تظاهر المئات في إقليم لورستان (غرب إيران)، يوم السبت، وتوسعت رقعة الاحتجاجات بعد اكتشاف تعمد السلطات الإيرانية حقن 400 شخص في الإقليم بفيروس الإيدز.
ويعيش الشارع الإيراني حالة من الاحتقان نتيجة ارتفاع الأسعار، وانتشار البطالة، وتضررهم من فساد النظام وإهدار ثروات البلاد لتمويل ميليشيات إرهابية في الخارج بمليارات الدولارات.
واندلعت أكثر من مرة خلال السنوات الماضية مظاهرات تندد بالغلاء والفساد وسياسات الحكومة الداخلية والخارجية وتردي الأوضاع الاقتصادية في عهد الرئيس حسن روحاني.
ورفع المتظاهرون شعارات ولافتات من ضمنها "الموت لروحاني" و"الموت للدكتاتور".
مظاهرات لورستان
ونقل مراسل إيران إنسايدر عن مصادر إيرانية معارضة ترجيحها أن تكون لورستان شرارة لاحتجاجات واسعة ستعم المحافظات الإيرانية.
وجرح عدد من المتظاهرين في مدينة لردكان بإقليم لورستان (غرب إيران)، جراء إطلاق النار عليهم من قبل قوات الأمن الإيرانية.
وقال مراسل إيران إنسايدر، إن مظاهرات حاشدة اندلعت بعد اكتشاف قيام السلطات الإيرانية بحقن 400 شخص بإقليم لورستان بفيروس الإيدز بشكل متعمد.
وأضاف أن عددا من المتظاهرين أصيبوا بجروح جراء إطلاق الأمن الإيراني الرصاص الحي على المحتجين.
وقال مراسلنا أن قوات الأمن اعتقلت عددا من المتظاهرين، مشيرا إلى أن رقعة الاحتجاجات بتوسع منذ صباح اليوم.
وشهدت إيران موجة غضب واستياء شعبي نتيجة سياسات اقتصادية خاطئة، أدت إلى غضب الشارع والخروج في تظاهرات قمعت بالنار، وتورطت طهران عسكريا في ملفات "اليمن، لبنان، سوريا، البحرين، العراق" عسكريا، وغرقت في وحل التوسع الجغرافي أمام إمكانيات ضعيفة ماليا، بحسب محللين.
ويواصل النظام الإيراني، اعتقال 8 ناشطات من أصل 14 وقعن على بيان للمطالبة بتنحي خامنئي، ولا يسمح لأفراد أسرهن بالزيارة ولا توكيل محامين للدفاع عنهن رغم مرور أسابيع على اعتقالهن.
واعتقل الأمن الإيراني نشطاء سياسيين وحقوقيين في الداخل نتيجة مطالبهم بإسقاط النظام الإيراني، ووقف تدخله بالبلدان العربية، والالتفات للداخل الإيراني وتلبية احتياجاته.
وتخرج بين الفينة والأخرى احتجاجات عمالية على شكل مظاهرات واعتصامات للمطالبة بحقوقهم والحصول على أجورهم يقابلها الأمن الإيراني بالبطش والاعتقالات.
مرحلة انتقالية
وقال مجلس إدارة المرحلة الانتقالية، وهو تنظيم سياسي معارض للنظام الإيراني، إنه بدأ نشاطه الرسمي.
وأعلن المجلس، الذي ينشط فيه حسن شريعتمداري، عن عقد اجتماع عام، يومي 28 و29 أيلول/سبتمبر الماضي، في لندن.
ونشر مجلس إدارة الانتقال ثلاث وثائق أساسية، إلى جانب بيان يعلن عن نشاطه.
ووصفت الوثائق نتائج ممارسات النظام الإيراني الحالي المتمثلة في "الاستبداد السياسي، والفساد المنظم، والانهيار الاقتصادي، وانتشار الفقر، وجميع أشكال التمييز واللامساواة الاجتماعية".
وذكرت الوثائق أن هذه الحكومة "تعاني من إعاقة هيكلية وانعدام القدرة الإصلاحية، وأنها على طريق الانهيار".
وطالب المجلس باحتجاجات منظمة لأجل استسلام النظام لمطالب الشعب لتسليم السلطة وتشكيل مجلس مؤسسين منتخبين لإحلال نظام سياسي ديمقراطي.
