كشفت مصادر عراقية، يوم الجمعة، إن جهة في جهاز المخابرات العراقية على ارتباط بإيران، اعتقلت الصحفي الإيراني المعارض روح الله زم مدير موقع "آمد نيوز" الإخباري المعارض، في مطار بغداد، وسلمته لاستخبارات الحرس الثوري الإيراني.
وقالت المصادر، لموقع "العربية نت"، إن روح الله زم، كان قد ذهب إلى القنصلية العراقية في باريس، وقدم طلب منحه فيزا إلى العراق على جواز سفر فرنسي.
وذكر مصدر كان برفقة زم أثناء تقديم طلب الفيزا، بأنه قد حصل على "الفيزا" إلى العراق على جوازه الفرنسي وليس الإيراني.
اعترافات جديدة
وبثّ التلفزيون الإيراني الحكومي، يوم الخميس 17 تشرين الأول/أكتوبر، مقطعا جديدا لما وصفها "اعترافات" الصحافي روح الله زم، الذي أعلن الحرس الثوري عن استدراجه واعتقاله، وذلك ضمن سلسلة اعترافات يكشف زم خلالها عن المتعاونين معه داخل البلاد، بحسب السلطات.
وتحدث زم في المقطع المسجل عن محمد حسين رُستمي، وهو ضابط بالحرس الثوري كان يقاتل ضمن القوات المرسلة إلى سوريا والمعتقل في طهران منذ عام 2016 بتهمة التجسس لصالح إسرائيل من خلال تقديم إحداثيات ومعلومات عن مواقع تواجد القوات الإيرانية، حيث حكم عليه بالسجن 10 سنوات.
وقال زم إنه "كان يتلقى أخبارا تضمنت محاور وتوقيت العمليات التي تشنها القوات الإيرانية في سوريا من رستمي ويرسل له مقابلها أموالا عن طريق مكاتب الصيرفة".
يذكر أن محمد حسين رستمي كان يشغل مدير موقع "عماريون"، التابع لمجموعة ضغط بهذا الاسم، مقربة متشددة موالية للمرشد الإيراني علي خامنئي، والتي تأسست على يد رجل الدين الإيراني مهدي طائب، نائب رئيس استخبارات الحرس الثوري، وذلك بعد احتجاجات يونيو 2009 التي سميت بـ"الانتفاضة الخضراء".
وكان رستمي يرأس أيضا "مركز المقاومة الإلكترونية" التابع لـ"مقر عمّاريون الاستراتيجي لمكافحة الحرب الناعمة"، وقد ذهب متطوعا للقتال في سوريا بصفوف الحرس الثوري عام 2015.
اتهامات لفرنسا
واتهمت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، باريس بالتواطؤ مع طهران لتسليم الصحفي الإيراني "روح الله زم".
وقالت الصحيفة الفرنسية، إن "زم" اعتقل في مدينة النجف العراقية، واتهمت باريس بالتواطؤ لتسليمه لطهران مقابل إفراج الأخيرة عن رهينتين فرنسيتين محتجزين في إيران.
وربطت "لوفيغارو" باحتمال تبادل "زم" مع رولان مارشال وفريبا عادلخاه، الفرنسيين المحتجزين في إيران بتهمة التجسس.
ووفقا للصحيفة، أكدت وزارة الخارجية رحلة زم إلى العراق، وأضافت أن "الحرس الثوري نصب له فخا من خلال عملية للمخابرات الإيرانية أقنعته بالسفر إلى العراق لمقابلة المرجع الشيعي علي السيستاني وطلب الدعم منه".
وقبل ذلك، كتب ناشطون إيرانيون أن زميلة زم وتدعى شيرين نجفي، وكانت تشغل منصبا قياديا في موقع وقناة "آمد نيوز" عبر التلغرام، ومقيمة في تركيا، هي من رتبت قضية اللقاء مع السيستاني، واتهموها بالعمل لصالح الاستخبارات الإيرانية، مستشهدين باختفائها قبل انتشار خبر اعتقال زم.
وقال جورج مالبرونو، كبير المراسلين في " لوفيغارو" في التقرير، إن "فرنسا ساهمت في عملية اعتقال زم، من خلال دفعه للسفر إلى العراق".
السيستاني ينفي
ونفى مسؤول كبير بمكتب المرجع الشيعي في العراق آية الله علي السيستاني، يوم الأربعاء، ما نقلته "لوفيغارو" عن استدراج الصحفي الإيراني المعارض روح الله زم، إلى المرجع قبل أن تعتقله السلطات الإيرانية.
وقال المسؤول إن "الادعاء المنشور في بعض وسائل الإعلام بخصوص اللقاء بين المرجع السيستاني والصحفي الإيراني روح الله زم كاذب ولا أساس له من الصحة".
وأضاف المسؤول الذي لم تكشف الوكالة عن هويته، أنه "لم يكن للصحفي زم أي اتصال مباشر أو غير مباشر مع هذا المكتب وليس لدينا معلومات عن زيارته أو وصوله إلى العراق".
من جانبها، قالت مهسا رازاني زوجة الصحفي زم، لأحد المواقع الإخبارية إن زوجها سافر من باريس الى بغداد مساء الجمعة عبر الخطوط الأردنية، وتوقف في عمّان لفترة قصيرة، ووصل العاصمة العراقية فجر السبت.
وأوضحت رازاني أنه "منذ وصوله بغداد لم يجب على مكالماتي، إلى أن اتصل بي فجر الأحد وتحدث معي بأسلوب مختلف وقال إنه بخير، بعدها اطّلعت على خبر إلقاء القبض عليه من وسائل الإعلام الإيرانية"
اعتقال زم
وقالت استخبارات الحرس الثوري الإيراني، إن "روح الله زم" كان يدير قناة "آمد نيوز" على تطبيق تلغرام، زاعمة أن القناة تدار بتوجيه من المخابرات الفرنسية ودعم المخابرات الأمريكية والإسرائيلية.
وأشار البيان إلى أنه سيتم لاحقا الإعلان عن المزيد من التفاصيل حول هذه العمليات الكبرى التي تكشف عما أسمته "فشل وهزيمة أجهزة الاستخبارات المعادية أمام قوة استخبارات الحرس الثوري".
وكشفت أن "اعتقال مدير القناة تم بفضل عملية استخبارية معقدة نجحنا فيها في استدراجه إلى داخل إيران واعتقاله".
وتعتبر قناة "آمد نيوز" على تليغرام من أكثر القنوات متابعة في إيران وكانت تحث الناس على التظاهر والاحتجاج ضد النظام الإيراني، ونشرت دروسا في صناعة القنابل اليدوية ومواجهة رجال الأمن في مظاهرات مطلع عام 2018 التي عمت مناطق واسعة في إيران.
ونشرت قناة "آمد نيوز" بيانا أكدت فيه اعتقال مديرها، معتبرة ذلك هزيمة لأجهزة الاستخبارات الأمريكية والأوروبية.
وشكرت القناة الحرس الثوري على اعتقال المدير فيما بدا أنه سيطرة لاستخبارات الحرس الثوري على البيانات السرية للقناة.
طاهرة الحسيني – إيران إنسايدر