عرضت إيران، يوم السبت، وساطتها لإدخال قوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري وتركيا في محادثات لفرض الأمن على الحدود التركية السورية بعد إطلاق تركيا لعملية "نبع السلام" في منطقة شرق الفرات شمال سوريا.
وأشار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة إلى اتفاق (أضنة)، قائلا "اتفاق أضنة بين تركيا وسوريا الذي لا يزال ساريا، يمكن أن يشكل سبيلا أفضل لتحقيق الأمن".
وأضاف، "يمكن لإيران المساعدة في جمع الأكراد السوريين والحكومة السورية وتركيا، حتى يتسنى للجيش السوري حراسة الحدود مع تركيا".
وقف العملية
ودعت إيران، يوم الخميس 10 تشرين الأول/أكتوبر، تركيا إلى إيقاف عمليتها العسكرية في سوريا بشكل عاجل، مطالبة بخروج القوات التركية من الأراضي السورية.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية، إنه "مع إدراكنا للمخاوف الأمنية التركية، ندعو تركيا إلى إيقاف عملياتها العسكرية في سوريا بشكل عاجل، وسحب جميع قواتها العسكرية من الأراضي السورية".
وأضافت الخارجية الإيرانية، أن العملية العسكرية التركية لن تسهم في إزالة المخاوف الأمنية التركية، بل ستؤدي إلى أضرار مادية وإنسانية واسعة النطاق، مؤكدة معارضتها العملية العسكرية التركية داخل الأراضي السورية.
وقالت "نشعر بالقلق إزاء العملية العسكرية التركية في سوريا، وما قد يترتب عليها من تداعيات إنسانية وأخطار على المدنيين".
وأكدت الخارجية الإيرانية أن طهران على تواصل مع تركيا وسوريا، ومستعدة لحل المشكلات بين البلدين، مشيرة إلى أن الظروف التي تعيشها المنطقة ناجمة عن تدخل الدول الخارجية في شؤونها وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية
ضبط النفس
ودعا الرئيس الإيراني حسن روحاني، يوم الأربعاء 9 تشرين الأول/أكتوبر، تركيا إلى ضبط النفس وتجنب أي عمل عسكري في شمال سوريا، داعيا أنقرة إلى العدول عن قرارها وإعادة النظر فيه.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن روحاني، قوله، "أنقرة يجب أن تؤمن حدودها الجنوبية وتمتلك الحق في ذلك، لكن الحل هو دخول قوات الجيش السوري إلى تلك المنطقة وفرض سيطرة الحكومة السورية على شرق الفرات وخروج القوات الأمريكية من سوريا".
ودعا روحاني الحكومة التركية إلى أن تعيد النظر في قرارها بشأن العملية العسكرية وأن تتعامل بدقة وصبر مع هذه القضية.
وأضاف الرئيس الإيراني "المشكلة الأساسية في سوريا اليوم ليس شرق الفرات بل إدلب والإرهاب في إدلب والتي تجتمع فيها جميع التنظيمات الإرهابية، ونأمل أن تتعاون الدول الأخرى وخاصة الحكومة التركية، وأن يركزوا أكثر على هذه المشكلة لكي لا نواجه مشكلة جديدة في المنطقة".
وأبلغ وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، يوم الاثنين 7 تشرين الأول/أكتوبر، معارضة طهران لأي عمل عسكري تركي في سوريا، مشددا على وجوب احترام تركيا للسيادة الوطنية السورية، وتطبيق اتفاقية أضنة كأفضل حل لكل من تركيا وسوريا لأجل إزالة مخاوفهما.
وأكد ظريف على ضرورة محاربة الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى سوريا، حسبما أعلنت الخارجية الإيرانية.
وعرض جواد ظريف، استعداد بلاده للوساطة في تخفيف التوتر شمال شرق سوريا بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية التي تقودها "الوحدات الكردية"، وضمان الأمن في المنطقة في ظل الانسحاب الأمريكي.
نبع السلام
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الأربعاء 9 تشرين الأول/أكتوبر، عن بدء معركة شرق الفرات أطلق عليها اسم "نبع السلام".
وقال أردوغان إن "جيشنا والجيش الوطني السوري بدأوا عملية نبع السلام ضد داعش والوحدات الكردية والعمال الكردستاني".
وأضاف "سنحافظ على وحدة أراضي سوريا ونخلص سكان المنطقة من الإرهاب عبر عملية نبع السلام".
وأشار الرئيس التركي إلى أن "نبع السلام" ستضمن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بفضل المنطقة الآمنة.
وتمكنت قوات الجيش الوطني السوري والجيش التركي من إحكام السيطرة على مدينة رأس العين بريف الحسكة، وبدأت هجوما بريا على مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي بهدف السيطرة عليها، كما تمكنت من قطع الطريق الدولي الحسكة حلب بعد أربعة أيام من بدء العملية.
عبدالرحمن عمر – إيران إنسايدر