قال مصدر رفيع في حزب الله اللبناني إن ثلاثة أشخاص قتلوا يوم الأحد، في كمين استهدف معزين شيعة في بلدة جنوبي بيروت، وذلك بعد يوم من مقتل قيادي بالميليشيا.
وقتل الثلاثة رميا بالرصاص في بلدة خلدة التي شهدت اندلاع حوادث طائفية على مدى فترة طويلة بين سكانها من الشيعة والسنة.
وأظهرت لقطات مصورة نشرتها قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله إطلاق وابلا من الرصاص على وفد من المعزين لدى وصولهم إلى منزل عضو حزب الله الذي قتل، يوم السبت.
وذكرت وسائل إعلام لبنانية، أمس السبت، أن أحد الأشخاص قتل مسؤولا في حزب الله اللبناني، خلال حفل زفاف، ووقعت الحادثة بمنطقة الجية جنوب العاصمة اللبنانية بيروت، والجاني يدعى أحمد غصن، شقيق الطفل حسن غصن الذي قُتل خلال إشكال في منطقة خلدة قبل نحو عام.
أما الرجل الذي قُتل فهو علي شبلي، أحد "مسؤولي سرايا المقاومة" التابعة لحزب الله، والذي ارتكب جريمة سابقا ولم يحاسب عليها، ونشرت حسابات على شبكات التواصل صورا له وهو يرتدي بدلة عسكرية ويحمل السلاح.
مقطع فيديو نشره الإعلام اللبناني وحسابات على تويتر، أظهر جانبا من الحفل، حيث كان الحضور يشاهدون شخصا يؤدي رقصات استعراضية، قبل أن يقتحم أحمد الحفل ويطلق الرصاص مرارا على شلبي.
وفرض الجيش اللبناني طوقا أمنيا في محيط سنتر شبلي في خلدة الذي يملكه القتيل، وتم اعتقال القاتل بعد وقت قصير، وسلم إلى مخابرات الجيش.
فيديو جديد من مكان اطلاق النار على #علي_شبلي خلال حضوره حفل زفاف pic.twitter.com/pQpEykxaxj
— Ahmad El Hajj | أحمد الحاج (@AhmadElHajj007) July 31, 2021
في وقت صدر عن عشائر العرب بيان جاء فيه "من عادات العرب وتقاليدها أن تأخذ بالثأر إذا لم تتم مصالحة بين المتخاصمين، وإن ما حصل بمقتل علي شبلي ليس إلا أخذا بثأر. لذلك نتمنى على ذوي المقتول علي اعتبار القتل عينا بعين ولا يتجاوز ذلك، وإننا نحرص جميعاً على الحفاظ على السلم الأهلي وحق الجوار والمشاركة الوطنية. ونرجو ألا يجرّنا الأمر إلى فتنة لا تُحمد عقباها ويدنا بيد كل من يريد صلحاً وخيراً للوطن".
وفي وقت بات أحمد غصن الذي أردى شبلي في عهدة مخابرات الجيش، فقد ذكرت عائلته في بيان اليوم أنها "منذ اليوم الأول لاستشهاد ولدها أهابت وتمنت وألحّت بالطلب إلى السلطتين الأمنية والقضائية كي تمارس مسؤولياتها القانونية والعدلية في التحقيق بهذه الجريمة وصولا إلى توقيف القاتل علي شبلي ومحاكمته على جريمة القتل التي اقترفتها يداه، وما ذلك إلا إيماناً من العائلة ومن سائر العشائر العربية بأن لا سلطة يجب أن تعلو على سلطة الدولة اللبنانية وسلطة القانون".
وأوضحت أنها "لم تترك بابا إلا وطرقته للمطالبة بحقها في معاقبة القاتل المذكور وفقاً لما ينص عليه قانون العقوبات اللبناني. إلا أن محاولاتها قوبلت على مدار سنة كاملة بامتناع من كان يحمي علي شبلي عن تسليمه إلى القضاء المختص رغم المحاولات الحثيثة التي بذلتها قيادة الجيش اللبناني بهذا الخصوص دون جدوى". وأشارت إلى أن "الغاية من طلب العائلة اللجوء إلى القانون ومعاقبة القاتل على فعلته لم تكن إلا لإيمانها المطلق بأنها تحت القانون ولقناعتها بأن مساءلة القاتل من شأنها حقن المزيد من الدماء وتجنب الثأر في المشهد الذي رأيناه في مقتل المدعو علي شبلي".
وأضافت: "إن عائلة غصن وسائر العشائر العربية إذ تقف مذهولة ورافضة لما حصل، إلا أنها ترى أن ما لحق بالمدعو علي شبلي على يد شقيق الشهيد حسن غصن كان بالإمكان تجنّبه في ما لو قامت سلطة الأمر الواقع الحامية له بتسليمه للقضاء المختص؛ لأن تسليم القاتل في هذه الحالة هو حماية له قبل أن يكون اقتصاصا منه. وأمام إمعان سلطة الأمر الواقع في حماية مجرميها ومحاولة إفلاتهم من العقاب، رأينا اليوم وللأسف أخ الشهيد حسن غصن ينتفض لكرامته ويستوفي حقه بالذات قاضياً على نفسه قبل أن يقضي على علي شبلي".
من جهته، أصدر "حزب الله" بيانا جاء فيه: "تعليقا على الحادث المؤسف والأليم الذي طال الشهيد المظلوم علي شبلي في منطقة الجية، والذي قضى بفعل منطق التفلت والعصبية البعيدين عن منطق الدين والدولة، نؤكد رفضنا المطلق لكل أنواع القتل والاستباحة للحرمات والكرامات، ونهيب بالأجهزة الأمنية والقضائية التصدي الحازم لمحاسبة الجناة والمشاركين معهم. إضافة إلى ملاحقة المحرضين الذين أدمنوا النفخ في أبواق الفتنة واشتهروا بقطع الطرقات وإهانة المواطنين"، وأضاف "إننا في حزب الله نعزي آل شبلي بالشهيد المظلوم علي شبلي، ونسأل الله لهم الصبر والسلوان، ونؤكد قيام الدولة بواجبها في الملاحقة والمحاسبة".
ولدى تشييع علي شبلي في منطقة خلدة، حصل إطلاق نار وقذائف "أر بي جي"، مما سبب حالة توتر وهلع بين السكان في المحلة. وتعددت الروايات حول أسباب الاشتباك بين قائل إن إطلاق النار تم فور وصول موكب القتيل علي شبلي وقائل إن المشيعين حاولوا نزع صورة الفتى المغدور من آل غصن ما أدى إلى حصول الاشتباك وعلى مرأى من وحدات الجيش اللبناني.
إيران إنسايدر