قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، يوم الأحد، إن بلاده ستقدم قريبا خطة جديدة في الأمم المتحدة بشأن أمن مياه الخليج، في حين هدد قائد البحرية الإيرانية حسين خانزادي برد ساحق على أي هجوم، وذلك خلال عرض عسكري كبير بمناسبة الذكرى السنوية للحرب العراقية الإيرانية.
وعرضت طهران، يوم الأحد، لأول مرة، منظومة "باور-373" للدفاع الجوي، ضمن عرض عسكري لقواتها.
وحضر مراسم العرض العسكري الرئيس حسن روحاني، وقادة من الحرس الثوري الإيراني، وعرضت المنظومة الحديثة والمصنعة محليا، إلى جانب أسلحة وصواريخ باليستية أخرى.
وأفادت وكالة "فارس" للأنباء أن "باور-373 " هي منظومة دفاع جوي صاروخية متنقلة وبعيدة المدى، كما أنها تضاهي منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس-300"، حسب تعبيرها.
وتطلق المنظومة صواريخ "صياد" الإيرانية التي يبلغ مداها 300 كيلومتر، كما تستطيع رصد الطائرات المعادية من مسافات بعيدة.
وللمنظومة القدرة على تدمير الصواريخ والطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية والطائرات الحربية.
خطة إيرانية
وقال روحاني في بداية العرض العسكري في طهران، إن إيران "ستقدم خطة في الأيام المقبلة بالأمم المتحدة" للتعاون من أجل ضمان أمن "الخليج ومضيق هرمز وخليج عمان" بين دول المنطقة.
وأضاف أن وجود قوات أجنبية في الخليج يؤدي إلى تفاقم "غياب الأمن"، وذلك بعد الإعلان عن إرسال تعزيزات أميركية إلى المنطقة.
وشدد روحاني على أن منطق إيران هو أن أمن المياه الخليجية ومضيق هرمز توفره دول المنطقة، وأنها تمد أيديها لدول الجوار للحوار والتفاهم وتجاوز الأخطاء السابقة، مؤكدا أنه أينما وُجد الأميركيون وأعداء طهران فإنهم يجلبون معهم انعدام الأمن والاستقرار.
وقال في خطابه أيضا، إن بلاده مستعدة للتفاوض وتتمتع بالمنطق لكنها لن تقبل الاستسلام والذل وستدافع بكل قوة عن أرضها.
وأكد أن بلاده لن تعتدي على أي دولة، لكنها في المقابل لن تسمح للآخرين بالاعتداء على أراضيها وحدودها، وستواجه هذه التهديدات بكل قوة.
تلويح بالحرب
من جهته، قال قائد البحرية الإيرانية حسين خانزادي، "في حال وجود أي سوء تقدير واعتداء من قبل العدو، فإن (البحرية) إلى جانب القوات المسلحة للبلاد، سترد ردا ساحقا في أقرب وقت ممكن".
وأضاف خانزادي خلال العرض العسكري بمدينة بندر عباس، أن القوة الدفاعية لإيران اليوم عند أعلى مستوى، وأن قوات الجيش والحرس الثوري مستعدة للدفاع عن حدود البلاد البحرية.
وأكد أن العرض العسكري البحري يهدف إلى إظهار استعداد القوات الإيرانية من ناحية، وإرسال رسالة سلام وصداقة إلى الدول المجاورة من ناحية أخرى.
أما نائب قائد الحرس الثوري الإيراني العميد علي فدوي فتوعد باستهداف أي طائرة تحاول دخول مجال إيران الجوي، مؤكدا أن بلاده تمتلك قوة عسكرية هائلة لا يتم الكشف عنها إلا عند الضرورة وأن الولايات المتحدة مدركة لذلك.
وطالب فدوي خلال العرض في بندر عباس دول المنطقة بأن تدرك أن طهران تتبع سياسة ضبط النفس مقابل إجراءات تلك الدول "العدائية"، معتبرا أن بلاده تنتهج سياسة مبدأ احترام الدول الإسلامية.
تعزيزات عسكرية
وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، بمؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الأركان العامة الأمريكي الجنرال جوزيف دانفورد في البنتاغون، عقب اجتماع للأمن الوطني في البيت الأبيض، إن بلاده ستنشر قوات عسكرية لتوفير دعم دفاع جوي للخليج، بناء على طلب المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة.
وأشار إلى أن الهجوم على أرامكو زاد التوتر بشكل دراماتيكي في المنطقة.
وأضاف وزير الدفاع الأمريكي "كل المؤشرات تدل على أن ايران مسؤولة عن الهجوم".
وأردف "لمنع حدوث مزيد من الهجمات، طلبت السعودية دعما دوليا للمساعدة في حماية بنيتها التحتية الحيوية، كما طلبت الإمارات المساعدة أيضا".
وتابع "بناء على طلب المملكة للحصول على الدعم، وافق الرئيس (دونالد ترامب) على نقل القوات الأمريكية إلى المنطقة، خاصة لأغراض الدفاع التي تركز على الدفاع الجوي والصاروخي، وسنقوم أيضا بتسريع توريد معدات للسعودية والإمارات لتحسين قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم".
ولفت إلى أن إرسال تعزيزات عسكرية أمريكية إلى الخليج هو رسالة واضحة لإيران، كما تهدف لحماية النظام الدولي.
وأوضح إسبر بالقول "كما قال الرئيس، فإن الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، ولكن لدينا جميع الخيارات العسكرية إذا لزم الأمر".
ودعا وزير الدفاع الأمريكي الحكومة الإيرانية إلى ترك الصراعات والعودة إلى الدبلوماسية.
من جهته، قال رئيس هيئة الأركان الأمريكي جوزيف دانفورد، إن التعزيزات العسكرية ستكون في الأغلب للدفاع الجوي، وأن التفاصيل في هذا الخصوص لم تتحدد بعد.
وردا على سؤال حول حجم التعزيزات التي سترسل، وأعداد الجنود، أجاب دانفورد "قوة بمستوى متوسط"، وعدد الجنود "ليس بالآلاف".
وتعرضت منشآت نفطية تابعة لشركة أرامكو بمحافظة بقيق وهجرة خريص في السعودية، فجر السبت 14 أيلول/سبتمبر، لهجوم بطائرات مسيرة، ورغم إعلان ميليشيا الحوثي عن تبني الهجوم إلا أن مصادر مطلعة تؤكد أن إيران هي من تقف خلف الهجوم.
ويوجد في محافظة بقيق -الواقعة على بعد 150 كيلومترا شرق العاصمة الرياض- أكبر معمل لتكرير النفط في العالم، ويوجد بمنطقة خريص -على بعد 190 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من الظهران- ثاني أكبر حقل نفطي في العالم.
محمد إسماعيل – إيران إنسايدر