تقترب المملكة العربية السعودية من إبرام اتفاق بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي لإنهاء المواجهات بعد انقلاب الأخير على الحكومة وسيطرته على العاصمة المؤقتة عدن في آب/أغسطس.
وتستضيف السعودية محادثات غير المباشرة منذ شهر بين حكومة منصور هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي.
ووصف نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك، حوار جدة (الذي ترعاه المملكة العربية السعودية بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي)، بأنه "الأمل لتوحيد الجهود للقضاء على المشروع الإيراني في المنطقة".
وأكد بن بريك، في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، أن الثقة بالتحالف العربي بقيادة السعودية لا حدود لها، وقال "سننتصر بإذن الله رغما عن كل المؤامرات والدسائس التي تريد إفشال التحالف وإنجاح المشروع الإيراني".
واعتبر "حوار جدة الأمل لتوحيد الجهود للقضاء على ما تبقى من مشروع إيران في منطقتنا، والمجلس الانتقالي لم يحد أبدا عن هذا الهدف ولن يحيد عنه".
وتتوقع مصادر أن يتم التوصل إلى حلول سياسية، يتم من خلالها التوافق على إنهاء الصراع، وفق خطة متكاملة، برعاية من تحالف دعم الشرعية، وبما يضمن عودة النشاط الحكومي، وخفض التصعيد بين "الشرعية" و"الانتقالي".
جهود استثنائية
بدوره، أثنى وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، على الجهود الاستثنائية التي تبذلها السعودية لإسناد اليمن في معركة استعادة الدولة وإسقاط انقلاب الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران.
ونوه بدور المملكة في رعاية حوار جدة لإنهاء تمرد المجلس الانتقالي في عدن، والذي اعتبره "تأكيدا إضافيا وبرهانا عمليا على الدور البناء الذي تلعبه المملكة لدعم أمن واستقرار ووحدة اليمن وسلامة أراضيه".
وأضاف الإرياني في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، مساء الثلاثاء، "في مقابل الدور السعودي البناء يدير نظام إيران مشروع الفوضى والتخريب والتمزيق في اليمن عبر رعاية مخطط الانقلاب الذي نفذته الميليشيا الحوثية ودعم الجماعات الارهابية وتحويل اليمن إلى ساحة للصراع الإقليمي ومنصة لاستهداف دول الجوار وإقلاق أمن واستقرار دول المنطقة وتهديد حركة التجارة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب".
وعبّر وزير الإعلام اليمني، عن اعتزاز اليمنيين قيادة وحكومة وشعبا للمواقف السعودية الداعمة لبلادهم، وقال إنها" ستظل علامة فارقة في العلاقة بين البلدين وستدون في أنصع صفحات التاريخ".
وأكد أن اليمنيين سيتذكرون بإجلال وعرفان تلك المواقف الأخوية النبيلة ولن ينسوا من ناصرهم وساندهم في محنتهم التي خلفها الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران، بحسب تعبيره.
وتسيطر القوات الحكومية المدعومة من السعودية في كل من شبوة وأبين على مناطق عتق والصعيد وحبان وعزان والنقبة والعرم والمحفد وأحور ومودية والعرقوب وشقرة وقرن الكلاسي، في الوقت الذي تسيطر فيه قوات "الانتقالي" المدعومة من الإمارات على عدن وزنجبار وجعار ولحج والضالع.
ويسعى "الانتقالي الانفصالي"، الذي يتزعمه محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي، إلى فصل جنوب اليمن عن شماله، مع اعترافه بشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، في الوقت الذي يتهم فيه حكومته بـ"الفساد"، وسيطرة حزب "الإصلاح" على مفاصلها، ومفاصل جيش الشرعية.
سحب قوات
وقال مسؤولون وشهود، إن الإمارات سحبت بعضا من قواتها في مدينة عدن بجنوب اليمن يوم الثلاثاء.
وأضاف مسؤولان لـ"رويترز"، إن رتلا إماراتيا صعد إلى ظهر سفينة عسكرية في ميناء البريقة النفطي قرب مصفاة عدن. وقال أربعة موظفين في المصفاة إنهم شاهدوا رتلا كبيرا من المركبات العسكرية وثلاث حافلات تحمل نحو 200 جندي وهي تتجه نحو الميناء.
تحرير مواقع
على صعيد القتال ضد الحوثيين، قال المركز الإعلامي لمحافظة الضالع (جنوب اليمن)، على صفحته بـ"فيسبوك"، إن "القوات المشتركة (قوات من الحزام الأمني والمنطقة العسكرية الرابعة عدن والمقاومة الشعبية)، تمكنت من تحرير بلدات الزبيرات وبلدة سليم وصولا إلى منطقة الفاخر".
وأضاف أن قوات الجيش استخدمت كل أنواع الأسلحة، لدحر مليشيات الحوثي التي سيطرت على تلك المناطق قبل خمس سنوات.
وتابع أن قوات الجيش تتأهب لتحرير منطقة "شعور" شمال غرب الضالع على الطريق المؤدي إلى مركز محافظة إب المسمى باسمها (وسط).
عهد المحمودي – إيران إنسايدر