عقد مؤتمر الأمن والدفاع لرؤساء الأركان في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعدد من الدول، أبرزها (مصر، والأردن، وباكستان، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، وكوريا الجنوبية، وهولندا، وإيطاليا، وألمانيا، ونيوزيلندا، واليونان)، في العاصمة السعودية الرياض، اليوم الاثنين، وذلك للتأكيد على الحماية البحرية والجوية ومناقشة الأعمال العدائية الإيرانية، والمشاركة بالقدرات المطلوبة لحماية أمن واستقرار المنطقة.
ورحب رئيس هيئة الأركان العامة في السعودية الفريق أول ركن فياض بن حامد الرويلي في بداية المؤتمر برؤساء أركان القوات المسلحة المشاركين.
وقال "إن اجتماع اليوم جاء للتوصل إلى أنسب الطرق لتوفير القدرات العسكرية المشتركة التي تحقق تأمين الحماية للمنشآت الحيوية والحساسة، حيث إن المنطقة ما زالت تعاني من أزمات متواصلة منذ وصول نظام الثورة الإيرانية إلى الحكم، والذي يعمل على مبدأ تصدير الثورة للدول الأخرى، والخروج عن الأعراف والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، ونشر الفوضى بتوظيف المذهبية الدينية لخدمة السياسة وبتبني ودعم جماعات وأذرع وعناصر موالية لها، وتشكيل (أحزاب ومليشيات) تدين لها بالولاء المطلق لزعزعة الأمن والاستقرار في عدد من دول المنطقة".
وأكد الرويلي أن القوات المسلحة السعودية تتصدى بكل فخر واعتزاز لكافة التهديدات التي مصدرها إيران وأذرعها، متطلعا إلى الخروج بموقف يؤكد على المشاركة في دعم الجهود في حماية هذه المنشآت المهمة، وضمان عدم تكرار مثل تلك الهجمات، داعيا الجميع للمشاركة بفعالية في تعزيز القدرات والإمكانات للتصدي لكافة التهديدات الإيرانية وأذرعها بالمنطقة.
الهجمات الإرهابية الإيرانية
وناقش رؤساء أركان القوات المسلحة المشاركون بالمؤتمر سبل الحماية البحرية والجوية من الهجمات الإرهابية الإيرانية وضمان سلامة الملاحة البحرية.
إسبر في الرياض
وبالتزامن مع اجتماع رؤساء الأركان، وصل وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، يوم الاثنين، إلى السعودية، في زيارة غير معلنة مسبقا، وأفادت وكالة "رويترز" بأن إسبر، الذي وصل إلى السعودية قادما من أفغانستان، من المتوقع أن يجري خلال الزيارة محادثات مع قيادة المملكة واجتماعا مع القوات الأمريكية المنتشرة في البلاد.
وهذه الزيارة هي الأولى لإسبر منذ توليه منصب وزير الدفاع الأمريكي رسميا، يوم 24 يوليو الماضي، وتجري على خلفية تصعيد ملموس بين الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة الخليج، خاصة السعودية، من جهة، وإيران من جهة أخرى.
اجتماع البحرين
وأعلنت وزارة الخارجية البحرينية، يوم الاثنين، استضافتها لاجتماع مجموعة العمل حول أمن الملاحة البحرية والجوية في الخليج العربي، على مدار يومين في العاصمة المنامة.
وقالت الوزارة، إن الاجتماع يشكل فرصة للتشاور وتبادل الرؤى للوصول إلى السبل الكفيلة لردع الخطر الإيراني، وضمان حرية الملاحة في هذه المنطقة الاستراتيجية في ظل ممارسات إيران التي تشكل خطرا كبيرا على الملاحة البحرية والجوية".
وقال وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد آل خليفة، في افتتاح الاجتماع "علينا جميعا أن نتبنى موقفا جماعيا لاتخاذ الخطوات الضرورية لحماية بلداننا من الدول المارقة".
ويعد اجتماع المنامة استمرارا لمؤتمر العاصمة البولندية، وارسو، الذي عقد في شباط/فبراير الماضي، بمشاركة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ويعقد بالتعاون مع الولايات المتحدة وبولندا، ومن المقرر أن تشارك فيه 60 دولة، أبرزها السعودية والإمارات وأستراليا وبريطانيا.
وأوضح وزير الخارجية أن "انطلاق مجموعة عمل وارسو المعنية بسلامة الملاحة البحرية والجوية يأتي في ظل التهديدات الخطيرة والمتنامية التي تهدد المنطقة والعالم أجمع".
وشدد على "ضرورة التوصل إلى سبل فاعلة لمواجهة التهديدات المتزايدة، وتوفير الأمن لدول المنطقة والاستقرار للاقتصاد العالمي".
تحالف حماية الملاحة
وقررت السعودية في شهر أيلول/سبتمبر الانضمام للتحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية.
وأعلنت الإمارات، يوم الخميس 19 أيلول/سبتمبر، انضمامها إلى التحالف الدولي لأمن الملاحة وسلامة الممرات البحرية، الذي دعت إليه واشنطن بعد الحوادث المتكررة التي شهدتها مياه الخليج في الأشهر الماضية.
ومن المقرر أن تغطي منطقة عمليات التحالف الدولي لأمن الملاحة في الخليج مضيق هرمز وباب المندب وبحر عمان والخليج العربي.
وتسعى واشنطن إلى إقامة تحالف دولي لمرافقة السفن التجارية في الخليج، بعد تعرض ناقلات النفط التي تمر من مضيق هرمز للهجوم أكثر من مرة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، إثر تشديد العقوبات الأمريكية على إيران وإسقاط الأخيرة لطائرة مسيرة أمريكية، واحتجاز ناقلة نفط بريطانية.
وبلغ عدد الدول التي أعلنت انضمامها للتحالف لحماية خطوط الملاحة البحرية في الخليج، 6 دول حتى الآن، وهي "الولايات المتحدة والبحرين (البلد المضيف) وبريطانيا واستراليا والسعودية والإمارات"، وأبدت دول عدة رغبتها بالمشاركة في هذا التحالف، فيما رفضت ألمانيا والعراق الانضمام لهذا التحالف.
ويهدف هذا التحالف إلى حماية السفن التجارية بتوفير الإبحار الآمن لضمان حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية وحماية مصالح الدول المشاركة فيه، بما يعزز الأمن وسلامة السفن التجارية العابرة للممرات البحرية.
وباتت حركة مرور ناقلات النفط عبر المضيق -الذي يمر منه نحو خمس صادرات النفط العالمية- محور مواجهة بين واشنطن وطهران، وانجرت بريطانيا إلى تلك المواجهة أيضا فيما عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في الخليج منذ أيار.
المصدر: إيران إنسايدر + واس