دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني مجددا، يوم الاثنين، تركيا لوقف عمليتها العسكرية "نبع السلام" في شمال سوريا، مضيفا في الوقت ذاته أن بلاده تتفهم المخاوف الأمنية التركية الخاصة بها لكنها لا تقب الطريقة التي تتصرف بها.
وقال روحاني "نأمل أن ينتهي التدخل التركي في شمال سوريا برحيل الأمريكيين وهو ما لم يحصل حتى الآن وهذا غير جيد"، حسب قوله.
وأضاف الرئيس الإيراني "أكدت للرئيس أردوغان أن الخيار الأفضل للتعامل مع مخاوف تركيا هو انتشار الجيش السوري على الحدود".
وتابع "ما يحدث في شمال سوريا ليس بالأمر الجيد للمنطقة".
عرض إيراني
وعرضت إيران، يوم السبت 12 تشرين الأول/أكتوبر، وساطتها لإدخال قوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري وتركيا في محادثات لفرض الأمن على الحدود التركية السورية بعد إطلاق تركيا لعملية "نبع السلام" في منطقة شرق الفرات شمال سوريا.
وأشار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة إلى اتفاق (أضنة)، قائلا "اتفاق أضنة بين تركيا وسوريا الذي لا يزال ساريا، يمكن أن يشكل سبيلا أفضل لتحقيق الأمن".
وأضاف، "يمكن لإيران المساعدة في جمع الأكراد السوريين والحكومة السورية وتركيا، حتى يتسنى للجيش السوري حراسة الحدود مع تركيا".
أردوغان: مستمرون
بدوره، ردّ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على اتفاق النظام مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، حول تسليم بعض المناطق للنظام، معتبرا أنها شائعات.
وقال أردوغان في تصريحات صحفية، يوم الاثنين، "هناك الكثير من الشائعات ويبدو أنه لن تحدث مشكلة في عين العرب "كوباني" لأنه لا يوجد خلاف مع روسيا بشأن المدينة، مضيفا، أنه "عندما سيتم تحرير منبج سيدخلها أصحابها الحقيقيين ولا خلاف بيننا وبين الولايات المتحدة بشأن منبج أيضا".
وأضاف أردوغان أن "الاتفاق بيننا وبين الولايات المتحدة قبل عام كان يقضي بانسحاب المنظمات الإرهابية من منبج وهذا لم يحصل".
وتابع أردوغان "أن ميركل وجونسون قالا لي إنهما لا يعلمان حقيقة الأوضاع التي تواجه تركيا في سوريا"، مضيفا، أنه "على دول حلف الناتو أن تواجه الإرهاب وأن تقف بجانبنا لأن التنظيمات التي نحاربها هي تنظيمات إرهابية".
وقال أردوغان إنه "تم قتل أكثر من 500 عنصر من قوات قسد في العملية العسكرية التركية شمالي سوريا".
تقدم ميداني
ومنذ يوم الأربعاء الماضي، تشن القوات التركية والجيش الوطني السوري، عملية عسكرية باسم "نبع السلام" ضد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" تستمر لليوم السادس على التوالي، حيث تمت السيطرة على مدينة تل أبيض بريف الرقة وكذلك معظم مدينة رأس العين بريف الحسكة، حيث تجري اشتباكات عنيفة فيها مع قوات "قسد" منذ يوم السبت الماضي.
وأعلن "الجيش الوطني" المدعوم من أنقرة، سيطرة قواته، ظهر اليوم الاثنين، على قرى وبلدات جديدة على محوري "تل أبيض" بريف الرقة الشمالي، ورأس العين بريف الحسكة.
وقالت مصادر رسمية من غرفة عمليات "نبع السلام"، إن قوات الجيش الوطني سيطرت على "معسكرات الصالحية والليبية وتل البنات ومنطقة البحوث العلمية وقرية الصالحية ومحطة تحويل كهرباء المبروكة على محور رأس العين بريف الحسكة"، ظهر اليوم الاثنين.
وفي سياق متصل، قال مراسل بلدي نيوز في محافظة الرقة، إن قوات الجيش الوطني سيطرت على قرى جديدة في الساعات الأخيرة، وهي "عين العروس، والبديع، وجاسم العلي، وتل عنتر"، وذلك بعد تمشيطها والتأكد من خلوها من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية الذين انسحبوا إلى ناحية عين عيسى بريف الرقة الشمالي.
وأضاف، إن قوات الجيش الوطني سيطرت صباح اليوم على عدة قرى منها "العلي باجلية، وحمام التركمان، وأم عظام، والصخرات، والدوغانية".
وكان الجيش الوطني أعلن يوم الأحد 13 تشرين الأول/أكتوبر، عن السيطرة على مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي وعدة قرى، منها (سلوك، وقرى الشركاك، والطويحينة، الطويحينة، وكطار، والغازلي، والخالدية، والكنطري) بريف الرقة الشمالي حتى وصل إلى أطراف ناحية عين عيسى بريف الرقة شمال الرقة.
وفي السياق، أطلق الجيشان الوطني السوري والتركي، مساء الاثنين، عملية عسكرية واسعة للسيطرة على مدينة منبج بريف حلب وهي كبرى مدن الريف الحلبي وتقع منذ ثلاثة أعوام تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وقالت مصادر مطلعة لإيران إنسايدر إن تركيا تعتزم إطلاق معركة وشيكة أيضا للسيطرة على مدينة عين العرب بريف حلب الشرقي.
عبدالرحمن عمر – إيران إنسايدر