قالت مصادر طبية عراقية لمراسل إيران إنسايدر، يوم السبت، إن حصيلة فتلى الاحتجاجات في العراق ارتفع إلى أكثر من 100 قتيل وأكثر من 4000 جريح منذ يوم الثلاثاء 1 تشرين الأول/أكتوبر.
وأضاف مراسلنا، أن هدوء حذرا يخيم على العاصمة العراقية بغداد، بعد رفع حظر التجوال فجر يوم السبت، مشيرا إلى أن عددا من المحال التجارية أعادت فتح أبوابها بعد أربعة أيام من المظاهرات المتواصلة والتي قابلتها قوات الأمن بالرصاص الحي.
ونوه مراسلنا أن خدمة الانترنت لاتزال مقطوعة عن عدة مدن عراقية، للتعتيم على ما يجري ومنعا من تنظيم احتجاجات جديدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال التلفزيون الرسمي، إن مسؤولين من مكتب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي التقوا بقادة للاحتجاج من بغداد ومحافظات أخرى لبحث مطالبهم.
وأضاف أن عبد المهدي والرئيس العراقي برهم صالح، قالا إنهما سيسعيان إلى تلبية المطالب، لكنه لم يوضح كيف سيرد الاثنان.
ولم تورد السلطات سببا لرفع حظر التجول.
واقترح رئيس البرلمان يوم الجمعة تحسين دعم الحكومة لإسكان الفقراء وتوفير فرص عمل للشبان، وكذلك محاسبة قتلة المحتجين.
احتجاجات دامية
ومنذ يوم الثلاثاء 1 تشرين الأول/أكتوبر، تندلع احتجاجات في مدن عراقية عدة أبرزها بغداد، بسبب التوزيع غير العادل لفرص العمل ونقص الخدمات والفساد الحكومي، ثم انتشرت على نحو سريع إلى بقية المدن العراقية خاصة في الجنوب.
ووصفت تلك الاحتجاجات بالأكثر دموية في العراق منذ الإعلان عن هزيمة تنظيم داعش في 2017، وتسببت في هزة لحكومة عادل عبد المهدي التي تولت السلطة قبل عام.
وأحرق المتظاهرون علم إيران، وطالبوا بطردها من العراق، ورفعوا شعارات تندد بالتدخلات الإيرانية في بلادهم عبر دعم أحزاب وميليشيات تابعة بشكل مباشر لطهران.
إيران برا برا بغداد حرة حرة
وتقول القدس العربي اللندنية "تبدو مطالب التظاهرات اقتصادية وخدمية، مما لا يتناسب مع ردود الفعل العنيفة من السلطات الأمنية".
وتضيف الصحفية "أغلب تعليقات المتظاهرين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر الاحتجاجات مواجهة بين الشعب المضطهد والأحزاب والميليشيات، فهي لا تفرق بين السلطات الحاكمة التي تطلق قواتها النار عليها وبين الميليشيات والأحزاب التي تتقاسم المنافع والامتيازات، معتبرة إياها كتلة واحدة تمارس القمع والسرقة والفساد".
وتؤكد الصحيفة أن هناك بُعدا آخر في التظاهرات والذي يتمثل في "علاقة استتباع المنظومة الحاكمة والميليشيات بإيران، بحيث يتكامل مشروع الفساد الحزبي والميليشياوي مع علاقة التبعية البائسة لبلد آخر، حيث تجري مبادلة قوامها السماح لمنظومة الحكام والميليشيات بالفساد المعمم مقابل الحفاظ على مصالح طهران".
وتحت عنوان "جيل العراق الجديد ينتفض"، يقول سعد ناجي جواد في رأي اليوم اللندنية "تجدد الهتافات التي تقول (إيران بره بره بغداد تبقى حرة) وهو هتاف يعكس عظم التذمر الشعبي من هيمنة النفوذ والتواجد الإيراني، السياسي والمسلح، في العراق، والأهم تأثيره الكبير على الأحزاب الحاكمة والميليشيات المسلحة".
وفي العربي الجديد اللندنية، يقول سيّار الجميل "العالم كلّه يعلم صعوبة الوضع الداخلي في العراق، خصوصاً أنه مرتهن الإرادة لإيران إقليمياً، إذ أنّ نفوذها كبير فيه، كما صرّح رئيسها علناً، فضلاً عن ارتهان العراق سياسياً لأمريكا دولياً. ولكن لا سبيل أمام العراقيين بعد مرور 17 عاما على مشهدهم التاريخي المأساوي إلا الخلاص والتحرّر من ربقة نظام فاسدٍ، وأن يكونوا ثوارا إلى آخر مدى، يصنعون تاريخهم بأنفسهم، ويبدؤون صفحة جديدة تتوفّر فيها المساواة والعدالة والحياة الكريمة، وما ذاك عليهم ببعيد".
كما يقول مشعل أبا الودع الحربي في السياسة الكويتية إن العراق يشهد "حالة من الغليان بعد أن سبب تدخل إيران فيها كوارث في نواحي الحياة كافة، وأثر هذا التدخل على الاقتصاد بسبب نهب إيران ثرواتها، وانتشر الفقر والجوع والبطالة".
ويضيف الكاتب "يبقى نظام الملالي ينهب ثروات العراق، ويترك الشعب في فقر مدقع، ورغم أن العراق من الدول النفطية إلا إن شعبه يعاني الفقر والجوع، ولايستطيع الحصول على أبسط حقوقه في حياة آدمية كريمة، وهذا أدى إلى غضب في الشارع وكانت بدايته من البصرة التي رفضت التدخلات الإيرانية في الشؤون البلاد، وخرج الناس ضد أذناب إيران".
إسراء الحسن – إيران إنسايدر