أجرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اتصالات مع وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، بعد ساعات من مباحثات عقدها مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي في جدة، تمحورت حول الهجمات التي شنتها إيران على منشآت أرامكو، في وقت وقت جدد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، أنه لا يمكن لهذه الهجمات أن تمر دون رد.
وقال بن سلمان، إن هجوم أرامكو يعد تصعيدا خطيرا تجاه العالم بأسره،
وأضاف ولي العهد السعودي خلال اتصال هاتفي تلقاه من وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، أن "الاعتداء على السعودية يتطلب وقفة حازمة حفظا للسلم والأمن الدوليين".
ووفقا لوكالة الأنباء السعودية "واس"، "تطرق وزير الدفاع الأمريكي خلال الاتصال، إلى الترتيبات الجارية لإرسال قوات أمريكية ذات طبيعة دفاعية إلى المملكة"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة "ستقوم بكل ما هو ضروري لمساعدة المملكة للدفاع عن نفسها".
وأكد وزير الدفاع الأمريكي أن "سياسة إيران العدائية التي تزعزع الاستقرار في المنطقة لا بد من كبحها"، وجدد شكره للمملكة على "انضمامها للتحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية ودورها في المساهمة في حفظ أمن الملاحة والتجارة العالمية".
لقاء سعودي عراقي
وفي السياق، عقد ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي اجتماعا في جدة أمس الأربعاء، ركز على الهجمات التي استهدفت المنشآت النفطية السعودية.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الاجتماع تناول "تطورات الأوضاع الإقليمية وفي مقدمتها الهجمات التخريبية التي تعرضت لها معامل أرامكو السعودية في بقيق وخريص"، وأشارت إلى أن رئيس وزراء العراق أكد "حرص بلاده على أمن المملكة واستقرارها"، منوها بالدور الإيجابي الذي لعبته المملكة من أجل استقرار أسواق الطاقة.
وقال عبد المهدي في بيان صدر بعد اختتام زيارته إلى السعودية، والتي شملت مباحثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، إنه كانت من أهداف الزيارة "متابعة العلاقات بين البلدين التي تشهد نموا متزايدا وبحث الأوضاع الإقليمية والسعي إلى تهدئة الأوضاع ودرء أخطار نشوب أي صراع أو حرب وتلافي مضاعفات كل ذلك".
وأضاف البيان حسب موقع رئاسة الوزراء، أن "اللقاءات كانت مكثفة وعميقة وصريحة ومباشرة، ووضعنا بعض التصورات في كيفية إيجاد حلول تساعد البلدين بالتقدم في علاقاتهما خصوصا في مجالي النفط والتبادل التجاري".
وقال عبد المهدي إنه لقى "استجابة طيبة جدا" في لقاءاته مع خادم الحرمين وولي العهد، وأضاف "نحن أقرب إلى التفاؤل للمضي قدما باتجاهات حلحلة الأوضاع ومنع حدوث أي صدام أو احتمالات لنشوب اقتتال أو حرب في المنطقة"، مع أنه وصف الأوضاع بأنها "صعبة ومعقدة"، مشددا على ضرورة "التحلي بالصبر والسعي لإيجاد مفاتيح وأبواب وحلول مقبولة لكل الأطراف".
ويأتي إعراب عبد مهدي عن تضامنه مع السعودية وسط الدفء المستمر للعلاقات بين بغداد والرياض بعد عقود من التوتر.
وأجرى وزير النفط العراقي ثامر الغضبان محادثات منفصلة الأربعاء مع نظيره السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
الجبير: سنرد
وأعلن وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، إن محققي الأمم المتحدة ودول أخرى، يحققون بالهجوم على المنشآت النفطية شرقي المملكة، وأكد أنه لا يمكن لهذا الهجوم أن يمر دون رد.
وقال الجبير "نحن نتشاور مع حلفائنا في الولايات المتحدة وأوروبا حول الخيارات والخطوات التالية. وبعد الانتهاء من التحقيقات سنقرر كيف سنتحرك دبلوماسيا واقتصاديا وأمنيا. هذا السلوك غير مقبول".
وأضاف خلال حديثه في حلقة حوارية لـ"متحدون ضد إيران" في نيويورك: "سنرى ما ستظهره النتائج. نعرف على وجه اليقين أن الطائرات بدون طيار والقذائف إيرانية الصنع، ونعلم أنها أطلقت من الشمال".
وشدد الجبير على أنه "لا يمكن أن يمر (الهجوم) دون رد، ولا بد أن تتحمل إيران العواقب".
إسراء الحسن – إيران إنسايدر