ناقشت روسيا اتفاقية مؤقتة محتملة مع إيران في الأسابيع الأخيرة من شأنها أن تتضمن تخفيفا محدودا للعقوبات المفروضة عليها مقابل إعادة فرض بعض القيود على برنامج طهران النووي، وذلك في إطار محاولة إحياء الاتفاق النووي الدولي مع إيران.
وقال مسؤولون أمريكيون، أحدهم مسؤول في الكونجرس ومسؤول أمريكي سابق وأربعة أشخاص آخرين على دراية بالمناقشات، لشبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، إن الولايات المتحدة تدرك اقتراح روسيا لإيران، والذي يأتي مع تزايد القلق داخل إدارة بايدن من أن الوقت ينفد في المفاوضات بين إيران والقوى العالمية بشأن العودة الكاملة للاتفاق النووي لعام 2015، والذي يطلق عليه الخطة الشاملة المشتركة العمل، حيث انسحبت إدارة ترامب من الصفقة في عام 2018.
وقال المسؤولون والأشخاص، إن محادثات روسيا مع إيران حول اتفاق مؤقت، أجريت بمعرفة الولايات المتحدة.
وأضافوا أن إيران رفضت حتى الآن الاقتراح الذي قدمته روسيا، وقالت البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة يوم الجمعة، إن طهران لا تريد اتفاقا مؤقتا، وامتنعت عن مناقشة تفاصيل الاقتراح الروسي.
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن، إن "الترتيب" المؤقت ليس قيد المناقشة الجادة، مضيفا "على الرغم من أننا لا نستطيع التحدث عن أي مناقشات قد تكون جرت بين روسيا وإيران، إلا أننا متأكدون في هذه المرحلة من عدم مناقشة مثل هذا الترتيب المؤقت بجدية".
ولم ترد الحكومة الروسية على الوكالة من أجل التعليق على الأمر.
وحث وزير الخارجية أنتوني بلينكين روسيا، يوم الجمعة، على استخدام نفوذها في إيران.
وقال بلينكين، بعد اجتماعه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في جنيف، "تشاركنا روسيا شعورنا بالإلحاح، والحاجة إلى معرفة ما إذا كان بإمكاننا العودة إلى الامتثال المتبادل في الأسابيع المقبلة، ونأمل أن تستخدم روسيا نفوذها وعلاقتها بإيران لإقناع إيران بالاستعجال".
وبموجب مسودة اتفاقية مؤقتة، قالت المصادر، إن روسيا قدمتها إلى إيران، ستُطلب من طهران وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المائة والتخلص من مخزونها الحالي، ربما عن طريق تصديره إلى روسيا، إلى جانب قيود أخرى.
وقالت المصادر في المقابل، إن الحكومة الإيرانية ستحصل على مليارات الدولارات من عائدات النفط المجمدة في حسابات بنكية أجنبية، بما في ذلك في كوريا الجنوبية.
وجرت المباحثات بين روسيا وإيران على هامش محادثات رسمية في فيينا بين إيران والقوى العالمية تستهدف عودة جميع الأطراف إلى الاتفاق النووي لعام 2015.
تعقدت المفاوضات في فيينا بسبب إصرار إيران على عدم إجراء محادثات مباشرة مع المسؤولين الأمريكيين، وبدلاً من ذلك، كان على الأمريكيين التواصل مع نظرائهم الإيرانيين عبر دبلوماسيين أوروبيين. وقالت إدارة بايدن إن موقف إيران أدى إلى تباطؤ المناقشات وحثت طهران على إعادة النظر في موقفها.
وقال المسؤول الكبير في الإدارة، "نؤيد التحدث مباشرة مع الوفد الإيراني ونعتقد أنه سيكون أكثر إنتاجية، لكن إيران لم توافق".
إيران إنسايدر - (ترجمة: هشام حسين)