فتحت الرئاسات العراقية الثلاث تحقيقا عاجلا لمحاسبة مطلقي النار على المتظاهرين، وإطلاق سراح جميع المعتقلين فورا، واحترام حرية الصحافة في العراق، وذلك قبل أيام من انتهاء الهدنة التي علّق خلالها المحتجون مظاهراتهم لحين انتهاء زيارة "أربعينية الحسين"، في 20 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وهي مناسبة دينية خاصة بالشيعة.
وذكرت الرئاسة العراقية في بيان نشر على موقعها، أن الرئيس العراقي برهم صالح عقد اجتماعا مع رئيسي الحكومة عادل عبد المهدي والبرلمان محمد الحلبوسي، حضره رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان لدراسة الوضع السياسي والأمني في العراق.
وأكد البيان، أن الاجتماع خرج بتوصيات عدة في مقدمتها "التحقيق الأمين والدقيق والعاجل" في قضايا العنف والاستخدام "المفرط" للقوة، والاعتداء على القنوات الإعلامية والصحفيين.
ووجه بإطلاق سراح كافة المعتقلين من المتظاهرين السلميين فورا ومن سواهم ممن ألقي القبض عليهم بدواعٍ وظروف الاحتجاجات والنظر في سرعة تلبية مطالب المحتجين.
ودعا البيان الجميع إلى "احترام حرية العمل الصحفي والإعلامي وأمن وسلامة العاملين في هذا المجال الحيوي، وكذلك احترام حقوقهم في الحصول على المعلومات المتاحة ونشرها بحيادية ومهنية".
لجنة تحقيق عليا
وقال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، يوم السبت 13 تشرين الأول/أكتوبر، إنه تم تشكيل لجنة تحقيق عليا للنظر للوصول إلى نتائج موضوعية وأكيدة لإحالة المتسببين بسقوط ضحايا إلى القضاء.
وأضاف عبد المهدي، في بيان مكتوب، "استجابةً لخطبة المرجعية الدينية العليا (..) واستكمالا للتحقيقات الجارية، قامت الحكومة بتشكيل لجنة تحقيقية عليا تضم الوزارات المختصة والأجهزة الأمنية وممثلين عن مجلس القضاء الأعلى ومجلس النواب ومفوضية حقوق الإنسان".
وأوضح أن تشكيل اللجنة يهدف إلى "الوصول إلى نتائج موضوعية وأكيدة لإحالة المتسببين (بسقوط ضحايا) إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، وعدم التواني في ملاحقتهم واعتقالهم وتقديمهم إلى العدالة مهما كانت انتماءاتهم ومواقعهم".
السيستاني يطالب بالمحاسبة
حمّل المرجع الديني السيد علي السيستاني، يوم الجمعة 12 تشرين الأول/أكتوبر، الحكومة العراقية مسؤولية دماء المتظاهرين الذين قتلوا خلال الاحتجاجات التي انطلقت مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
وأدان السيستاني، هجمات قوات الأمن العراقية على المحتجين والصحافيين.
وأكد الشيخ عبد المهدي الكربلائي، ممثل السيستاني في خطبة الجمعة في كربلاء، إدانة المرجع ورفضه "للاعتداءات التي تعرض لها المتظاهرون السلميّون والعديد من عناصر القوات الأمنية" خلال الاحتجاجات التي شهدها العراق في الأسبوع الماضي.
وشهد العراق منذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر تظاهرات عفوية تحركها مطالب اجتماعية، لكنها ووجهت بالرصاص الحي والقنص.
وبلغت الحصيلة الرسمية لأعمال العنف التي طالت بغداد وجنوب العراق أكثر من 138 قتيل وأكثر من 6000 جريح.
ويتهم نشطاء عراقيون، قناصة إيرانيين بقتل المتظاهرين السلميين، وقال النائب في البرلمان العراقي أحمد الجبوري، إن هناك غرفة عمليات يقودها مساعد قاسم سليماني، ويدعى "حاج حامد"، ويتبعه القناصون الذين يستهدفون المتظاهرين، ويأتمرون بأمره بهدف قتل المحتجين السلميين.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر