وصل رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، يوم الثلاثاء، إلى العاصمة السعودية الرياض، في إطار جهود تبذلها إسلام أباد ضمن مبادرة للسلام والأمن في المنطقة، بعد تصاعد التوتر بين طهران والرياض إثر تعرض منشآت نفطية تابعة لشركة أرامكو لهجمات في 14 أيلول/سبتمبر الماضي.
واستقبل العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز رئيس الوزراء الباكستاني، وبحثا مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس".
وأعلنت وزارة الخارجية الباكستانية، أن خان يزور السعودية كجزء من مبادرته للسلام والأمن في المنطقة.
زيارة طهران
وقال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، يوم الأحد 13 تشرين الأول/أكتوبر، إن هدف زيارته إلى طهران هو منع اندلاع صراع جديد في المنطقة، مضيفا "لا نريد أن نرى أي صراع بين المملكة العربية السعودية وإيران".
وأكد رئيس الوزراء الباكستاني أنه يؤمن بإمكانية حل الخلاف بين ايران والسعودية بالحوار، وقال "لا نريد حربا بين السعودية وإيران"، منوها بأن الصراع بين البلدين لا يصب في مصلحة أحد.
وعبّر عمران خان عن إمكان استضافة ممثلي السعودية وإيران في إسلام آباد، وأشار إلى أن أي صراع بين إيران والسعودية سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط.
من جهته، عبّر الرئيس الإيراني حسن روحاني عن الاستعداد للإسهام في إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة، بناء على حسن نية رئيس الوزراء الباكستاني بشأن قضايا المنطقة.
ورحّب بجهود رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان لإحلال الأمن والاستقرار في المنطقة، وقال إن مشاكل المنطقة لا تحل إلا بالطرق السياسية وبالحوار بين دول الجوار.
وأضاف "الحل لإنهاء الصراع في المنطقة هو الحوار بين دولها ووقف الحرب في اليمن".
ضمان السلام
وقالت وزارة الخارجية الباكستانية، يوم السبت 13 تشرين الأول/أكتوبر، إن "مبادرة إمكانية إجراء حوار بين السعودية وإيران، البلدين الشقيقين لباكستان، هي محاولة من قبل رئيس الوزراء الباكستاني لضمان السلام في المنطقة".
والخميس، قالت الخارجية الباكستانية، إنه "من المحتمل أن يزور عمران خان السعودية وإيران، الشهر الجاري في إطار المحاولات لتخفيف حدة التوتر بين البلدين"، دون أن تحدد موعد الزيارتين
وقالت وسائل إعلام إيرانية، يوم الجمعة 12 تشرين الأول/أكتوبر، إن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، وصل إلى طهران يوم السبت، لبحث وساطة بين طهران والرياض.
ويأتي الإعلان عن الوساطة الباكستانية، في وقت تشهد فيه المنطقة توترا كبيرا في العلاقات بين السعودية وحلفائها في منطقة الخليج من جهة، وإيران من جهة أخرى.
واشتد التوتر بشكل حاد بعدما تعرضت السعودية في 14 أيلول/سبتمبر لهجوم واسع استهدف منشأتين نفطيتين لشركة "أرامكو" شرق البلاد، تبنته ميليشيا الحوثي اليمنية المدعومة إيرانيا والتي قالت إن العملية نفذت بـ10 طائرات مسيرة، وتتهم فيه الرياض وواشنطن إيران بشنه.
خان يتوسط
وأعلن خان في تصريح على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا أنه يلعب بطلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، دور الوسيط للحد من التصعيد بين إيران والسعودية.
وقال خان حينها "لا يمكنني الكشف حاليا أكثر، باستثناء أننا نحاول القيام بذلك ونتوسط"، مضيفا "لقد طلب مني الرئيس الأمريكي التوسط وقد تحدثت بالفعل مع الرئيس الإيراني".
وتابع "كما تباحثنا مع الأمير محمد بن سلمان، وهو طلب مني أن أتحدث للرئيس الإيراني، حيث كان على علم بأنني سألتقي به، كما سألني الرئيس ترامب ما إذا بإمكاننا تخفيف حدة التوتر وحتى ربما التوصل إلى اتفاق جديد".
وذكر خان أنه نقل هذا السؤال لروحاني، مضيفا "نعم، نفعل كل ما بوسعنا، وهذه العملية مستمرة ولا أستطيع الكشف عن أكثر مما قلت".
عهد المحمودي – إيران إنسايدر