كشف مصادر إعلامية لبنانية، اليوم الأربعاء، عن تحركات عسكرية للجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية، بعد تسريبات عن تجميد المفاوضات الحدودية بين لبنان وإسرائيل بطلب من إيران والنظام السوري لميليشيا "حزب الله".
وقالت المصادر، أن قوة إسرائيلية مدعومة بسيارتي جيب هامر مشطت الطريق العسكري المحاذي للسياج الحدودي ما بين تلال الوزاني ووادي العسل مرورا بالغجر والعباسية جنوب لبنان.
وأضافت نقلا عن شهود عيان في حاصبيا، أن عناصر الدورية كانوا يتوقفون عند البوابات الحديدية المثبتة على السياج الحدودي لتفقد أجهزة المراقبة المثبتة عليه.
وذكر سكان القرى المتاخمة لمزارع شبعا أنهم سمعوا ليلا أصوات انفجارات يتردد صداها داخل قراهم من حين لآخر في عمق مزارع شبعا امتدادا حتى مرتفعات الجولان، مما قد يعني أنها ناجمة عن ترتيبات للجيش الإسرائيلي.
تجميد مفاوضات
وأبدت فرنسا ومعها الولايات المتحدة أسفهما لتجميد المفاوضات الحدودية بين لبنان وإسرائيل، خصوصا أن الانطلاقة كانت جيدة على رغم المطالب الإسرائيلية التي كانت أقرب إلى المناورة منها إلى مطالب ثابتة وجدية.
وأكدت مصادر دولية لـ"صحيفة الجمهورية"، رافقت المفاوضات التي رعاها الوفد الأميركي ديفيد ساترفيلد، أنّ الجانب اللبناني، وتحديدا "حزب الله"، قرر وقف المفاوضات بناء على تدخل إيراني ـ سوري مرتبط بالتوتر الجديد بين أميركا وإسرائيل وإيران.
وبدأت الأمم المتحدة اتصالات مع الدول المعنية بالقرار 1701 من أجل ضمان أن تعليق المفاوضات حول الحدود لا يؤدي إلى حدوث توتر بين إسرائيل و"حزب الله" في الجنوب اللبناني.
ونقل قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) قلقه المحدود، حتى الآن، إلى عدد من المسؤولين اللبنانيين، وتشاور فيه مع وزيرة الدفاع الفرنسية. لكن القائد الدولي لا يزال يؤمن بأن لا مصلحة لإسرائيل و"حزب الله" في تفجير الوضع في الجنوب لأن المس بالأمن الجنوبي لعب بالنار خطير.
حزب الله
يعد حزب الله مؤسسة عسكرية وسياسية واجتماعية، وله وجود قوي في البرلمان اللبناني ووزراء في الحكومة.
وعلى الرغم من وجود كيانات شيعية أخرى في لبنان، فإن حزب الله برز على الساحة كقوة كبيرة خلال العقدين الآخرين بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوبي لبنان في مايو/ آيار عام 2000.
وبرز الحزب كقوة مسلحة عام 1982 بدعم مالي ولوجستي من ايران، وكان لوصول "روح الله الخميني" عام 1979 لسدة الحكم في إيران دور مؤثر في نشأة الحزب وبروزه كقوة فاعلة.
وأعضاء الحزب من الشيعة ويدين الحزب عقائديا بمذهب ولاية الفقيه، وللحزب ارتباط سياسي وعقائدي قوي بإيران.
ويعد حزب الله أحد أكثر الكيانات اللبنانية تأييدا للنظام السوري. ويشارك الحزب في الحرب في سوريا ولعب دورا هاما في مساندة النظام على مواجهة الثورة السورية، وتغيير موازين القوى لصالح النظام في العديد من المعارك وقتل المئات من عناصره في سوريا، وتتهمه منظمات حقوقية بارتكاب مجازر على أساس طائفي وتهجير للسكان الأصليين بهدف إحداث تغيير ديموغرافي كما حدث في ريف حمص.
وتصنف الولايات المتحدة الحزب كمنظمة إرهابية، وتتهمه بتفجير مقر القوات الأمريكية والفرنسية في بيروت في اكتوبر/ تشرين الأول عام 1983 الذي أسفر عن مقتل نحو 241 من جنود مشاة البحرية الأمريكيين، وكان سببا رئيسيا لسحب الولايات المتحدة لقواتها من لبنان.
ويضم الحزب عددا من المؤسسات التي تعمل في مجالات عدة تحت عباءة "الصحة والزراعة والتجارة والمقاولات والهندسة".
ويرفض حزب الله نزع سلاحه وهو ما يتسبب في كثير من الخلافات بين الأطراف السياسية في لبنان. ويزعم الحزب إن سلاحه موجه فقط ضد إسرائيل التي تحتل مزارع شبعا التي يصفها الحزب بأنها "أراض لبنانية محتلة".
ولكن اسرائيل، وتساندها الأمم المتحدة، تعتبر أن مزارع شبعا هي أرض سورية وبالتالي سيتم حسم مصيرها في إطار اي اتفاق سلام مستقبلي بين سوريا وإسرائيل الى احتلت مرتفعات الجولان السورية عام 1967.
المصدر: إيران إنسايدر