عدوى الاحتجاجات
ومنذ يوم الثلاثاء 1 تشرين الأول/أكتوبر، تندلع احتجاجات في مدن عراقية عدة أبرزها بغداد، بسبب التوزيع غير العادل لفرص العمل ونقص الخدمات والفساد الحكومي، ثم انتشرت على نحو سريع إلى بقية المدن العراقية خاصة في الجنوب.
ووصفت تلك الاحتجاجات بالأكثر دموية في العراق منذ الإعلان عن هزيمة تنظيم داعش في 2017، وتسببت في هزة لحكومة عادل عبد المهدي التي تولت السلطة قبل عام.
وارتفعت حصيلة قتلى احتجاجات العراق إلى 100 معظمهم من المتظاهرين، بينما أصيب نحو 4 آلاف بجروح، وفق ما أعلنت مفوضية حقوق الانسان.
وأحرق المتظاهرون علم إيران، وطالبوا بطردها من العراق، ورفعوا شعارات تندد بالتدخلات الإيرانية في بلادهم عبر دعم أحزاب وميليشيات تابعة بشكل مباشر لطهران.
إيران برا بغداد حرة
وتقول القدس العربي اللندنية "تبدو مطالب التظاهرات اقتصادية وخدمية، مما لا يتناسب مع ردود الفعل العنيفة من السلطات الأمنية".
وتضيف الصحفية: "أغلب تعليقات المتظاهرين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر الاحتجاجات مواجهة بين الشعب المضطهد والأحزاب والميليشيات، فهي لا تفرق بين السلطات الحاكمة التي تطلق قواتها النار عليها وبين الميليشيات والأحزاب التي تتقاسم المنافع والامتيازات، معتبرة إياها كتلة واحدة تمارس القمع والسرقة والفساد".
وتؤكد الصحيفة أن هناك بُعدا آخر في التظاهرات والذي يتمثل في "علاقة استتباع المنظومة الحاكمة والميليشيات بإيران، بحيث يتكامل مشروع الفساد الحزبي والميليشياوي مع علاقة التبعية البائسة لبلد آخر، حيث تجري مبادلة قوامها السماح لمنظومة الحكام والميليشيات بالفساد المعمم مقابل الحفاظ على مصالح طهران".
وتحت عنوان "جيل العراق الجديد ينتفض"، يقول سعد ناجي جواد في رأي اليوم اللندنية "تجدد الهتافات التي تقول (إيران بره بره بغداد تبقى حرة) وهو هتاف يعكس عظم التذمر الشعبي من هيمنة النفوذ والتواجد الإيراني، السياسي والمسلح، في العراق، والأهم تأثيره الكبير على الأحزاب الحاكمة والميليشيات المسلحة".
وفي العربي الجديد اللندنية، يقول سيّار الجميل "العالم كلّه يعلم صعوبة الوضع الداخلي في العراق، خصوصاً أنه مرتهن الإرادة لإيران إقليمياً، إذ أنّ نفوذها كبير فيه، كما صرّح رئيسها علناً، فضلاً عن ارتهان العراق سياسياً لأمريكا دولياً. ولكن لا سبيل أمام العراقيين بعد مرور 17 عاما على مشهدهم التاريخي المأساوي إلا الخلاص والتحرّر من ربقة نظام فاسدٍ، وأن يكونوا ثواراً إلى آخر مدى، يصنعون تاريخهم بأنفسهم، ويبدؤون صفحة جديدة تتوفّر فيها المساواة والعدالة والحياة الكريمة، وما ذاك عليهم ببعيد".
كما يقول مشعل أبا الودع الحربي في السياسة الكويتية إن العراق يشهد "حالة من الغليان بعد أن سبب تدخل إيران فيها كوارث في نواحي الحياة كافة، وأثر هذا التدخل على الاقتصاد بسبب نهب إيران ثرواتها، وانتشر الفقر والجوع والبطالة".
ويضيف الكاتب "يبقى نظام الملالي ينهب ثروات العراق، ويترك الشعب في فقر مدقع، ورغم أن العراق من الدول النفطية إلا إن شعبه يعاني الفقر والجوع، ولايستطيع الحصول على أبسط حقوقه في حياة آدمية كريمة، وهذا أدى إلى غضب في الشارع وكانت بدايته من البصرة التي رفضت التدخلات الإيرانية في الشؤون البلاد، وخرج الناس ضد أذناب إيران".
طاهرة الحسيني – إيران إنسايدر