا لتقرير الحكومة، فإنها سجلت "مقتل 107 متظاهرين، وإصابة 3458 آخرين، ووثقت مقتل أربعة عناصر من القوات الأمنية وجرح 363 آخرين في بغداد. أما في محافظة الديوانية فسجلت مقتل 7 مدنيين وإصابة 107، فضلا عن مقتل اثنين من أفراد قوات الأمن وإصابة 193 آخرين".
وفي محافظة ميسان، رصد "مقتل 6 مدنيين وإصابة 14، فضلا عن إصابة 92 من أفراد قوات الأمن. كما وثقت إصابة 116 من القوات الأمنية في محافظة بابل. أما في محافظة فسجلت مقتل 4 مدنيين في محافظة واسط وإصابة 226 آخرين، فضلا عن إصابة 58 من قوات الأمن".
وفي محافظة النجف، تم توثيق مقتل 5 مدنيين وإصابة 112 آخرين، فضلا عن إصابة 43 من قوات الأمن.
وذكر التقرير أن "الجهات العُليا لم تصدر أي أوامر بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، وأن الخسائر في صفوف المدنيين سببه الاستخدام المفرط للقوة والعتاد الحي وعدم وجود ضبط في إطلاق النار من قبل المنتسبين".
وأضاف التقرير أن "بعض المتظاهرين" قاموا بإلقاء "قنابل المولوتوف باتجاه القوات الأمنية"، ما أدى إلى "إصابة عدد من المنتسبين".
وأوصت اللجنة الوزارية التي أصدرت التقرير بـ "إحالة الملف بشكل كامل مع جميع تفاصيله إلى القضاء بعد مصادقة القائد العام للقوات المسلحة، والتوصية بإعفاء قائد عمليات بغداد والمعاون الأمني له وقائد فرقة مشاة 11 وقائد فرقة الشرطة الاتحادية الأولى وقائد شرطة بغداد".
تحقيقات وهمية
ويرى عراقيون أن نتائج التحقيقات التي كشفتها الحكومة العراقية بخصوص محاسبة الجهات المسؤولة عن قتل المتظاهرين "وهمية وغير واقعية"، وليس باستطاعة الأجهزة الأمنية أو القضائية محاسبة المتهمين الحقيقيين كون أنهم فوق سلطة الدولة ويتبعون بشكل مباشر لإيران.
اتهامات لإيران
ويشير ناشطون بأصابع الاتهام إلى الجماعات المسلحة الموالية لإيران، مؤكدين أن تحالف الفتح المُشكل للحكومة لا يريد تغييرا في الوضع الراهن.
وكانت كشفت وكالة رويترز، عن هوية قائد غرفة العمليات باستهداف المتظاهرين العراقيين وقنصهم بالرصاص، خلال الاحتجاجات التي اندلعت في العراق مطلع الشهر الجاري.
وقالت رويترز نقلا عن مصادرها، إن أبو زينب اللامي "حسين فالح"، وهو أحد أبرز المقربين من رئيس هيئة الحشد الشعبي ومستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض، قاد غرفة عمليات لقنص المتظاهرين، وأشرف بنفسه على مهام قناصة ملثمين كانوا مكلفين بسحق احتجاجات أكتوبر الأخيرة والتي بدأت من أول يوم في الشهر واستمرت إلى أكثر من أسبوع وقتل خلالها أكثر من 138 مدنيا.
وكشفت تقارير إعلامية، إن تكليف اللامي بهذه المهمة يكشف ثقة رجال إيران به؛ لأنهم رأوا في الاحتجاجات الأخيرة تهديدا وجوديا، وهو ما أعلنه صراحة فالح الفياض من أنه لا يمكن التساهل والمجاملة مع من وصفهم بالمتآمرين.
ويعمل "أبو زينب" كرئيس جهاز الأمن في ميليشيات الحشد الشعبي منذ سنوات، وهو الجهاز المسؤول عن معاقبة قادة الحشد في حال خالفوا الأوامر.
ويعد اللامي أحد أبرز قادة ميليشيا "حزب الله" في العراق المدرجة على لائحة الإرهاب الأمريكية ومن أقرب فصائل الحشد لإيران.
وقالت تقارير أمريكية، إن اللامي لديه شخصية مخيفة على نطاق واسع، وله خط اتصال مباشر مع قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني من دون حتى الرجوع لـ"أبو مهدي المهندس".
ووفق مصادر عراقية، فإن اللامي يجري تجهيزه ليحل محل المهندس كقائد ميليشيات الحشد الشعبي في العراق.
بدورهم، يعتقد سياسيون عراقيون أن جهاز أمن الحشد برئاسة اللامي يدير فرعا يسمى "الاسخبارات التقنية" يرأسه شخص يدعى "أبو إيمان"، ويركز على إدارة عمليات مساومة بحق سياسيين ومسؤولين وقادة أمنيين عراقيين.
وتشمل مهامه جمع أموال ناتجة عن عمليات فساد، والسيطرة على الحدود العراقية السورية، وتطوير وإنشاء قواعد خارج سيطرة الدولة العراقية.
مظاهرات شعبية
وشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية.
ورفع المتظاهرون سقف مطالبهم وباتوا يدعون لإقالة الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، إثر لجوء قوات الأمن للعنف لاحتواء الاحتجاجات.
إلا أن وتيرة الاحتجاجات خفت بصورة لافتة منذ يوم الاثنين، واقتصرت إلى حد بعيد على مدينة الصدر شرقي بغداد.
وقالت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر، إن أكثر 138 متظاهرا قتلوا، وأصيب 6000 آخرين.
وأضافت أن غالبية القتلى لقوا حتفهم برصاص قناصة.
ويتهم نشطاء عراقيون، قناصة إيرانيين بقتل المتظاهرين السلميين، وقال النائب في البرلمان العراقي أحمد الجبوري، إن هناك غرفة عمليات يقودها مساعد قاسم سليماني، ويدعى "حاج حامد"، ويتبعه القناصون الذين يستهدفون المتظاهرين، ويأتمرون بأمره بهدف قتل المحتجين السلميين.
25 أكتوبر
وأكدت تنسيقية المظاهرات في العراق، أن الحراك مستمر للخروج في أكبر مظاهرات سلمية سيشهدها العالم، في 25 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
وقالت التنسيقية إن "موعد المظاهرات قائم كما هو في 25 أكتوبر، وأن على العراقيين أن يثبتوا للعالم أن الانتفاضة باقية، وأن كل محاولات عرقلتها فقط لأنها تهدد الطبقات السياسية والحكومة دون استثناء.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر