قالت إيران، السبت، إنها تدرس "مسودة" تفاهم في المباحثات مع القوى الكبرى الهادفة إلى إحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي، وأنها أوضحت للغربيين "خطوطها الحمر" التي لن تتنازل عنها.
وأتى هذا الإعلان على لسان وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، بعيد اتصال هاتفي مع وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، وفي وقت يتواجد كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري في طهران منذ أيام من أجل التشاور.
وكتب أمير عبداللهيان بالإنكليزية عبر حسابه على تويتر، ليل السبت، إن طهران "تراجع بشكل جدّي مسودة الاتفاق".
وتابع "تم توضيح خطوطنا الحمر للأطراف الغربيين (...) نحن مستعدون لإنجاز اتفاق جيد بشكل فوري، في حال أظهروا (الغربيون) إرادة فعلية".
ومنذ أبريل/نيسان، تجري إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق، أي فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، وألمانيا، مباحثات في فيينا لإحياء التفاهم الذي انسحبت الولايات المتحدة أحاديا منه عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب.
وتهدف المباحثات التي تشارك فيها واشنطن بشكل غير مباشر، الى إعادة الأميركيين الى الاتفاق خصوصا عبر رفع العقوبات التي أعادوا فرضها على طهران بعد انسحابهم، وعودة الأخيرة لاحترام كامل التزاماتها التي تراجعت عن غالبيتها بعد الانسحاب الأميركي.
وأضاف أمير عبداللهيان، في تغريدته، "أجريت اتصالا هاتفيا مع جوزيب بوريل اليوم، والسيد باقري يتواصل مع السيد مورا"، في إشارة الى الدبلوماسي الأوروبي انريكي مورا الذي يتولى تنسيق المباحثات في فيينا.
ونقلت الخارجية الإيرانية عن أمير عبداللهيان قوله لبوريل خلال الاتصال، إن طهران "تبحث عن اتفاق جيد لكن في إطار مصالحها الوطنية، ومع احترام خطوطها الحمر في المفاوضات".
وتشدد إيران على أولوية رفع العقوبات التي فرضت عليها بعد الانسحاب الأميركي، والتحقق من هذا الرفع بشكل عملي، ونيل ضمانات بعدم تكرار الولايات المتحدة انسحابها من الاتفاق.
في المقابل، تركز الولايات المتحدة والأطراف الأوروبيون على عودة إيران لاحترام كامل التزاماتها في الاتفاق.
ويجمع الأطراف المعنيون على أن المفاوضات بلغت مراحل حاسمة، مع بقاء نقاط تباين عدة تحتاج على الأرجح الى قرارات "سياسية" من الطرفين الأساسيين، إيران والولايات المتحدة.
وكان باقري عاد ليل الأربعاء الخميس الى طهران للتشاور، في حين بقي أعضاء وفده التفاوضي في فيينا لاستكمال البحث مع الوفود الأخرى.
وأكد كبير المفاوضين الإيرانيين الخميس وجود حاجة لاتخاذ "قرارات" من قبل الدول الغربية، من أجل عبور "خط النهاية" في المباحثات النووية.
وكالات