أصدرت محكمة خاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي في العاصمة صنعاء، اليوم الثلاثاء، أحكاما بإعدام 30 مختطفا من نشطاء وقيادات "حزب التجمع اليمني للإصلاح".
وأكدت مصادر حقوقية أن الأحكام صدرت عن المحكمة الجزائية -التي أصدرت الحكومة الشرعية حكماً ببطلانها- الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء، وذلك ضمن محاكماتها لمجموعة الـ 36، فيما برّأت 6 آخرين.
أحكام باطلة
وقالت منظمة "سام" للحقوق والحريات، أن الحكم الذي أصدرته المحكمة التابعة لميليشيا الحوثي هو حكم منعدم قانوناً كونه صادرا عن محكمة فقدت صفتها القضائية بموجب قرار صادر عن مجلس القضاء الأعلى، فضلا عن الإخلال بمبادئ المحاكمة العادلة.
وأفادت في بيان لها أنها رصدت مخالفات جسيمة أثناء جلسات المحاكمة المزعومة، تمثلت في انتهاك أبسط القواعد القضائية الضامنة لنزاهة المحاكمة، وحق المتهمين في الدفاع عن أنفسهم، وتهديد واعتقال محاموهم داخل جلسات المحكمة.
ومن بين تلك المخالفات، وفقا لمنظمة سام، رفض تسجيل طلباتهم فضلاً عن الاستجابة لها، وتعذيب المتهمين خلال فترة المحاكمة بل في القاعات المجاورة لقاعة المحكمة وأثناء انعقاد الجلسات، وتغييب الدكتور يوسف البواب عن حضور الجلسة الأخيرة التي حجزت فيها القضية للحكم، وهي الجلسة التي أرغمت فيها المحكمة هيئة الدفاع بالرد على "تقرير المعمل الجنائي" الذي قدم مكتوباً في خمس أوراق.
وذكرت منظمة "سام" أن الأحكام الصادرة عن محاكم ميليشيا الحوثي هي أحكام لا قيمة لها، بل إنها تشكل جنايات في سجل أصحابها من منتحلي الصفات الرسمية للقضاة وأعضاء ورؤساء النيابة وغيرهم من الجناة.
من جهتها، أدانت رابطة أمهات المختطفين في بيان صحفي، هذه الأحكام، ووصفتها بأنها "منعدمة الولاية"، محملة "المجتمع الدولي وعلى رأسهم الأمم المتحدة ومبعوثها الأممي ما آلت إليه قضية أبنائهم المختطفين".
كما حملت الرابطة ميليشيا الحوثي المسؤولية عن حياة وسلامة جميع المختطفين والمخفيين قسرا.
ويتهم الحوثيون العديد من هؤلاء المختطفين بتشكيل خلايا لتنفيذ تفجيرات واغتيالات، ورفع إحداثيات للغارات الجوية، وبدعم ومساندة ما يصفونه بـ"العدوان على اليمن"، في إشارة إلى التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، في حين ينفي المختطفون هذه التهم.
ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا بين ميليشيا "الحوثي" الموالية لإيران، والقوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا. وتصاعدت حدة النزاع مع تدخّل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في آذار 2015 دعما للحكومة اليمنية الشرعية.
وسيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء في شهر أيلول 2014 بعد انقلابهم على الحكومة الشرعية، قبل أن تتوسع هيمنتهم لتشمل عددا من محافظات البلاد.
المصدر: إيران إنسايدر