كشف دبلوماسي غربي لوكالة "رويترز"، أن قائد فيلق القدس الإيراني، إسماعيل قآاني، كان في بغداد أثناء إعلان النتائج الأولية للانتخابات، إذ كان لا يزال يبحث عن طريقة لإبقاء حلفاء طهران في السلطة.
وقال الدبلوماسي الغربي، "وفقا لمعلوماتنا، كان قآاني يحضر اجتماعا مع (أحزاب الميليشيات الشيعية) أمس، سيفعلون كل ما في وسعهم لمحاولة تنظيم الكتلة الأكبر، على الرغم من أن ذلك سيكون أيضا صعبا للغاية مع سلطة مقتدى الصدر".
ونفت كل من طهران وبغداد علنا وجود قآاني في العراق، لكن مصدرين إيرانيين اتصلت بهما رويترز أكدا ذلك.
وقال قائد ميليشيا موالية لإيران، إن "الجماعات المسلحة مستعدة للجوء إلى العنف، إذا لزم الأمر لضمان عدم فقدان نفوذها بعد ما يعتبرونه انتخابات مزورة".
وأضاف "سنستخدم الأطر القانونية في الوقت الحالي، وإذا لم تنجح فسنضطر إلى النزول إلى الشوارع والقيام بنفس الشيء بإحراق مباني الأحزاب الخاصة بالصدريين".
وكان العراق ساحة معركة بالوكالة من أجل النفوذ بين الولايات المتحدة وإيران منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، والذي أطاح بصدام حسين، وخلق طريقا إلى السلطة للأغلبية الشيعية التي تقودها شخصيات تتقرب منها طهران لعقود.
وفي عام 2014، عندما تم الاستيلاء على ثلث العراق من قبل مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية، وجدت واشنطن وطهران نفسيهما في حالة من عدم الارتياح، إذا كان كلاهما يقدمان المساعدة لبغداد لمحاربة المسلحين.
ولكن عندما هُزِم تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2017، كانت إيران هي التي تقدمت، وظهرت الفصائل المرتبطة بالميليشيات الموالية لإيران، وهي تسيطر على جزء كبير من الدولة العراقية.
وأدى ذلك إلى رد فعل عنيف في عام 2019، حيث خرج مئات الآلاف من الشباب العراقي إلى الشوارع للاحتجاج على الفساد والبطالة والنفوذ الأجنبي.
وقتلت القوات الأمنية والمليشيات 600 منهم بالرصاص، فاضطر رئيس وزراء مقرب من إيران إلى الاستقالة، مما مهد الطريق لإجراء انتخابات مبكرة.
ظهر الصدر، وهو سليل عائلة كاتب محترم من بينهم أب وعم قُتلوا في عهد صدام، كعدو نادر لكل من واشنطن وطهران، حيث قاد في البداية انتفاضة شيعية ضد الولايات المتحدة، ثم شن حملات ضد النفوذ الإيراني.
وبينما أحجم عن لعب دور قيادي في الائتلافات الحاكمة، أمّن أتباعه بهدوء سيطرتهم على الوزارات والصناعات التي يقودها شيعيون آخرون، معظمهم لهم صلات بطهران.
لكن معظم المؤسسة السياسية الشيعية في العراق ما زالت متشككة أو حتى معادية للصدر، بما في ذلك قادة قوات الأمن الذين قاتلوا أتباعه في الماضي.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية، اليوم الثلاثاء، عن أمانة مجلس الوزراء إعلانها فوز 97 امرأة في الانتخابات التشريعية، وحصلت الكتلة الصدرية على أعلى عدد مقاعد في البرلمان وفقا للنتائج الأولية التي أعلنتها أمس مفوضية الانتخابات خلال التصويتين الخاص والعام بواقع 73 مقعدا.
كما أظهرت النتائج الأولية أيضا أن كتلة تقدم جاءت في المرتبة الثانية بحصولها على 38 مقعدا، بينما جاءت كتلة دولة القانون في المرتبة الثالثة بحصولها على 37 مقعدا في البرلمان.
إيران إنسايدر - (ترجمة هشام حسين)