يعمل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، على تسويق مبادرة بلاده "هرمز للسلام"، لتخفيف التوتر المتصاعد في المنطقة بين طهران من جهة ودول الخليج العربي وواشنطن من جهة ثانية.
وقال ظريف، يوم الخميس، إنه من الممكن تحقيق الأمن للخليج عبر الحوار بين دول المنطقة، ومنها السعودية، وبدون تدخل خارجي.
ولفت ظريف، في مقال نشرته صحيفة "الراي" الكويتية، إلى أن "منطقتنا بحاجة إلى الحوار الداخلي أكثر من الميل نحو كيل الاتهامات والتنافس التسليحي وتكديس الأسلحة".
وأشار إلى أنه مع تضاعف التهديدات اليوم، فإن طهران تستشعر ضرورة تحقيق الحوار في المنطقة أكثر من أي وقت مضى، وترى أن الحفاظ على أمن المنطقة هو مسؤولية جماعية لكل الدول الموجودة فيها.
وأضاف ظريف أن مصير شعوب المنطقة، قد ارتبط وتشابك بعضه ببعض، وأن الأمن لا يمكن تجزئته وتفكيكه، فإما أن ينعم الجميع بالأمان أو أن ينحرم الجميع منه.
وأشار ظريف إلى أن استتباب الأمن والاستقرار عبر التعاون والتعامل البناء بغية ضمان التواصل مع الأسواق الدولية، يعتبر ضرورة لا مناص منها في منطقة هرمز.
ولفت إلى أنه "على هذا الأساس تم طرح "مبادرة هرمز للسلام" بمشاركة السعودية، العراق، سلطنة عمان، الإمارات، الكويت، قطر، البحرين وإيران، وهي دول تتمتع بالإمكانيات اللازمة لتحقيق الأمن الشامل في المنطقة عن طريق الحوار الإقليمي الداخلي.
مبادرة سلام
وكشفت إيران، يوم الثلاثاء 8 تشرين الأول/أكتوبر، أنها ستعرض قريبا على دول المنطقة مقترحا مكتوبا لمبادرة سلام في مضيق هرمز.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، "سنعرض على دول المنطقة قريبا مقترحا مكتوبا حول مبادرة سلام بمضيق هرمز".
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، يوم الاثنين 23 أيلول/سبتمبر، إن "مبادرة هرمز" الإيرانية ستدعو لتحقيق "سلام" في المنطقة بمشاركة دولها، مؤكدا أنها مبادرة للسلام تدعو إلى تحقيق سلام طويل الأمد في المنطقة.
وقال روحاني، إن بلاده ستقدم قريبا خطة جديدة في الأمم المتحدة بشأن أمن مياه الخليج.
وأضاف روحاني، إن إيران "ستقدم خطة في الأيام المقبلة بالأمم المتحدة" للتعاون من أجل ضمان أمن "الخليج ومضيق هرمز وخليج عمان" بين دول المنطقة.
ودعا جميع دول منطقة الخليج العربي للانضمام إلى مبادرة "تحالف الأمل من أجل السلام في مضيق هرمز"، موضحا أنه يقوم على "التفاهم المتبادل وعدم الاعتداء واحترام سيادة الدول".
وقال إن وجود قوات أجنبية في الخليج يؤدي إلى تفاقم "غياب الأمن"، وذلك بعد الإعلان عن إرسال تعزيزات أميركية إلى المنطقة.
وشدد روحاني على أن منطق إيران هو أن أمن المياه الخليجية ومضيق هرمز توفره دول المنطقة، وأنها تمد أيديها لدول الجوار للحوار والتفاهم وتجاوز الأخطاء السابقة، مؤكدا أنه أينما وُجد الأميركيون وأعداء طهران فإنهم يجلبون معهم انعدام الأمن والاستقرار.
وقال الرئيس الإيراني، إن بلاده مستعدة للتفاوض وتتمتع بالمنطق، لكنها لن تقبل الاستسلام والذل وستدافع بكل قوة عن أرضها، حسب تعبيره.
وأكد أن بلاده لن تعتدي على أي دولة، لكنها في المقابل لن تسمح للآخرين بالاعتداء على أراضيها وحدودها، وستواجه هذه التهديدات بكل قوة.
وتأتي الخطة الإيرانية بعد اتهامات من قبل واشنطن والرياض لإيران بالوقوف وراء الهجمات التي تعرضت لها منشآت نفطية تابعة لشركة أرامكو بمحافظة بقيق وهجرة خريص في السعودية، فجر السبت 14 أيلول/سبتمبر، لهجوم بطائرات مسيرة، ورغم إعلان ميليشيا الحوثي عن تبني الهجوم إلا أن مصادر مطلعة تؤكد أن إيران هي من تقف خلف الهجوم.
ويوجد في محافظة بقيق -الواقعة على بعد 150 كيلومترا شرق العاصمة الرياض- أكبر معمل لتكرير النفط في العالم، ويوجد بمنطقة خريص -على بعد 190 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من الظهران- ثاني أكبر حقل نفطي في العالم.
محمد إسماعيل – إيران إنسايدر