قالت مصادر عراقية إن الحكومة العراقية، بدأت تصفية حساباتها مع النشطاء السياسيين والإعلاميين الذين ساندوا المظاهرات ويناصرون عودتها في الخامس والعشرين من شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
وأضافت أن الأجهزة الأمنية وضعت قائمة سوداء للناشطين بين معتقل ومهدد بالقتل والاختطاف وتفتيش أجهزة هواتفهم وحواسيبهم، الأمر الذي تسبب في نزوح كثير منهم وهروبهم إلى إقليم كردستان العراق.
القائمة السوداء
وتضم "القائمة السوداء" أسماء أكثر من 300 ناشط يعملون في الصحافة العربية والأجنبية، ولم يسلم منها ممثلون كوميديون، ولعل أبرزهم صاحب البرنامج الساخر "ولاية بطيخ" علي فاضل، الذي كتب على حسابه الموثق على إنستغرام، أن "جهات أمنية تضع اسمه ضمن قائمه سوداء".
منظمة العفو الدولية، أدانت حالات تهديد وتوقيف الإعلاميين من قبل الأجهزة الأمنية العراقية، وقالت إنها تتابع عن كثب التطورات في العراق بعد تعليق المظاهرات حتى 20 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وأضافت "ما زلنا نرصد حالات مقلقة من تهديد وترهيب للناشطين".
وقالت مصادر إعلامية إن الأمن العراقي اعتقل الناشط والمدون شجاع الخفاجي وهو مؤسس صفحة "الخوة البيضاء" التي يتابعها أكثر من مليون مشترك على مواقع التواصل الاجتماعي،
وفي السياق ذاته؛ دعا عدد من العاملين في المجال المدني والإعلامي، الحكومة العراقية؛ إلى الكشف عن مصير الناشط والروائي ميثم الحلو، الذي اختفى أثره منذ الأيام الأولى للتظاهرات.
ويتلقى الناشطون المدنيون في العراق، تهديدات بالتصفية الجسدية في حال تحشيدهم لتظاهرات، الخامس والعشرين من تشرين أول/أكتوبر الحالي، مما دفع الكثير منهم إلى مغادرة مدنهم صوب إقليم كردستان العراق.
ويكتنف الغموض مصير بعض الناشطين المختطفين منذ بداية التظاهرات، في الأول من الشهر الجاري. ولا تزال قضية مقتل الإعلامي آمانج باباني وأسرته، منذ الأربعاء، في مدينة السليمانية، في كردستان العراق، تتفاعل.
مظاهرات شعبية
وشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية.
ورفع المتظاهرون سقف مطالبهم وباتوا يدعون لإقالة الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، إثر لجوء قوات الأمن للعنف لاحتواء الاحتجاجات.
إلا أن وتيرة الاحتجاجات خفت بصورة لافتة منذ يوم الاثنين، واقتصرت إلى حد بعيد على مدينة الصدر شرقي بغداد.
وقالت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر، إن أكثر 138 متظاهرا قتلوا، وأصيب 6000 آخرين.
وأضافت أن غالبية القتلى لقوا حتفهم برصاص قناصة.
ويتهم نشطاء عراقيون، قناصة إيرانيين بقتل المتظاهرين السلميين، وقال النائب في البرلمان العراقي أحمد الجبوري، إن هناك غرفة عمليات يقودها مساعد قاسم سليماني، ويدعى "حاج حامد"، ويتبعه القناصون الذين يستهدفون المتظاهرين، ويأتمرون بأمره بهدف قتل المحتجين السلميين.
اتهامات لإيران
ويشير ناشطون بأصابع الاتهام إلى الجماعات المسلحة الموالية لإيران، مؤكدين أن تحالف الفتح المُشكل للحكومة لا يريد تغييرا في الوضع الراهن، لهذا يزج بميليشياته ضد كل من يحاول الخروج عليه شعبيا.
وكانت كشفت وكالة رويترز، عن هوية قائد غرفة العمليات باستهداف المتظاهرين العراقيين وقنصهم بالرصاص، خلال الاحتجاجات التي اندلعت في العراق مطلع الشهر الجاري.
وقالت رويترز نقلا عن مصادرها، إن أبو زينب اللامي "حسين فالح"، وهو أحد أبرز المقربين من رئيس هيئة الحشد الشعبي ومستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض، قاد غرفة عمليات لقنص المتظاهرين، وأشرف بنفسه على مهام قناصة ملثمين كانوا مكلفين بسحق احتجاجات أكتوبر الأخيرة والتي بدأت من أول يوم في الشهر واستمرت إلى أكثر من أسبوع وقتل خلالها أكثر من 138 مدنيا.
وكشفت تقارير إعلامية، إن تكليف اللامي بهذه المهمة يكشف ثقة رجال إيران به؛ لأنهم رأوا في الاحتجاجات الأخيرة تهديدا وجوديا، وهو ما أعلنه صراحة فالح الفياض من أنه لا يمكن التساهل والمجاملة مع من وصفهم بالمتآمرين.
ويعمل "أبو زينب" كرئيس جهاز الأمن في ميليشيات الحشد الشعبي منذ سنوات، وهو الجهاز المسؤول عن معاقبة قادة الحشد في حال خالفوا الأوامر.
ويعد اللامي أحد أبرز قادة ميليشيا "حزب الله" في العراق المدرجة على لائحة الإرهاب الأمريكية ومن أقرب فصائل الحشد لإيران.
وقالت تقارير أمريكية، إن اللامي لديه شخصية مخيفة على نطاق واسع، وله خط اتصال مباشر مع قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني من دون حتى الرجوع لـ"أبو مهدي المهندس".
ووفق مصادر عراقية، فإن اللامي يجري تجهيزه ليحل محل المهندس كقائد ميليشيات الحشد الشعبي في العراق.
بدورهم، يعتقد سياسيون عراقيون أن جهاز أمن الحشد برئاسة اللامي يدير فرعا يسمى "الاسخبارات التقنية" يرأسه شخص يدعى "أبو إيمان"، ويركز على إدارة عمليات مساومة بحق سياسيين ومسؤولين وقادة أمنيين عراقيين.
وتشمل مهامه جمع أموال ناتجة عن عمليات فساد، والسيطرة على الحدود العراقية السورية، وتطوير وإنشاء قواعد خارج سيطرة الدولة العراقية.
25 أكتوبر
وأكدت تنسيقية المظاهرات في العراق، أن الحراك مستمر للخروج في أكبر مظاهرات سلمية سيشهدها العالم، في 25 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
وقالت التنسيقية إن "موعد المظاهرات قائم كما هو في 25 أكتوبر، وأن على العراقيين أن يثبتوا للعالم أن الانتفاضة باقية، وأن كل محاولات عرقلتها فقط لأنها تهدد الطبقات السياسية والحكومة دون استثناء.
المصدر: إيران إنسايدر + كتابات