انقسمت التيارات السياسية في لبنان، حيال العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية على ثلاثة مسؤولين في ميليشيا "حزب الله" اللبناني.
ففي الوقت الذي انتقدت فيه التيارات المحسوبة على "حزب الله" العقوبات"، اختار آخرون وعلى رأسهم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري عدم التصعيد والتعامل بهدوء مع العقوبات الأمريكية الجديدة التي تطال للمرة الأولى نوابا للحزب في البرلمان اللبناني.
عون يأسف
أبدى الرئيس اللبناني، ميشال عون، الأربعاء، أسفه لمعاقبة واشنطن نائبين من ميليشيا حزب الله، واعداً بـ"ملاحقة الموضوع" مع أميركا.
وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، ونقلته الوكالة الوطنية للإعلام، إن عون "اطلع على ما تناقلته وسائل الإعلام حول القرار الذي صدر عن وزارة الخزانة الأميركية وتضمن عقوبات بحق لبنانيين بينهم نائبان في مجلس النواب".
واعتبر الرئيس اللبناني هذا "التدبير الذي يتكرر من حين إلى آخر يتناقض مع مواقف أميركية سابقة تؤكد التزام لبنان والقطاع المصرفي فيه، الاتفاقيات الدولية المتعلقة بمكافحة تبييض الأموال ومنع استخدامها في اعتداءات إرهابية أو في غيرها من الممارسات التي تعاقب عليها القوانين".
وأضاف أن لبنان إذ "يأسف للجوء الولايات المتحدة الأميركية إلى هذه الإجراءات لا سيما لجهة استهداف نائبين منتخبين، سوف يلاحق الموضوع مع السلطات الأميركية المختصة ليبني على الشيء مقتضاه".
توجه جديد
بدوره، قال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، اليوم الأربعاء، إن العقوبات الامريكية الجديدة، تدل على توجه جديد وهي لن تؤثر على الحكومة.
وعلّق رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية "العقوبات على حزب الله تدل على توجه جديد لكنها لن تؤثر لا على المجلس النيابي ولا على العمل الذي نقوم به في مجلس الوزراء".
اعتداء على كل لبنان
من جانبه، علّق رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، على قرار واشنطن فرض عقوبات على ثلاثة مسؤولين في "حزب الله" اللبناني، بالقول "إنه اعتداء على المجلس النيابي وبالتأكيد على لبنان كلّ لبنان"، حسب تعبيره.
وأضاف بري، في بيان له، "باسم المجلس النيابي اللبناني أتساءل: هل أصبحت الديمقراطيّة الأميركية تفترض وتفرض الاعتداءات على ديمقراطيات العالم؟".
وأشار إلى أنه سيتوجه إلى الاتحاد البرلماني الدولي لاتخاذ الموقف اللازم من هذا التصرف "اللامعقول"، حسب قوله.
إهانة للشعب
بدوره، وصف نائب في "حزب الله" اللبناني، العقوبات التي فرضتها الخزانة الأمريكية على نائبين ومسؤول أمني بالحزب بأنها "تهين الشعب اللبناني بأكمله وليس الحزب فقط"، حسب تعبيره.
وقال النائب في كتلة ميليشيا "حزب الله" البرلمانية علي فياض، ردا على قرار الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على نائبين ومسؤول أمني من الحزب بأنه "يهين الشعب اللبناني بأكمله" وليس الحزب فقط.
وطالب فياض في حديث لقناة "أم تي في"، الحكومة ومجلس النواب بإصدار موقف رسمي يدين العقوبات الأمريكية بحق المسؤولين الثلاثة المنتمين للحزب.
عقوبات على كل اللبنانيين
وزير المالية اللبناني علي حسن خليل وهو معاون رئيس البرلمان نبيه بري، حليف حزب الله، كتب في تغريدة على "تويتر، منددا بالعقوبات: "العقوبات تعني كل اللبنانيين وإن كان عنوانها حزب الله".
وتابع "الإجراءات التي اتخذها لبنان والقوانين التي صدرت بشهادة الجهات الدولية تجعل هذه العقوبات لا مبرر لها".
عقوبات جديدة
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية، أمس الثلاثاء، عقوبات على نائبين ومسؤول أمني في ميليشيا "حزب الله" اللبناني.
وطالت العقوبات الأمريكية، رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النيابية، النائب محمد رعد، والنائب أمين شري، ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، وهو المعني بعلاقات حزب الله الأمنية مع باقي الأحزاب اللبنانية.
ودعت وزارة الخزانة الأمريكية المجتمع الدولي إلى إدراج "حزب الله" بجناحيه السياسي والعسكري على قوائم الإرهاب.
وذكر بيان صادر عن وزارة الخزانة الأمريكية، أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لها، وضع شخصيات سياسية بارزة تابعة لحزب الله، "تستغل مناصبها السياسية لتسهيل عمل أجندة حزب الله الخبيثة ودعم إيران".
وأكد البيان أنه "لا يجب التمييز بين الجناحين السياسي والعسكري لحزب الله".
واتهمت الخزانة الأمريكية النائب أمين شري بالتواصل مع أشخاص على قائمة الإرهاب.
وطالبت الخزانة الأمريكية حكومة لبنان بقطع اتصالاتها مع أعضاء حزب الله المشمولين بالعقوبات.
عقوبات سابقة
وكانت فرضت واشنطن عقوبات على أفراد وكيانات ضمن برنامج يستهدف ميليشيا حزب الله اللبناني، في شهر الـ24 نيسان الماضي من العام الجاري
وأفاد إشعار على موقع وزارة الخزانة الأمريكية على الإنترنت، حينها أن العقوبات استهدفت شخصين أحدهما بلجيكي والآخر لبناني، بالإضافة إلى 3 كيانات، منها اثنان في بلجيكا والثالث في بريطانيا.
كما فرضت وزارة الخزانة في الـ11 من نيسان عقوبات على مواطن لبناني وكيانين اتهمتهم الولايات المتحدة بتبييض الأموال وتقديم مساعدة مالية لجماعة "حزب الله" التي تعتبرها واشنطن تنظيما إرهابيا.
وفرضت أيضا عقوبات على شبكة اقتصادية تابعة لـ"حزب الله" اللبناني أو تموله، بهدف "تقويض نفوذ إيران خارجيا"، في شهر شباط من عام 2018وقالت وزارة الخزانة حينها، إن "العقوبات تستهدف 6 أشخاص و7 شركات تابعة لرجل الأعمال اللبناني أدهم طباجة، في لبنان وغانا وليبيريا وغيرها".
وتتهم الوزارة الأمريكية طباجة، الذي يملك معظم أسهم مجموعة "الإنماء" للأعمال السياحية، بأنه أحد الممولين الرئيسيين لـ"حزب الله".
والأشخاص الستة الذين استهدفتهم واشنطن بالعقوبات، هم: عصام أحمد سعد، ونبيل محمود عساف، والشقيقان جهاد وعلي محمد قانصوه، والأربعة يقيمون في لبنان، إضافة إلى عبد اللطيف سعد، ومحمد بدر الدين، المقيمان في العراق.
أما الكيانات المستهدفة من العقوبات الأمريكية فشملت شركتين في سيراليون، و3 شركات في ليبيريا، وشركة واحدة في غانا، وأخرى في لبنان.
وفي تشرين الأول من عام 2016، فرضت الولايات المتحدة بالتعاون مع السعودية عقوبات مالية على شركات وأفراد تموّل "حزب الله"، بينهم محمد المختار كلاس، بتهمة تقديمه الدعم المالي لطباجة
المصدر: إيران إنسايدر