دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني، يوم الأربعاء، تركيا إلى ضبط النفس وتجنب أي عمل عسكري في شمال سوريا، داعيا أنقرة إلى العدول عن قرارها وإعادة النظر فيه.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن روحاني، قوله، "أنقرة يجب أن تؤمن حدودها الجنوبية وتمتلك الحق في ذلك، لكن الحل هو دخول قوات الجيش السوري إلى تلك المنطقة وفرض سيطرة الحكومة السورية على شرق الفرات وخروج القوات الأمريكية من سوريا".
ودعا روحاني الحكومة التركية إلى أن تعيد النظر في قرارها بشأن العملية العسكرية وأن تتعامل بدقة وصبر مع هذه القضية.
وأضاف الرئيس الإيراني "المشكلة الأساسية في سوريا اليوم ليس شرق الفرات بل إدلب والإرهاب في إدلب والتي تجتمع فيها جميع التنظيمات الإرهابية، ونأمل أن تتعاون الدول الأخرى وخاصة الحكومة التركية، وأن يركزوا أكثر على هذه المشكلة لكي لا نواجه مشكلة جديدة في المنطقة".
وأبلغ وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، يوم الاثنين 7 تشرين الأول/أكتوبر، معارضة طهران لأي عمل عسكري تركي في سوريا، مشددا على وجوب احترام تركيا للسيادة الوطنية السورية، وتطبيق اتفاقية أضنة كأفضل حل لكل من تركيا وسوريا لأجل إزالة مخاوفهما.
وأكد ظريف على ضرورة محاربة الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى سوريا، حسبما أعلنت الخارجية الإيرانية.
وعرض جواد ظريف، استعداد بلاده للوساطة في تخفيف التوتر شمال شرق سوريا بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية التي تقودها "الوحدات الكردية"، وضمان الأمن في المنطقة في ظل الانسحاب الأمريكي.
نبع السلام
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، عن بدء معركة شرق الفرات أطلق عليها اسم "نبع السلام".
وقال أردوغان إن "جيشنا والجيش الوطني السوري بدأوا عملية نبع السلام ضد داعش والوحدات الكردية والعمال الكردستاني".
وأضاف في تغريدات على تويتر "سنحافظ على وحدة أراضي سوريا ونخلص سكان المنطقة من الإرهاب عبر عملية نبع السلام".
وأشار الرئيس التركي إلى أن "نبع السلام" ستضمن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بفضل المنطقة الآمنة.
قصف جوي ومدفعي
وقالت مصادر إعلامية سورية، إن عملية شرق الفرات التي تقودها تركيا برفقة فصائل من "الجيش الوطني" ضد الوحدات الكردية التي تقود قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، بدأت في مدينة رأس العين بريف الحسكة وتل أبيض بريف الرقة الشمالي.
وأضافت أن القوات التركية بدأت بالتمهيد المدفعي والصاروخي على مواقع عسكرية تابعة للوحدات الكردية في رأس العين وتل أبيض.
وتابعت أن 4 انفجارات دوت في مواقع تابعة لقوات حماية الشعب الكردية في رأس العين، ناجمة عن قصف جوي من قبل الطائرات التركية.
وقالت المصادر، إن الطيران التركي استهدف مواقع "قسد" بقرى الأسدية وبير نوح بريف رأس العين.
تفويض جديد
صادق البرلمان التركي خلال جلسة للجمعية العامة للبرلمان، اليوم الثلاثاء، على تمديد التفويض الممنوح لرئيس الجمهورية بشأن العمليات خارج الحدود في العراق وسوريا لمدة عام، اعتبارا من 30 أكتوبر/ تشرين الأول 2019.
وجاءت المصادقة بعد أن قدّمت الرئاسة التركية يوم الاثنين مذكرة إلى البرلمان لتمديد صلاحية تنفيذ عمليات عسكرية خارج الحدود في سوريا والعراق، على خلفية استمرار الصراعات الحاصلة في المناطق المجاورة للحدود الجنوبية لتركيا.
وشددت المذكرة التي تحمل توقيع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن "أنقرة تولي اهتماما كبيرا لوحدة الأراضي العراقية واستقرارها، والتنظيمات إرهابية مثل داعش و(بي كا كا وي ب ك) في سوريا والعراق، تواصل تهديد الأمن القومي التركي وتستمر في فعالياتها الإرهابية ضد تركيا".
واشارت المذكرة إلى "مواصلة تركيا جهودها لإنشاء منطقة آمنة على حدودها شرق الفرات بسوريا، في ضوء المقتضيات المشروعة لأمنها القومي، وقطع شوط هام في الجهود التي تبذلها تركيا مع الدول المعنية الأخرى، للوصول إلى سلام وحل دائم في سوريا، على أرضية اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ مع مسار أستانا".
عبدالرحمن عمر – إيران إنسايدر