قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" حول الهجومين الإسرائيليين العام الماضي على منشآت لنظام الأسد يستخدمها لإنتاج الأسلحة الكيماوية يهدفان إلى إرسال إشارات للأسد وإيران حول "الخطوط الحمراء" التي تفرضها إسرائيل.
وفي تقرير أعده محرر الشؤون العسكرية والأمنية، "رون بن يشاي"، قالت الصحيفة، إن ما نشرته "واشنطن بوست" "لم يأت من فراغ"، حيث نُسب هجوم سابق للجيش الإسرائيلي استهدف منشأة لصنع وتطوير الأسلحة الكيماوية في مدينة حماة في العام 2018، موضحة أن "الرسائل من هذه الهجمات هي أن إسرائيل وجيشها لن يهدأ للحظة في فرض الخط الأحمر لمنع تطوير أسلحة غير تقليدية في سوريا".
وأشار "بن يشاي" إلى أنه "كان من المفترض أن يكون هذا التهديد وراءنا، حيث قدّم مدير الأسلحة الكيماوية بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تموز من العام 2014، تقريرا سريا لمجلس الأمن، أكد فيه أنه تم تدمير 1300 طن من ترسانة جيش نظام الأسد الكيماوية، جزء كبير منها هو غاز الأعصاب "السارين"، الذي استخدمه النظام بكثافة.
وأضاف أنه "من العام 2012 حتى آب من العام 2013، هدد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بضرب الأسد، وبدأ بتنظيم تحالف للقيام بذلك، لكنه لم ينفذ هجومه"، موضحاً أن "الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اغتنم الفرصة لكسب مكانة عالمية وأقنع بشار الأسد بتدمير أسلحته الكيماوية".
ووفق التقرير، فإن "الحقائق على الأرض لا تبرر التفاؤل، فبعد نحو ثلاثة أشهر من إبلاغ مجلس الأمن بأن عملية تفكيك الأسلحة الكيماوية في سوريا قد اكتملت، أصبح من الواضح أن نظام الأسد لديه احتياطيات كبيرة أخرى من الأسلحة الكيماوية، وهو ما لم يعلن عنه".
وقال التقرير، إن "هذه الوقائع أثارت القلق في إسرائيل، خاصة بعدما اتضح أن الأسد توقف عن استخدام غاز الأعصاب ضد السوريين، لكنه استمر في استخدام غاز الكلور بتراكيز عالية، الأمر الذي لم يسفر عن سقوط كثير من القتلى، بل تسبب بإصابات وأمراض خطيرة".
وأضاف أن "هذه الهجمات الكيماوية استمرت بين عامي 2016 و 2017، وفي بعض الحالات استخدم نظام الأسد غاز السارين مرة أخرى، ما دفع بالرئيس السابق دونالد ترامب لشن هجوم على سوريا كعقاب لنظام الأسد"، مشيراً إلى أنه في إسرائيل "اطلعوا على التقارير وبدؤوا يستعدون لتقويض القدرات القتالية الكيماوية لنظام الأسد بشكل مستقل وفي سياق (المعركة بين الحروب)".
من جانب آخر، قال "بن يشاي"، إن "العديد من الأصابع المقطوعة (في إشارة إلى مصادر غير مؤكدة) حرصت على لفت انتباه المجتمع الدولي إلى حقيقة أن نظام الأسد ما يزال يستخدم الأسلحة الكيماوية، بل وينتجها أيضاً".
وأشار إلى أن نظام الأسد "يستورد مواد تدخل في صناعة الأسلحة الكيماوية من العديد من الدول، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، مثل بلجيكا وألمانيا وهولندا وسويسرا، لصالح مركز البحوث (SSRC) و(المعهد 4000)، التي تطور وتصنع _من بين أمور أخرى_ الصواريخ والأسلحة الجوية، وتنتج أسلحة كيماوية وبيولوجية".
وأوضح أن إسرائيل شنت غارة في نيسان من العام 2018، على منشأة يديرها "مركز البحوث"، حيث يتم تطوير وتصنيع الأسلحة الكيماوية، مضيفا أن "إسرائيل لم تكن غير مبالية، بل كانت مصممة على القيام بكل ما في وسعها حتى لا تمتلك سوريا أسلحة كيماوية".
وختم المحلل الإسرائيلي تقريره، بالقول إنه "يمكننا الآن معرفة أن الهجمات التي كشفت عنها واشنطن بوست أمس في دمشق وحمص، وهجمة العام 2018 في حماة، استهدفت بالفعل منشآت لصنع الأسلحة الكيماوية وتطويرها".
إيران إنسايدر