قال مبعوث الرئيس الروسي لسوريا ألكسندر لافرنتيف، يوم الأربعاء، إن روسيا لم تؤيد أبدا العملية العسكرية "نبع السلام" التي تشنها تركيا شمال سوريا، مضيفا أن تنفيذ أي عملية عسكرية في الأراضي السورية "أمر غير مقبول".
وأضاف لافرنتيف، في لقاء مع أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، إن بلاده تواصل التعاون والجهود المشتركة مع طهران في المجالات السياسية والأمنية كما في السابق، وأن ذلك من شأنه أن يحد من إعادة إحياء الإرهاب وتطوره، ويضمن الأمن والاستقرار المستدام في المنطقة، حسب قوله.
وقدّم لافرنتيف تقريرا بشأن آخر التطورات السياسية شمال سوريا وحول المباحثات التي أجرتها موسكو مع أطراف النزاع.
بدوره، جدد أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني معارضة بلاده لما سماه "العدوان العسكري التركي" على سوريا، مضيفا أنه ينبغي بشكل عاجل إيقاف أي عمل من شأنه أن يزعزع الأمن ويفاقم الأزمات في المنطقة.
وأشار شمخاني إلى وجود خطة أمريكية "مريبة" لإعادة إحياء تنظيم "داعش"، وتوسيع رقعة زعزعة الأمن في الشرق الاوسط، مؤكدا على ضرورة التنسيق بين دول المنطقة والحفاظ على وعيها لمواجهة أي إجراءات من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار.
ورفض شمخاني ما سماه "التعامل بمكيالين مع الإرهاب من قبل أي دولة"، مشددا على ضرورة وضع حل للأزمة في إدلب السورية على جدول الأعمال، كأولوية في محاربة الإرهاب.
أردوغان-بوتين
وفي السياق، قال الكرملين، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث، يوم الثلاثاء 15 تشرين الأول/أكتوبر، هاتفيا مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، بشأن سوريا، ووجه له دعوة لزيارة روسيا في الأيام القليلة المقبلة.
وأضاف الكرملين أن بوتين وأردوغان اتفقا خلال المكالمة الهاتفية الذي جرت في وقت متأخر يوم الثلاثاء على ضمان سلامة ووحدة الأراضي السورية.
وأكد الكرملين في بيانه، أن "الزعيمين بحثا الحاجة إلى تجنب حدوث مواجهات بين الجيشين التركي والسوري، وأن الرئيس فلاديمير بوتين وجه الدعوة لأردوغان للمجيء إلى روسيا في زيارة عمل خلال الأيام المقبلة، وقد تم قبول الدعوة من الجانب التركي".
وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، صرح أمس الثلاثاء، عن أمل موسكو في عدم وقوع اشتباكات بين الجيش التركي وقوات النظام بسبب العملية العسكرية "نبع السلام " شمال شرق سوريا، مشيرا إلى استمرار الاتصالات لتفادي ذلك.
وقال بوغدانوف للصحفيين، "نأمل في ألا تحدث هناك أي اشتباكات، على العكس، تجري اتصالات من أجل وضع طرق (لمعالجة القضية) وفقا لأحكام ومبادئ القانون الدولي وأخذا في الاعتبار المصالح المشروعة لكافة الأطراف المعنية".
أردوغان-ترامب
وأبلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الأمريكي دونالد ترامب، أن أنقرة لن تعلن مطلقا وقفا لإطلاق النار في شمال سوريا.
وردا على عرض الرئيس الأمريكي لوساطة مع "قسد"، قال أردوغان إن "تركيا لن تتفاوض مع منظمة إرهابية".
وأكد أردوغان أنه ليس قلقا من العقوبات الأمريكية على بلاده.
وقال تلفزيون (إن.تي.في) إن "أردوغان أبلغ الصحفيين في رحلة عودته من باكو عاصمة أذربيجان الليلة الماضية، إن المحادثات مع واشنطن وموسكو بشأن مدينتي عين العرب ومنبج في سوريا مستمرة".
وأضاف أنه "ليس سلبيا" أن تدخل "القوات الحكومية السورية" منبج ما دام المسلحون الأكراد قد خرجوا من المنطقة.
وفي الوقت نفسه، أعلن أردوغان أن الهجوم المدفعي من منبج الذي أودى بحياة جندي تركي نفذته الحكومة السورية.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية، يوم الثلاثاء 15 تشرين الأول/أكتوبر، أن قوات النظام باتت تسيطر بشكل كامل على مدينة منبج بريف حلب الشرقي، وأضافت الوزارة في بيان لها، أن الشرطة العسكرية الروسية تسير دوريات على طول خط التماس شمال غرب منبج.
تقدم ميداني
وسع "الجيش الوطني" سيطرته على أجزاء واسعة في محيط مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، ضمن اليوم الثامن لعملية "نبع السلام" التي يخوضها بدعم من الجيش التركي.
وأفادت مصادر، أن الجيش الوطني المدعوم من أنقرة سيطر على كل من قرى "طنوزة، والديمو، والعبو، والعثمانية، وكنداش، وقطرانه، وديك، ومزارعها، وشويحة" غربي مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي.
وفي محور رأس العين بريف الحسكة، أحكم "الجيش الوطني" سيطرته على قريتي علوك غربي وعلوك شرقي.
وأضافت المصادر، أن الجيش الوطني استولى على عربة مصفحة وراجمة صواريخ من قوات سوريا الديمقراطية "قسد" على محور عين عيسى.
وسمحت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" لقوات النظام بالتجمع داخل مطار الطبقة العسكري جنوب مدينة الطبقة والدخول منه إلى مناطق سيطرتها في ناحية عين عيسى بريف الرقة الشمالي، وذلك عقب اتفاق جرى بين "قسد" والنظام يسمح فيه للأخير باستخدام الأراضي التي تسيطر عليها "قسد" للوصول إلى مناطق الجبهات ضد فصائل "الجيش الوطني" والقوات التركية الداعمة لها.
وتشن القوات التركية بالتعاون مع "الجيش الوطني" عملية عسكرية منذ 9 تشرين الأول باسم "نبع السلام" ضد الوحدات الكردية التي تقود قوات "قسد" بمنطقة شرق الفرات، حيث تعتبر أنقرة الوحدات الكردية منظمة إرهابية لعلاقتها بحزب العمال الكردستاني.
وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إطلاق عملية عسكرية في منطقة شمالي سوريا، تحت اسم "نبع السلام" بمشاركة الجيش الوطني السوري وتهدف تركيا من العملية للقضاء على التهديدات التي يمثلها مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية السورية ومسلحو تنظيم "داعش" وتمكين اللاجئين السوريين في تركيا من العودة إلى ديارهم بعد إقامة "منطقة آمنة".
عبد الرحمن عمر – إيران إنسايدر