انطلقت أعمال مؤتمر "بغداد التعاون والشراكة" يوم السبت، الذي يهدف إلى تخفيف التوترات في الشرق الأوسط والتأكيد على الدور الجديد للدولة العربية كوسيط.
وأكد رئيس وزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، على رفض استخدام الأراضي العراقية ساحة لتصفية الصراعات الإقليمية والدولية.
وذكر الكاظمي في افتتاح مؤتمر "بغداد للتعاون والشراكة"، أن القضاء على الإرهاب يتطلب مواجهة الظروف والبيئات التي تسمح بنموه، وشدد على أن الإرهاب والتطرف بكل أشكاله يشكل خطرا على الجميع.
وأشار إلى أن العراق انتصر على داعش بمساعدة دول الجوار والمجتمع الدولي، مؤكدا أن بلاده لن تعود للحروب العبثية مع الجيران والأصدقاء.
وقال رئيس الوزراء العراقي، "نطمح في دعم كل الأطراف والجيران في ملف إعادة إعمار العراق"، وأضاف "انعقاد مؤتمر بغداد يجسد رؤية العراق بتغليب لغة الحوار وعدم التدخل في شؤونه الداخلية".
ويستضيف العراق السبت، مؤتمرا لـ"التعاون والشراكة" أبرز المشاركين فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ويضمّ عدداً من الدول الإقليمية مثل إيران والسعودية، ويتوقع أن تطغى عليه التطورات في أفغانستان.
ويشارك في هذه القمة أيضا كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ووزيري خارجية كل من السعودية وإيران.
ويأمل العراق من خلال المؤتمر في الحصول على دعم لاستعادة الاستقرار الأمني والاقتصادي وتعزيز دوره الإقليمي.
يعد اجتماع القمة رفيع المستوى في بغداد بمثابة دفعة كبيرة للعراق وقيادته العليا، حيث يرسل رسالة تضامن عربي مع البلاد، التي تم سحبها بشكل متزايد إلى فلك إيران في السنوات الأخيرة.
من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن عقد مؤتمر الشراكة والتعاون في بغداد بمثابة النصر للعراق، وأضاف: "مؤتمر بغداد يكتسب طابعا خاصا من أجل بناء الشراكات".
وأوضح ماكرون في كلمته في قمة بغداد، أن الشعب العراقي عانى الكثير بسبب الحروب والأزمات، وقال "فرنسا ستبقى إلى جانب العراق في مكافحة الإرهاب طالما أراد ذلك".
وذكر أن الإرهاب ما زال موجودا في العراق وسوريا، وقال "باقون لمكافحته". وشدد على أن دول المنطقة بحاجة للتنسيق جهودها لمحاربة الإرهاب.
وأشار إلى أن بعثات من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ستعمل على مراقبة الانتخابات النيابية المبكرة في العراق.
بينما قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أن العراق يلعب دورا مركزيا في بناء الجسور وتعزيز الحوار الإقليمي والدولي. وقال "وجودنا اليوم هو لتعزيز سياسة الانفتاح".
وأضاف "ندعم جهود الحكومة العراقية في مكافحة التطرف والإرهاب وإعادة البناء". وتابع "العراق يلعب دورا مركزيا في تعزيز الحوار الإقليمي".
وثمن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، جهود إرساء الأمن في العراق خلال الأعوام الماضية، مؤكدا أن أمن العراق من أمن دول المنطقة. وقال "ندعم جهوده بمكافحة الإرهاب".
بدوره، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى تدشين مرحلة جديدة من التعاون مع العراق. وقال "نسعى للتعاون لتحقيق وصون الأمن والاستقرار في المنطقة".
وأضاف السيسي في كلمته: "مصر تدعم العراق لاستعادة مكانه التاريخي وموقعه في العالم العربي". وتابع "ندعو لوقف التدخلات في شؤون دول المنطقة وعدم توفير ملاذات آمنة لعناصر إرهابية".
كما أكد رئيس مجلس الوزراء الكويتي صباح خالد الأحمد الصباح، على سيادة العراق واستقراره وعدم التدخل في شؤونه.
وقال الصباح في كلمته، "منطقتنا العربية والإقليم لن ينعما بالاستقرار والعراق يفتقده". وتابع " العراق مقبل على مرحلة مصيرية من تاريخه في ظل الانتخابات المقبلة".
بينما شدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن استقرار العراق أمر حيوي للسلام في المنطقة. وقال "لا يجب أن يكون العراق ساحة للتنافس بل للتعاون والشراكة". وأشار جاويش أوغلو إلى أنه لا يمكن تحقيق التنمية الاقتصادية من دون وجود الأمن.
وكالات