كشفت مصادر حقوقية، يوم الاثنين، عن الجهات المتورطة بقتل المتظاهرين بالرصاص الحي.
وقالت فاطمة العاني، وهي مستشارة المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب، إن الأوامر كانت واضحة بإطلاق الرصاص الحي مباشرة على المتظاهرين، كاشفة عن وثيقة تتضمن بعض الأسماء التي أعطت الأوامر لتنفيذ تلك المجازر.
وأضافت أن نعمان المالكي آمر اللواء الأول أعطى أوامر صارمة لمنتسبي اللواء بإطلاق الرصاص الحي ضد المتظاهرين، مهددا إياهم بأن من يخالف الأوامر سيتعرض للمساءلة بشكل كبير لعدم امتثاله للأوامر العسكرية.
ونوهت أن تلك التعليمات كانت بعلم رئيس أركان فرقة الردع السريع اللواء عباس الجبوري، وهو ما أكده أكثر من منتسب وجندي شهدوا تلك الأوامر في الرابع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
وقالت العاني إن تامر محمد آمر فرقة كذلك وهو الشهير أبو تراب الحسيني -التابع لمليشيا منظمة بدر التي يتزعمها هادي العامري أحد أبرز أذرع إيران في العراق- تورط في قتل واستهداف سيارات الإسعاف التي تحاول التدخل لنقل المصابين والجرحى من ميادين وشوارع الاحتجاجات.
تحقيقات وهمية
ويرى عراقيون أن التحقيقات التي أمر رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي بإجرائها بخصوص محاسبة الجهات المسؤولة عن قتل المتظاهرين "وهمية وغير واقعية"، وليس باستطاعة الأجهزة الأمنية أو القضائية محاسبتها كون أنها فوق سلطة الدولة وتتبع بشكل مباشر لإيران.
وتراجعت وتيرة الاحتجاجات في العراق، وقرر نشطاء تعليقها لحين انتهاء زيارة "أربعينية الحسين"، في 20 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، وهي مناسبة دينية خاصة بالشيعة.
وشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية.
ورفع المتظاهرون سقف مطالبهم وباتوا يدعون لإقالة الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، إثر لجوء قوات الأمن للعنف لاحتواء الاحتجاجات.
إلا أن وتيرة الاحتجاجات خفت بصورة لافتة منذ يوم الاثنين، واقتصرت إلى حد بعيد على مدينة الصدر شرقي بغداد.
وقالت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر، إن أكثر 138 متظاهرا قتلوا، وأصيب 6000 آخرين.
وأضافت أن غالبية القتلى لقوا حتفهم برصاص قناصة.
ويتهم نشطاء عراقيون، قناصة إيرانيين بقتل المتظاهرين السلميين، وقال النائب في البرلمان العراقي أحمد الجبوري، إن هناك غرفة عمليات يقودها مساعد قاسم سليماني، ويدعى "حاج حامد"، ويتبعه القناصون الذين يستهدفون المتظاهرين، ويأتمرون بأمره بهدف قتل المحتجين السلميين.
انتهاكات جديدة
وقالت منظمة العفو الدولية، إن على السلطات العراقية التحقيق بشكل صحيح في "الاستخدام المفرط والمميت" للقوة.
وأضافت أنها قابلت ثمانية نشطاء قالوا إنهم رأوا متظاهرين يقتلون برصاص قناصة.
وأضافت العفو الدولية في تقريرها أنها جمعت شهادات تصف "حملة قاتمة من المضايقة والترهيب واعتقال ناشطين مسالمين وصحافيين ومتظاهرين".
وكشف التقرير -الذي صدر من 19 منظمة ومركزا مختصا- أن القوات العراقية اعتقلت متظاهرين جرحى من المستشفيات رغم إصابتهم وحاجتهم للعلاج، فضلا عن تسجيل حالات قنص بحق المتظاهرين نفت أجهزة الأمن العراقية علاقتها بها.
ورصد التقرير حملة إسكات وسائل الإعلام، عبر "جماعات مسلحة أو اوامر من هيئة الاتصالات" كما سلط الضوء على قائمة من اعتقالات الناشطين والمدافعين عن حقوق الانسان والمتظاهرين، فضلا عن اقتحام منزل ناشط وزوجته كانا يقدمان العلاج للمتظاهرين في البصرة وقتلهما أمام طفلتهما دون أن يتم الاعلان عن الجناة.
محمد إسماعيل – إيران إنسايدر