قال مراسل إيران إنسايدر، يوم الاثنين، إن أكثر من 15 متظاهرا على الأقل قتلوا في حي مدينة الصدر شرق العاصمة العراقية بغداد، مساء أمس الأحد، برصاص قوات الأمن العراقية.
بدوره، قال الجيش العراقي في ساعة مبكرة من صباح يوم الاثنين، إنه سينسحب من حي مدينة الصدر السكني مترامي الأطراف وسيسلم السيطرة للشرطة في مسعى على ما يبدو لتهدئة التوتر.
سياسيا، أجرى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، وأبلغه بأنه يثق في القوات العراقية ويدعم الحكومة في سبيل تعزيز الأمن، بحسب ما ذكر المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء العراقية.
وأضاف البيان "استعرض رئيس مجلس الوزراء تطورات الأوضاع الأمنية وعودة الحياة إلى طبيعتها بعد رفع حظر التجوال، وأكد سيطرة القوات الأمنية وإعادة الاستقرار".
138 قتيلا
وقال مراسل إيران إنسايدر إن عدد القتلى تجاوز 138، وعدد الجرحى تجاوز 4500 مدني، منذ اندلاع الاحتجاجات يوم الثلاثاء 1 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
وبدأت الاحتجاجات، يوم الثلاثاء 1 تشرين الأول/أكتوبر، من بغداد، للمطالبة بتحسين الخدمات العامة، وتوفير فرص العمل، ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية.
ورفع المتظاهرون سقف مطالبهم وباتوا يدعون لإسقاط النظام واستقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، إثر لجوء قوات الأمن للعنف لاحتواء الاحتجاجات.
ويتهم المتظاهرون قوات الأمن بإطلاق النار عليهم، فيما تنفي الأخيرة ذلك، وتقول إن "قناصة مجهولين" تطلق الرصاص على المحتجين وأفراد الأمن على حد سواء لخلق فتنة.
ولم تتمكن الحكومة من كبح جماح الاحتجاجات المتصاعدة رغم فرض حظر التجوال يومي الخميس والجمعة.
ويحتج العراقيون منذ سنوات طويلة على سوء الخدمات العامة الأساسية من قبيل الكهرباء والصحة والماء فضلا عن البطالة والفساد، في بلد يعد من بين أكثر دول العالم فسادا، بموجب مؤشر منظمة الشفافية الدولية على مدى السنوات الماضية.
عودة جزئية
وأفاد مراسلنا بأن خدمة الانترنت عادت ولكن بشكل جزئي، مؤكدا أن الحكومة العراقية لا تزال تحجب موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر".
وفي السياق، قال المرصد المتخصص في مراقبة الأمن السيبراني وإدارة الإنترنت، إنه "تم التأكد من عودة الإنترنت إلى العراق بعد 78 ساعة من حجبه".
وأوضح أن "مؤشرات حركة بيانات الاتصال تصل إلى 60%"، وأضاف أنه "ما زالت موقع التواصل الاجتماعي محجوبة لمعظم المستخدمين".
قناصة إيرانيون
وكشف النائب في البرلمان العراقي أحمد الجبوري، عن الجهة التي تقنص المتظاهرين، وقال، إن هناك غرفة عمليات يقودها مساعد قاسم سليماني، ويدعى "حاج حامد"، ويتبعه القناصون الذين يستهدفون المتظاهرين، ويأتمرون بأمره بهدف قتل المحتجين السلميين.
وأضاف النائب العراقي، أن جموع المتظاهرين بدأت تتحرك باتجاه ساحات التحرير والأندلس والطيران، وستكون التظاهرات أكبر وأقوى من ذي قبل، بسبب ما قامت به الحكومة من قمع وقتل للمتظاهرين عن طريق القناصة، الذين كانوا في أعلى البنايات قرب أماكن التظاهرات.
وقال الجبوري "إن الوضع الحالي في العراق بائس وجلسة البرلمان لم يحضر بها سوى 60 نائبا".
وقالت مصادر لإيران إنسايدر إن عددا من المتظاهرين قتلوا برصاص قناصة، تعرضوا لإصابات مباشرة في الرأس بقصد القتل العمد، وتفريق جموع المتظاهرين المطالبين بإسقاط حكومة عادل عبدالمهدي ومحاسبة الفاسدين.
وأضافت أن القناصة يتمركزون في مناطق عدة في العاصمة بغداد، وهي "بناء الضريبة العامة في ساحة الخلاني"، والسفارة الإيرانية، وفندق منصور ميليا، ومحكمة المجلس الأعلى في الرصافة".
إسراء الحسن – إيران إنسايدر