قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، يوم الخميس، إن الحرس الثوري الإيراني أرسى جبهة ثانية مع إسرائيل في مرتفعات الجولان المحتل، بعد تمكنه من إرساء الجبهة الأولى في جنوب لبنان، وكشفت تقارير من كل من الإسرائيليين وجماعات المعارضة السورية لمحة عن الأساليب التي استخدمها الإيرانيون وحلفاؤهم لبناء بنية تحتية عسكرية على الجانب السوري من الجولان.
وأعدّ اثنان من كبار ضباط المخابرات العسكرية الإسرائيلية، وهما العميد شمعون شابيرا والعقيد جاك نيريا تقريرا شرحا فيه كيف تسلل المقاتلون الإيرانيون وحزب الله غربا بشكل منهجي من حقل "اللجاة" السوري على بعد 40 ميلا من مرتفعات الجولان في جنوب غرب سوريا، إلى محافظة القنيطرة، وهي الأقرب.
قواعد عسكرية
ويعد العنصر الإيراني، المكون من الحرس الثوري وحزب الله اللبناني والسوريين المحليين الذين جندوه، يسيطر بإحكام في القرى الحدودية وفي مناطق قوات الأمن السورية الرسمية، ويتضح ذلك من مواقع القواعد الدائمة الأربع التي يستخدمها حزب الله اللبناني في جنوب غرب سوريا. إحداها في "الحراق" داخل منطقة يسيطر عليها ويديرها اللواء 52 التابع لقوات النظام السوري، واثنتان في منطقة حقل "اللجاة" وتستخدمان لتدريب المقاتلين المعينين محليا وتخزين الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى. تقع القاعدة الرابعة في القنيطرة، خارج بلدة حضر، على بعد حوالي 3 أميال من الحدود الإسرائيلية.
خطة سليماني
ووفقا للباحثين الإسرائيليين، فإن القاعدة محمية من قبل لواء القنيطرة للصقور، وهو جزء من ميليشيا الدفاع الوطني السوري، أنشأها زعيم فيلق القدس قاسم سليماني.
وتقع القاعدة داخل موقع اللواء 90 التابع لقوات النظام السوري، وتستخدم بشكل أساسي لجمع المعلومات الاستخباراتية والتنصت.
حزب الله
ويعتقد الجنرال شابيرا والعقيد نيريا أن هؤلاء المقاتلين هم أعضاء في حزب الله، ولاحظوا أنهم أقاموا مواقع جديدة على بعد 200 متر فقط من المواقع الأولى لقوة المراقبة التابعة للأمم المتحدة.
وتترافق البنية التحتية الجديدة المتحالفة مع إيران بالقرب من حدود إسرائيل مع حملتها المكثفة للتجنيد بين الشباب المحليين. في جنوب غرب سوريا المنكوب بالفقر، فإن مبلغ 250 دولارا الذي يقدمه الحاج هاشم، قائد حزب الله في المنطقة، هو عرض مغرٍ للشباب.
من قرى إلى حصون
تؤكد مصادر أمنية إن وجود الحزب في جنوب سوريا نما بشكل كبير، حيث يوجد ألف مقاتل في منطقة درعا بالقرب من الأردن وفي القنيطرة، بمواجهة القوات الإسرائيلية في الجولان. كما شدد عناصر "الجيش السوري الحر"، الذين عادوا إلى مسقط رأسهم بعد اتفاق العفو مع النظام، إن حزب الله يحكم فعليا العديد من البلدات والقرى.
الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لإسرائيل، هو حقيقة أن الحزب قد اكتسب خبرة في الحرب الحضرية من المعارك السورية، وحصّل معرفة بالتخطيط التكتيكي من التنسيق مع الروس والإيرانيين. وبهذا الخصوص قالت صحيفة "هآرتس" أن حزب الله حوّل قرى في جنوب سوريا إلى "حصون"، مشيرة الى أنه منذ اتفاق روسيا، كان الحزب أكثر نشاطا في المنطقة، وأعاد تأسيس شبكاته في جنوب سوريا.
المصدر: إيران إنسايدر + بلدي نيوز